بدأت قوات في الجيش اليمني مساء اليوم الاثنين بشن هجوم واسع لاقتحام مدينة جعار معقل تنظيم القاعدة بعد سقوط البلدات المحيطة بالمدينة في وقت سابق صباح اليوم، بينما ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات بين الطرفين إلى نحو خمسين قتيلاً. وتسعى القوات الحكومية لاستعادة أراض واسعة من محافظة أبينجنوب اليمن سيطر عليها مسلحو القاعدة الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» قبل نحو عام. وقالت مصادر عسكرية ومحلية ل«المصدر أونلاين» إن الجيش ومسلحين قبليين مساندين له يشنون هجوماً على مدينة جعار من ثلاثة محاور لكنهم يواجهون بمقاومة شرسة من مسلحي القاعدة. وأضافت ان اشتباكات عنيفة تدور مساء اليوم في الجهة الغربية للمدينة بين مسلحي القاعدة وقوات اللواء 201 الذي يقوده اللواء محمود الصبيحي، بينما تتقدم قوات اللواء 119 التي يقودها العميد فيصل رجب من الجهة الشمالية، وتساند اللجان الشعبية التي يقودها عبداللطيف السيد من الجهة الشرقية. وكانت قوات الجيش قد أحكمت سيطرتها على منطقة مصنع 7 أكتوبر ومحيطها الواقعة شمال جعار صباح اليوم الاثنين بعد معارك عنيفة وقصف جوي متواصل استهدف مواقع المسلحين المتشددين. وبحسب مصادر «المصدر أونلاين» فإن «نادر الشدادي» يقود مسلحي القاعدة في مدينة جعار، فيما لم يُعرف مصير قيادات أخرى من التنظيم كانت متواجدة في تلك المناطق. وقال سكان إن الاشتباكات مستمرة بمختلف أنواع الأسلحة وبمساندة الطيران الحربي، حيث تدوي أصوات الانفجارات في أرجاء المدينة. وارتفع عدد ضحايا معارك منطقة مصنع 7 أكتوبر إلى ما لا يقل عن ثلاثين قتيلاً من المسلحين المتشددين وعشرة جنود، كما أصيب العشرات من الطرفين. في الاتجاه ذاته، تدور اشتباكات عنيفة في سلسلة جبال العرقوب الوعرة المطلة على مدينة شقرة الساحلية والتي تعد بوابة تنظيم القاعدة الخارجية، حيث يعتقد انها كانت منفذاً لاستقبال صوماليين متشددين انظموا إلى القتال في صفوف «أنصار الشريعة» اليمنية. وقالت مصادر عسكرية ل«المصدر أونلاين» إن جنديين قتلا كما قتل ثمانية مسلحين من القاعدة في الاشتباكات التي تظهر استماتة مسلحي القاعدة في الدفاع عن مدينة شقرة التي سيطروا عليها قبل نحو عام. وحسب مصادر محلية، فإن قائد مسلحي القاعدة في شقرة هو «جلال بلعيدي» والذي يعرف بأمير «أنصار الشريعة» في محافظة أبين. ووردت معلومات عن فرار قيادات التنظيم التي كانت متواجدة في مدينة شقرة، من أبرزهم «قاسم الريمي» المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وتواصل «المصدر أونلاين» مع مصدر في جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة والذي أكد سقوط تلك المناطق في صفوف الجيش، لكنه قال إن المعركة ستطول.
ونفى أنباء عن مقتل القيادي البارز في التنظيم، الماربي، أثناء معارك مدينة شقرة ويقول مسؤولون عسكريون إنهم عازمون على استمرار الهجوم حتى طرد مسلحي القاعدة من مناطق محافظة أبين، فيما ما يزال للتنظيم نشاط في محافظة شبوة، حيث يسيطرون على مدينة «عزان» وأعلنوها في وقت سابق «إمارة إسلامية».
الصورة من أبين أثناء القتال يوم أمس الأحد (AFP - تصوير: جمال نعمان)