أكد المجلس العسكري الحاكم في مصر، اليوم الخميس، في مؤتمر صحفي، التزامه بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية قبل 30 يونيو/حزيران القادم، مؤكدا أنه ليس للمجلس مرشح بعينه في الانتخابات. ودعا المجلس، المعتصمين إلى "الابتعاد عن ميدان العباسية بوسط القاهرة، نظرا لقربه من عدة منشآت عسكرية"، محذرا من مغبة محاولة "الاعتداء على أي رمز للجيش المصري". كما أعلن أن السفارة السعودية ستفتح قريباً، مؤكداً على أن المملكة كانت أول من ساعد مصر بعد الثورة، وأن لها روابط وثيقة ببلدنا. أما عن صياغة الدستور، "فأعلن المجلس العسكري حرصه على الانتهاء من كتابة الدستور قبيل الانتخابات الرئاسية"، مشيرا إلى "أن القوات المسلحة لا تطلب وضعا محددا في الدستور، وهي ليست ملكا لقائد أعلى، ولكنها ملكا للشعب، ومسؤوليتها حماية الوطن". وأفاد المجلس أن اشتباكات أمس الأربعاء "أسفرت عن خسائر في البورصة المصرية قيمتها 4 مليارات جنيه مصري". وقال المجلس "إن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة وجهت الدعوة إلى جهات أجنبية للمشاركة في رقابة الانتخابات"، مشددا على أن المجلس "ملتزم بنزاهة الانتخابات الرئاسية". وأكد "رفض الاتهامات الموجهة من القوى السياسية إلى المجلس العسكري بالتحضير إلى انقلاب للاستيلاء على السلطة"، موضحا أن هناك قوى دولية ومحلية لا تريد لمصر أن تصل إلى بر الأمان". ووجه المجلس رسالة إلى وسائل الإعلام مفادها: "اتقوا الله"، مطالبا القوى السياسية "بإعلاء ثقافة التوافق بشأن صياغة الدستور". وجاء المؤتمر الصحفي للكشف عن عن ملابسات تطور الأحداث في الاعتصام أمام وزارة الدفاع. وأسفرت الاشتباكات بين المعتصمين من أنصار المرشح الرئاسي المستبعد حازم أبو اسماعيل وعناصر ليبرالية ويسارية تطالب بإنهاء حكم المجلس العكسري، عن سقوط 20 قتيلا. وفي أولى ساعات فجر اليوم الخميس، أدى العشرات من المتظاهرين، ومعظمهم من السلفيين، في محيط وزارة الدفاع صلاة القيام، بحسب تقارير من صحيفة "اليوم السابع" المصرية. وعلى جانب آخر، توافد عدد من المتظاهرين إلى محيط وزارة الدفاع، وقاموا بنصب الخيام استعداداً للاعتصام أمام مقر الوزارة، فيما كثفت اللجان الشعبية من تواجدها في أنحاء الاعتصام تحسبا لهجوم من أي عناصر مجهولة ومسلحة. وساد ميدان العباسية - الذي امتدت إليه الاشتباكات الدامية أمس الأربعاء - حالة من الهدوء الحذر. كما تواجدت قوات من الشرطة العسكرية في محيط وزارة الدفاع لتأمينها. وإلى ذلك، أكد مجلس الشورى المصري أن الحق في الاعتصام والتظاهر السلمي الحضاري، هو حق مكفول قانوناً طالما التزم المتظاهرون والمعتصمون بروح ميدان التحرير وسلميته. وشدد مجلس الشورى في بيان له على مسؤولية المجلس العسكري والحكومة في حفظ أرواح أبناء الشعب المصري. وطالب، وزارة الداخلية بسرعة القبض على المتورطين في أحداث العباسية وتقديمهم للجهات القضائية.