دعت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) أطراف النزاع المسلح في محافظة أبينجنوب اليمن إلى البدء فوراً في إيجاد ممرات آمنة لنقل الجرحى والمرضى إلى خارج تلك المناطق. وطالبت في بيان لها أصدرته اليوم الأربعاء القوات الحكومية بالكف عن عمليات القصف العشوائي ضد المدنيين والاستخدام المفرط للقوة، واحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الأربع وبرتوكولاتها الإضافية التي تنظم السلوك في أثناء النزاعات المسلحة. وأدانت منظمة «هود» غير الحكومية القصف الذي شنته القوات الحكومية أمس الثلاثاء في مدينة جعار وراح ضحيته نحو 12 مدنياً، بينهم امرأة. وكان الطيران قصف موقعاً يشتبه بأنه لمسلحين من القاعدة في مدينة جعار بأبين، لكن المدنيين تجمعوا عقب الغارة في ذلك المكان بينما قصف الطيران الموقع مرة أخرى فراح ذلك العدد من الضحايا المدنيين. وكان الجيش اليمني قد ألقى خلال الأيام الماضية منشورات تحذر المواطنين من الاقتراب من المناطق التي يستهدفها القصف أو تحدث فيها اشتباكات مع مسلحي القاعدة. لكن منظمة «هود» قالت إن الحديث عن منشورات الجيش «لا يسقط مسؤولية الحكومة في حماية أرواح المدنيين، ولا يبرر بأي حال عمليات القصف العشوائي واستهداف المدنيين». وعبرت المنظمة عن قلقها إزاء «استمرار العمليات العسكرية في أبين وما يرافقها من خروقات، بما في ذلك محاولة عزل المنطقة عن العالم باستهداف أبراج تقوية البث شبكة الاتصالات الوحيدة في المنطقة، فإنها لا تخفي مخاوفها من تكرار سيناريو العمليات العسكرية السابقة في زنجبار، حيث أخفقت عمليات الجيش في استعادة السيطرة على المدينة وإنهاء سيطرة المسلحين، برغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قوات الجيش، وما خلفته تلك العمليات من دمار هائل، ونزوح كبير لآلاف السكان عن منازلهم». بحسب البيان. وأبدت المنظمة خشيتها «من تصاعد معاناة السكان المدنيين في مدينة جعار وما جاورها، والذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الجيش على مداخل المدينة، وقطع الطرقات الرئيسية، بينما يتضاعف القلق أكثر حال استمرت هذه المواجهات، خصوصاً مع استمرار الجيش في خروقاته ضد المدنيين، وغياب ممر آمن لإسعاف الجرحى والمرضى والإمدادات الطبية والغذائية للسكان».