قالت مصادر أمنية وطبية ان 11 شخصا لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 160 اخرين في اشتباكات دارت يوم الاربعاء بين معتصمين ومسلحين بالقرب من مبنى وزارة الدفاع المصرية في منطقة العباسية بشمال القاهرة. ويطالب المعتصمون وأغلبهم مؤيدون للقيادي السلفي الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل الذي استبعد من الترشح لانتخابات الرئاسة بانهاء ادارة المجلس الاعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد وحل لجنة الانتخابات الرئاسية.
وعلقت حملة مرشح جماعة الاخوان المسلمين للرئاسة محمد مرسي وحملة المرشح المستقل عبد المنعم أبو الفتوح وهو قيادي سابق في الجماعة أنشطتهما وسط تصاعد الانتقادات للحكومة لعدم تصديها لهجمات يتعرض لها المعتصمون منذ أيام.
وبعد ساعات من توقف الاشتباكات قال المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه نشر أعدادا اضافية من القوات في المنطقة للسيطرة على الاشتباكات.
وجاء في بيان للمجلس العكسري أن ثماني ناقلات جند مدرعة من المنطقة العسكرية المركزية دخلت منطقة العباسية لوقف القتال بين المعتصمين والمسلحين لكنها لن تتدخل لفض الاعتصام.
وقال شاهد عيان ان قوات من الجيش والشرطة طوقت منطقة الاشتباكات باستثناء مخرج يستخدمه طلاب جامعة عين شمس التي دارت الاشتباكات بالقرب منها. وأضاف أن القوات تمركزت فوق جسرين استخدمهما المسلحون في مهاجمة المعتصمين بالرصاص وطلقات الخرطوش بحسب ما ذكره محتجون.
وقال موقع جماعة الاخوان على الانترنت ان حملة مرسي علقت أنشطتها لمدة يومين حدادا على أراوح القتلى وان حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة قاطع اجتماعا دعا لعقده اليوم المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
ومن جهة أخرى قال علي البهنساوي المتحدث باسم أبو الفتوح ان الحملة علقت حتى اشعار اخر احتجاجا على الاسلوب الذي تتعامل به السلطات مع الاعتصام المناهض للمجلس العسكري.
وبدأ أنصار أبو اسماعيل ونشطاء اخرون الاعتصام قرب وزارة الدفاع في الساعات الاولى من صباح يوم السبت بعد مسيرة انطلقت من ميدان التحرير بوسط القاهرة مساء الجمعة.
وتوقع مسعف وطبيب ارتفاع عدد القتلى. وقال الطبيب أحمد حسن في العيادة الميدانية ان عدد القتلى حتى الساعة الرابعة صباحا بلغ 14 قتيلا وانه لم يتابع الى نهاية الاشتباكات التي توقفت بعد شروق الشمس. وقال المسعف أحمد شهير وهو طالب بكلية الصيدلة ان كثيرا من اصابات المعتصمين كانت في أماكن قاتلة مثل الرأس والصدر.
ومضى قائلا لرويترز وقد لطخت بقع كبيرة من الدماء ملابسه وظهرت كدمات على وجهه ان ضرب المعتصمين بدأ في الساعة الثانية صباحا باطلاق نار كثيف جدا من مدافع رشاشة على ما يبدو الى جانب مسدسات وبنادق خرطوش.
وتلقي أعمال العنف بظلالها على انتخابات الرئاسة المقرر أن تجرى جولتها الاولى في 23 و24 من الشهر الحالي كما تسلط الضوء على هشاشة انتقال مصر الى الديمقراطية والذي شابته أعمال عنف ومشاحنات سياسية.
وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في صفحته على تويتر يوم الاربعاء "مجزرة في العباسية.. مجلس عسكرى وحكومة عاجزون عن توفير الامن أو متواطئون. فشلتم. ارحلوا. مصر تنهار على أيديكم."
وأثار استبعاد أبو اسماعيل اتهامات للمجلس العسكري بأنه يحاول التحكم في نتائج الانتخابات. وتجمع سكان حول نقطة شرطة قريبة بعد الاشتباكات يوم الاربعاء وطالبوا الشرطة بتفريق المحتجين ووصفوهم بأنهم بلطجية.
وتتكرر اتهامات المحتجين لاجهزة الامن بتجنيد البلطجية أو تشجيعهم لسحق الاعتصامات السلمية. وأصدرت حركة شباب (6 ابريل) بيانا أدانت فيه ما وصفته بالمذابح وطالبت بمحاسبة الجيش قائلة انه ارتكب جرائم ضد النشطاء الذين دعوا لاحتجاجات بدأت يوم 25 يناير كانون الثاني العام الماضي وتحولت لانتفاضة أسقطت الرئيس حسني مبارك بعد 18 يوما.