تجددت المواجهات بين مسلحي جماعة الحوثيين والسلفيين في مديرية كتاف المحاذية للحدود اليمنية السعودية اليوم السبت. ونقل موقع يتبع وزارة الدفاع عن مدير كتاف التي تقع في محافظة صعدة فيصل التام قوله إن عدد من القتلى والجرحى سقطوا في اشتباكات عنيفة متواصلة بمختلف الأسلحة بين الحوثيين والسلفيين منذ مساء أمس الجمعة. وأضاف ان سيارتين دمرتا في المواجهات التي تدور حالياً بين الجانبين في شعاب ومواقع خالية من السكان شرق مركز المديرية على بعد نحو عشرة كيلومترات. وأشار التام إلى ان هذه المواجهات كانت قد بدأت منذ خمسة أشهر على خلفية الأحداث التي شهدتها بلدة دماج، وان السلطة المحلية تبذل جهوداً لإيقافها. وكتاف هي أكبر مديريات محافظة صعدة لكن عدد سكانها قليل مقارنة بحجمها. وتضاربت الروايات بين الحوثيين والسلفيين بشأن تفاصيل الهجوم، حيث قال المتحدث باسم السلفيين مهيب الضالعي ل«المصدر أونلاين» إن المواجهات تجددت عندما حاول مسلحون حوثيون السيطرة على إحدى التلال التي يسيطر عليها السلفيون منذ عدة أشهر. وأوضح أن الحوثيين هاجموا الموقع «إلا أنهم لقوا مقاومة عنيفة دحرتهم وألحقت بهم خسائر كبيرة»، متحدثاً عن «مقتل أكثر من 20 شخصاً وإصابة آخرين ما جعل الحوثيين يتراجعون ويتركون وراءهم جثث لم ينتشلوها بعد لأن المناطق التي دخلوا إليها وعرة». على حد قوله. وقال الضالعي إن خمسة من مقاتلي السلفيين التابعين لما سماه ب«تكتل قبائل النصرة» قتلوا وأصيب 7 آخرون في المواجهات التي استمرت من الثالثة صباح اليوم حتى قبل الظهر بينما لا تزال المناوشات المتقطعة مستمرة حتى المساء. لكن مصدراً في المكتب الإعلامي لجماعة الحوثيين قال ل«المصدر أونلاين» إن ما وصفها ب«ميليشيات نظام آل سعود» شنت «عدواناً» على مناطقهم في كتاف، لكن مقاتلي الجماعة تصدوا لهم واستولوا على ثلاثة مواقع. وأضاف ان مقاتلي الحوثيين أحرقوا ثلاث سيارات تابعة للمسلحين ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم، نافياً سقوط ضحايا من جانب الحوثيين. وأشار المتحدث إلى ما قال إنه دعم سعودي للمقاتلين قائلاً إن الحوثيين عثروا على أغذية وعتاد عليها الأعلام السعودية في المواقع التي سيطروا عليها في كتاف. وأضاف ان سيارات نقل إسعاف «سعودية» دخلت من منفذ البقع الحدودي ونقلت جرحى من المسلحين ليتلقوا العلاج داخل المملكة. وبدأت المعارك بين الطرفين قبل عدة أشهر مع وقوع اشتباكات في بلدة دماج التي تعد معقل السلفيين في اليمن، بينما يقول الحوثيون إن المسلحين يتلقون أموالاً من السعودية لقتالهم. وأعلن الحوثيون، الذين خاضوا حروباً متقطعة مع القوات الحكومية في السابق، استعدادهم للدخول في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد خلال الأشهر المقبلة. لكن المتحدث باسم السلفيين قال ان مواجهات اليوم هي «إحدى إفرازات إعلان جماعة الحوثي موافقتها على المشاركة في الحوار»، مضيفاً «هذا هو الهجوم الثاني منذ أعلنوا موافقتهم على المشاركة في الحوار الوطني قبل يومين». وطالب الحكومة«بعدم تكرار سياسة التلاعب مع الحوثيين»، معتبرا ما يتعرض له السلفيون في صعده ثمناً لأي تجاوب يبديه الحوثيون مع صنعاء. حسب قوله.
الصورة لمسلح في صعدة (ارشيف -رويترز، تصوير: خالد عبدالله).