حذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر من الاقتراب من مبنى وزارة الدفاع أو المنشآت العسكرية، ودعا العقلاء ورجال الدين إلى التحرك نحو المعتصمين في شارع الخليفة المأمون الواقع به مقر وزارة الدفاع، وإقناعهم بنقل الاعتصام إلى ميدان التحرير أو فتح الطريق وعدم تعطيل حركة المرور . يأتي ذلك وسط دعوات من قوى سياسية وإسلامية مختلفة لتظاهرة مليونية اليوم (الجمعة) في ميدان التحرير ومسيرة للزحف الثوري لمقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ضاحية كوبري القبة بالقاهرة لمطالبته بالرحيل، بعدما اتهمته بالتورط في سفك دماء الشعب المصري . وقال عضو المجلس العسكري، مختار الملا، في بيان اعقب مؤتمراً صحافياً، أمس: إن القوات المسلحة ملك للشعب تعمل على حمايته وحماية الأراضي المصرية، وليست أداة لقهر الشعب وأنها لن تكون كذلك . ودعا البيان أبناء الشعب المصري إلى الحفاظ على القوات المسلحة ومساندة الجيش المصري، "كما تحافظ القوات المسلحة على الشعب والوطن حتى يمكن العبور بالمرحلة الانتقالية، لافتاً إلى أن مصر بحاجة إلى تكاتف الجميع" . وبدوره قال عضو المجلس، محمد العصار، في المؤتمر الصحافي: إن الأحداث بدأت مساء يوم 27 إبريل/نيسان عندما تحركت مجموعة من أنصار أحد مرشحي الرئاسة المستبعدين نحو العباسية، وحدث احتكاك مع قوات التأمين من القوات المسلحة لوزارة الدفاع بشارع الخليفة المأمون، وقررت تلك المجموعة الاعتصام أمام مقر جامعة عين شمس، إلا أن أحداثاً مؤسفة وقعت بين أهالي منطقة العباسية والمعتصمين فجر الأول من مايو/ايار نتيجة الأضرار التي وقعت على أهالي المنطقة جراء قطع الطريق والاعتداء على بعض المساكن والمتاجر، ثم صارت اشتباكات مؤسفة نتج عنها وفاة 9 أفراد وإصابة 168 آخرين في ظرف دقيق تمر به البلاد . وأوضح أن المجلس العسكري حريص على حق المصريين في الاعتصام والتظاهر السلمي بما لا يؤثر على الاقتصاد الوطني . وأضاف أن الاعتصام في منطقة العباسية يشكل خطراً كبيراً كونه قريباً من وزارة الدفاع وبعض المنشآت العسكرية، ويعطل الدراسة في جامعة عين شمس . واستطرد قائلاً إن النيابة العامة بدأت في التحقيق في أحداث العباسية . وجدد التزام القوات المسلحة والمجلس العسكري بتسليم البلاد إلى الرئيس المنتخب الجديد فور الانتهاء من الانتخابات، نافياً رغبة المجلس العسكري في الاستمرار بالحكم، وانتقد ما تردد بشأن التزام القوات المسلحة بتزوير الانتخابات الرئاسية أو انحيازها لأحد المرشحين، قائلاً إن المجلس العسكري عازم على أن تجرى الانتخابات الرئاسية في أجواء من الديموقراطية والنزاهة، نافياً أن يكون للمجلس العسكري مرشحاً رئاسياً . وطرح العصار مبادرة لإنهاء الاعتصام في ميدان العباسية، داعياً الأحزاب والقوى السياسية ورجال الدين للاضطلاع بدور لإقناع المعتصمين بنقل اعتصامهم إلى ميدان التحرير أو فتح الطريق أمام المارة . من جانبه دعت قوى سياسية وإسلامية مختلفة لتظاهرة مليونية اليوم (الجمعة) في ميدان التحرير ومسيرة للزحف الثوري لمقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ضاحية كوبري القبة بالقاهرة لمطالبته بالرحيل، بعدما اتهمته بالتورط في سفك دماء الشعب المصري . يأتي هذا فيما رفضت أحزاب العربي الناصري والاشتراكي والحرية والعدالة والبناء والتنمية وقوى سياسية وحزبية أخرى دعوات الزحف الثوري على المجلس العسكري، واصفة مثل هذه الخطوة بالكارثية . ودعا المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية حازم صلاح أبو إسماعيل أنصاره إلى العودة لميدان التحرير، موجهاً كلامه لهم "بأن من ذهب من أجلي للاعتصام بالقرب من وزارة الدفاع، عليه الآن الرجوع إلى ميدان التحرير" . ودعا اتحاد شباب الثورة الشعب المصري إلى الخروج والنزول لميدان العباسية اليوم للمطالبة بالقصاص العاجل لشهداء العباسية وإنهاء حكم المجلس العسكري معلناً الاعتصام في محيط الوزارة حتى تتحقق مطالب ثورة 25 يناير . وحذر الاتحاد من تأجيل الانتخابات الرئاسية تحت أي ظرف، رافضاً صياغة الدستور تحت حكم المجلس العسكري، محملاً إياه الاعتداءات المستمرة التي وصفها بالمنظمة على المعتصمين في أي موقع يعتصمون فيه . ورأى الاتحاد أن "العسكري" والأجهزة الأمنية الأخرى تستخدم البلطجية لمواجهة معارضيهم، "كما كان يفعل النظام السابق"، رافضاً أي وعود للمجلس بشأن التبكير بتسليم السلطة، "فليس له أمان، فكيف يأتمن المصريون على أرواحهم هذا المجلس، بعدما عمل على إراقة دمائهم على مقربة من مقر وزارة الدفاع، التي مهمتها الرئيسة حماية أرواح المصريين؟" .( وكالات )