بدأ نحو 50 مليون ناخب مصري الادلاء بأصواتهم يوم الاربعاء في انتخابات تاريخية لاختيار رئيسهم المقبل بعد عقود من حكم الفرد لكن حالة الاستقطاب في البلاد تجعل النتيجة معلقة في الانتخابات التي يخوضها 13 مرشحا. وهذه اول انتخابات رئاسية في البلاد منذ اطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس السابق حسني مبارك في مطلع العام بعدما امضى ثلاثة عقود في السلطة دون منافس حقيقي.
وافاد شهود بأن طوابير الناخبين اصطفت امام العديد من مراكز الاقتراع التي تفتح ابوابها من الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) حتى الثامنة مساء يومي الاربعاء والخميس.
وتشهد الانتخابات منافسة مفتوحة بين مرشحين ينتمون لتيارات سياسية ودينية مختلفة.
ويتصدر السباق الانتخابي وزير الخارجية الاسبق والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك ومرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي وعبد المنعم ابو الفتوح القيادي السابق في الجماعة والمرشح الناصري حمدين صباحي.
وانسحب احد المرشحين الثلاثة عشر لكن اسمه يظهر في بطاقات الاقتراع لأن قراره جاء بعد انتهاء مهلة الانسحاب.
ومن المقرر اعلان النتيجة الثلاثاء القادم على ان تجرى جولة اعادة الشهر القادم في حالة عدم حصول اي مرشح على اكثر من 50 في المئة.
واصطف طابور به عشرات الناخبات وطابور للناخبين الرجال به أكثر من مئة أمام مدرسة الطليعة الإعدادية بنين في حي السيدة زينب بوسط القاهرة قبل بدء الاقتراع.
وقال عبد المنعم عبد المنعم محمد حسين (72 عاما) ويعمل في محل للفطائر "جئت مبكرا لأنتخب رئيسا لي ولأولادي وأولاد أولادي."
وأضاف "أول مرة في عمري أنتخب وأنا غير مصدق. من سأنتخبه موجود في رأسي وهو من سيصلح العشوائيات (الاحياء الفقيرة). لا بد أن يكون نصيرا للناس الغلابة (الفقراء)."
وفي ظل الغموض بشأن الفائز واحتمال نجاح أي من المرشحين المحسوبين على نظام مبارك شدد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير المرحلة الانتقالية في رسالة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك على "اهمية أن نتقبل جميعا نتائج الانتخابات والتي سوف تعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه."
واضاف انه "يقف على مسافة واحدة وبكل نزاهة وشرف من جميع مرشحي الرئاسة."
ويهدد نشطاء على الانترنت باطلاق "ثورة جديدة" اذا فاز احد رموز نظام مبارك بالرئاسة كما حذر مرسي مرشح الاخوان الاسبوع الماضي من اندلاع "ثورة" إذا زورت الانتخابات.
ويأمل المصريون ان تكون انتخابات الرئاسة بداية لمرحلة جديدة اكثر هدوءا بعدما اتسمت المرحلة الانتقالية بالعديد من الاضطرابات والازمات السياسية والاقتصادية.
ويشارك في الإشراف على العملية الانتخابية 14 ألفا و 509 قضاة من مختلف الهيئات القضائية.
ومن المقرر أن يتم فرز أصوات الناخبين داخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة وأمناء اللجان في ختام اليوم الثاني للاقتراع بعد غلق باب التصويت في حضور مندوبي المرشحين والمراقبين والصحفيين.
وافادت تقارير اعلامية ان حوالي 300 ألف من افراد الجيش والشرطة يشاركون في تأمين الانتخابات بجميع المحافظات.
ولم تشهد انتخابات البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى التي اجريت في اواخر العام الماضي وبدايات العام الحالي وهيمن عليها الاسلاميون اعمال تزوير او عنف وبلطجة كما كان عهدها ابان حكم مبارك لكن شابتها بعض المخالفات الانتخابية غير المؤثرة على النتائج.