يمكن تقسيم الحدود السعودية اليمنية المشتركة من الناحية الطبوغرافية إلى ثلاثة قطاعات، منها قطاعان جبليان هما القطاع الغربي مقابل جازان، والأوسط مقابل نجران، أما القطاع الشرقي الثالث فهو قطاع صحراوي سهلي منبسط مقابل الخرخير وشرورة. ولذلك يصعب التسلل من خلال هذا القطاع الأخير أما القطاعان الآخران فيشكلان مصدر تأهب أمني على المملكة خاصة في قطاع جازان لتداخل القرى الحدودية وتناثر الجبال على مساحات واسعة على جانبي الحدود مما يجعل من التسلل عملية ممكنة وإن كانت صعبة بسبب تواجد حرس الحدود واستخدام وسائل متقدمة في المراقبة والاستطلاع. وما حصل من تسلل لعدد من عناصر التمرد إلى الجانب السعودي من جبل الدخان مقابل مركز الملاحيط وقرية الخوبة الشهيرة بسوقها الأسبوعية المشتركة التي تنعقد كل يوم خميس وتعتبر مصدر رزق ورفاه لبعض المواطنين اليمنيين على الحدود، هو ممكن من الناحية الأمنية البحتة ولا يمثل اختراقا لتلك العناصر وذلك لعوامل منها: تداخل القرى والمرتفعات الحدودية بشكل معقد يمكن للعناصر الفردية التسلل من خلالها بأسلحة فردية خفيفة، ولا تحتفظ المملكة في كافة القطاعات الحدودية مع اليمن أو غيرها من الدول العربية بقوات عسكرية مقاتلة بل بوحدات محدودة من حرس الحدود الذين تنحصر مهامهم في حماية الحدود من المهربين والمتسللين. ولذلك هي تحتفظ بقواتها العسكرية القتالية الضاربة في عمق الأراضي السعودية في كافة القطاعات الحدودية الثلاثة في المنطقة الجنوبية.
ولذلك لا يمكن النظر إلى تسلل عناصر التمرد عبر الحدود السعودية إلا من زاوية واحدة فقط تتلخص في محاولتهم الاختباء إلى حين في الجانب السعودي من المرتفعات بسبب الضغط العسكري العنيف الذي يتعرضون له على الجانب اليمني من الحدود، وعجزهم عن الاحتفاظ بمواقعهم التي كانوا يعتقدون أنها بعيدة المنال على الذراع العسكرية الحكومية في الوصول إليها.
ولكن من الواضح أن خطتهم فشلت لأنهم بالتسلل عبر الحدود السعودية استثاروا عملاقا ما كان يجدر بهم استثارته، فالاستنفار الأمني والعسكري الذي وضعت فيه كافة القوات العسكرية على الحدود السعودية الجنوبية سيجعل من الصعب على تلك العناصر المتمردة ومن يلوذ بها من عناصر القاعدة على تكرار مثل هذه التسللات. وهذا يعني من الناحية العسكرية أن القوات اليمنية تتقدم وأن المتمردين يبحثون دون جدوى عن مخرج للنجاة بجلودهم حد اضطرارهم لعبور حدود الجارة الشمالية القوية رغم علمهم بما ينتظرهم من قتل وتدمير.
ولقد أصبح من الواضح أن مسألة حسم القوات اليمنية للأمور وإبادة التمرد هي مسألة أيام إن لم تكن ساعات قليلة، أما حدود المملكة الجنوبية فهي أعسر منالا على المتمردين من لمس الثريا بأطراف الأصابع ونحن نعلم أي رجال يدافعون عنها ويا لهم والله من رجال. عن عكاظ