لم ينف قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، بشكل قاطع، تلك المعلومات التي تتهم حزبه بتلقي دعما ماليا ولوجستيا من جمهورية إيران الإسلامية، ففي حين اعتبر أن اية لقاءات يقوم بها حزبه مع أي قوة سياسية «أمرا طبيعيا»، أمتدح إيران باعتبارها «دولة شقيقة مسلمة»، مقارنة بمن أسماهم ب«المتأمرين على الوطن العربي..» وأجرت وكالة (يو بي آي) مقابلة مع عضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام، حسين علي حازب، ونشرت مقتطفات منها، يوم الأحد. وبرأ القيادي المؤتمري، حزبه من تهمة عرقلة العملية السياسية في البلاد، إذ أعتبر أن موقف حزبه الملتزم بتنفيذ المبادرة الخليجية «واضحا ولا لبس فيه»، راميا بالتهمة نحو بقية الشركاء السياسيين في حكومة الوفاق الوطني، مخصصا بالذكر رئيس الحكومة، محمد سالم باسندوه، وبعض الوزراء، الذين أتهمهم بعرقلة تطبيق المبادرة الخليجية عبر تجاوز مبدأ الوفاق والقوانين النافذة وإقصاء الكثير من القيادات اليمنية عن مناصبهم. على حد قوله. وبشأن المعلومات عن تلقي حزب المؤتمر الشعبي دعماً مالياً ولوجستياً من إيران، وعن أن أحد أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح التقى السفير الإيراني باليمن مؤخرا، قال حازب «لا علم لي بشيء من ذلك..، لكنه أستدرك مبررا: «واللقاءات بين المؤتمر وأية قوة سياسية بالخارج والداخل أمر طبيعي». وفي سياق مواصلته التبرير، أضاف متسائلا: «مَن هو الحزب باليمن الذي لا يلتقي بأطراف خارجية، حزبية أو رسمية؟ وأتباع الجميع على أبواب السفارات، للأسف، الجميع أصبحوا لا ينفذون شيئاً إلا إذا صدرت له التوجيهات من هذا السفير أو ذاك!». ولم يكتفي القيادي المؤتمري بتلك التبريرات، بل ذهب ليمتدح إيران، مقابل من وصفهم بأعداء الإسلام المتآمرين على الدول العربية. وقائل إن «إيران دولة شقيقة، ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولقاء أي طرف بهم لن يكون أسوأ من اللقاء بأعداء الإسلام، وبالمتآمرين على الوطن العربي وثرواته وقيمه الاجتماعية والدينية». في إشارة على ما يبدو إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبية. وتوسطت أمريكا ودول أوروبية في تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن، والتي بموجبها أقيل صالح من السلطة، ومازالت تلك الدول تشرف على تنفيذ بقية بنودها حتى الآن. وبحسب المعلومات فإن الوسطاء والمشرفين والضامنين يمارسون ضغوطا ضد صالح للتخلي عن رئاسة الحزب، للرئيس هادي مع ضرورة مغادرته البلد، من أجل تهيئة المناخ والأجواء السياسية، لاسيما بعد ان ثبت ضلوعه في محاولة عرقلة قرارات وجهود الرئيس الجديد والحكومة الرامية إلى تنفيذ ما تبقى من المبادرة وآليتها التنفيذية. وتأتي تصريحات القيادي المؤتمري تلك، بشأن إيران، مناقضة تماما لمواقف حزبه السابقة، التي كانت تصدر عنه قبل الثورة الشعبية السلمية، سواء من جهة قيادات الحزب السياسية، أو القيادات الحكومية التابعة له أثناء ما كان مستفرداً بالسلطة. وكان نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح يجرم كل من يتواصل مع دولة إيران، ويعتبرهم خونة وعملاء، كما ظل يردد اتهامات لإيران بالتورط في دعم جماعة الحوثي في صعدة على مدى الحروب الستة التي خاضتها الجماعة ضد القوات الحكومية. وكشفت وثائق ويكيليكس تلك المساعي الحثيثة التي ما فتئ نظام صالح السابق عن مواصلتها لإثبات ذلك التورط الإيراني عبر الوثائق والتسجيلات الصوتية والمرئية وغيرها، والتي كانت تقدم للجانب الأمريكي بين الحين والأخر. لكن الولاياتالمتحدة التي لم تكن تأبه بمثل تلك الاتهامات الحكومية لإيران بالتدخل في شؤون اليمن، باتت اليوم هي من تؤكد تورط إيران وتدخلها في زعزعة استقرار اليمن، في الوقت الذي تحولت فيه قيادات النظام السابق إلى العكس تماما. إلى ذلك، وردا على اتهام صالح بأنه هيّأ الملعب لتقسيم اليمن لأربع دول قال حازب، «إن صالح وحّد اليمن بوقت كان العالم يتمزّق فيه وصالح سلم السلطة واليمن موحّد، ولم يعد بيده شيء، والمسؤولية تقع على مَن يوجه هذه الاتهامات، الذي عليه أن يُرينا حرصه على وحدة اليمن». وتتجاهل تصريحات القيادي المؤتمري حقيقة أن حزبه يمتلك نصف مقاعد حكومة الوفاق الوطني، فضلاً عن استمرار سيطرة أقرباء الرئيس السابق على معظم أجهزة الجيش والأجهزة الحكومية والمجالس المحلية ومعظم إدارات الدولة.