اعتبر الدكتور ياسين سعيد نعمان أن اجتماع أصدقاء اليمن الذي عقد أمس الأربعاء، على ما يبدو أنه «سار في الاتجاه الصحيح»، وحقق نجاحاً كبيراً، كونه أكد على موقف المجتمع الدولي الداعم للعملية السياسية والتغيير وجهود السلطة الجديدة المتمثلة برئيس الدولة المنتخب عبد ربه منصور هادي، وحكومة الوفاق. جاء ذلك في سياق تعليقه على نتائج المؤتمر الذي انعقد في العاصمة السعودية، الرياض، أمس من خلال ما تضمنه البيان الرئاسي الصادر عنه. وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في تصريحات نشرتها صحيفة «أخبار اليوم» في عدد اليوم الخميس، إن ما ورد في البيان الرئاسي للمؤتمر يؤكد على الموقف الداعم للمجتمع الدولي للعملية السياسية والتغيير الذي يسير على قدم وساق في اليمن والذي يسير على جهود السلطة الجديدة المتمثلة برئيس الدولة المنتخب المشير عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني. واعتبر أن المجتمع الدولي في موقفه -لدى مؤتمر أصدقاء اليمن- قد عبر عن رؤية صحيحة وصادقة لدعم هذه التوجهات في اليمن، مشيراً إلى أن المؤتمر وحسب ما ورد في البيان الصادر عنه يمكن القول أنه قد حقق نجاحاً كبيراً. وبخصوص ما ورد في بيان المؤتمر من تفاصيل بشأن إنشاء لجنة لإعداد الحوار الوطني مع نهاية شهر يونيو ليستكمل مؤتمر الحوار الوطني بحلول مارس 2013م، وما إذا كان ذلك يعد تأخيراً في تقدم العملية السياسية، أجاب: إن البرنامج الزمني ورد عملياً في الآلية التنفيذية بهذا القدر أو ذاك، موضحا بأن لجنة التواصل «عليها أن تنهي عملها في نهاية يونيو ثم سيبدأ بعد ذلك تشكيل لجنة الإعداد والتحضير». وعليه أضاف قائلاً: «اعتقد أن نهاية سبتمبر ليس تأخيراً لإنجاز المهمة لأن الحوار الوطني يحتاج إلى جهد مضاعف ويحتاج لعمل كبير وبالتالي إذا استطاعت لجنة الإعداد والتحضير أن تنجز الحوار في هذه الفترة الزمنية سيكون ذلك نجاحاً طيباً إن شاء الله». ويعتقد الدكتور ياسين أن البيان الرئاسي الصادر عن المؤتمر لم يبالغ حينما تحدث عن تمكن اليمن خلال هذه الفترة من إعادة الأمن والاستقرار وإزالة المظاهر المسلحة في العاصمة والمدن الرئيسية، وبهذا الخصوص قال: «أعتقد أنه بالقياس إلى ما كان الوضع عليه قبل فترة لا شك أن هناك تقدماً». مع أنه يعتقد أن هذا التقدم «سيكون ربما بوتيرة أعلى فيما لو تم استكمال قيادة الجيش والأمن واتخذت خطوات قوية وصحيحة في هذا الاتجاه». وفي هذا السياق، ايضا، لفت إلى أن ثمة أمر آخر ساعد على التقدم في هذا الجانب، من حيث اهتمام الناس أنفسهم -سواء فيما يخص المشاركة الشعبية أو الاهتمام الذي يبديه كثير من المواطنين بأهمية مواجهة الاختلالات الأمنية– باعتبار ذلك مثل عاملاً مهما، أدى فعلاً إلى التغلب على بعض المشكلات الأمنية التي كانت تبدو خلال الفترة الماضية معقدة وصعبة. وبحسب القيادي البارز في أحزاب المشترك فأن الجانب الأمني يعتبر «مقدمة رئيسية للسير بصورة موازية مع القضايا الأخرى». ومع أنه أوضح أنه وحتى الآن «لا يمكن القول بأن ما تحقق في الجانب الأمني هو ما نطمح إليه..» إلا أنه أعتبر أن «هناك مقدمات تشير إلى أننا قادرون على حل المشكلة الأمنية خلال المرحلة القادمة بجهود الجميع الحكومة والشعب، ولكن يأتي في المقدمة القرارات الرئاسية فيما يخص تخليص الأجهزة الأمنية من الأيادي المغتصبة..». وبالتالي يعتقد أنه «سيكون هناك حديث مبشر إذا ما استطعنا خلال الفترة القادمة توحيد الجيش والأمن تحت قيادة واحدة». وبالعودة إلى نتائج مؤتمر الرياض، أكد أن اليمن بحاجة لأكثر من مبلغ ال4 مليارات دولار التي أعلن عنها المؤتمر كمساعدات لإخراج الاقتصاد اليمني من غرفة الإنعاش خلال السنتين الانتقاليتين، وذلك من حيث أن «الموروث كبير والأوضاع الاقتصادية معقدة وهناك مشكلة الكهرباء التي تعاني منها». واستبعد أن يحل هذا المبلغ الذي قدمته السعودية كل مشاكل اليمن، عدا أن القدرة على استيعاب هذا المبلغ في المجالات الحيوية من شأنه أن يفتح آفاقاً لعمل تنموي واقتصادي حقيقي. الأمر الذي من شأنه أن يخلق مناخا ملائما لتدفق الاستثمار إلى اليمن.