تظاهر المئات من السلفيين التونسيين الغاضبين من افتتاح معرض فني يقولون إنه يزدري الإسلام في تونس العاصمة ليلة الاثنين، واصطدموا برجال الامن. واحرق المتظاهرون الاطارات واغلقوا الطرقات في عدد من احياء تونس الشعبية كالتضامن وسيدي حسين، ورشقوا رجال الشرطة بالقنابل الحارقة وذلك في اسوأ مواجهات تشهدها البلاد منذ إطاحة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال مسؤول بوزارة الداخلية التونسية لوكالة رويترز إن قوات الامن اعتقلت 165 متظاهرا فيما اصيب 65 من رجالها بجروح بينما كانوا يحاولون تفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع. واعلنت السلطات التونسية في وقت لاحق من يوم الثلاثاء حظرا للتجول في العاصمة وسبعة مناطق اخرى. ويبدأ الحظر في التاسعة من مساء الثلاثاء، وينتهي في الخامسة من فجر الاربعاء، وسيشمل العاصمة اضافة الى مدن سوسه والمنستير وجندوبه وبن غردان. وكان وزير الداخلية علي العريض قد قال إنه يتوقع ان تتواصل اعمال العنف لعدة ايام. وبحلول فجر الثلاثاء، انتقلت المظاهرات والاحتجاجات الى عدد من الاحياء السكنية، حيث منع المتظاهرون السلفيون عربات الترام من المرور في حي الانطلاقة، كما شوهدت آثار اعمال سلب ونهب. وجاءت هذه الصدامات بعد يوم واحد من قيام عدد من السلفيين باقتحام معرض فني في حي المرسى واتلافهم اعمالا فنية اعتبروها مسيئة للاسلام. وادان وزير العدل التونسي المظاهرات واعمال الشغب ووصفها بأنها اعمال ارهابية، مهددا بالاقتصاص من مرتكبيها. وقال الوزير نورالدين بحيري إن مرتكبي اعمال الشغب "سيدفعون ثمنا باهظا" وقال "إن المجموعات الارهابية الفاقدة للسيطرة معزولة في مجتمعنا،" بينما أكد مسؤول في وزارة الداخلية ان المعتقلين سيقاضون بموجب قانون مكافحة الارهاب. وقال البحيري إن اعمال الشغب، التي تفجرت بعد ساعات فقط من دعوة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري للتونسيين للانقلاب على حكومتهم، قد تكون مدفوعة من جانب هذا التنظيم. ولكن السلفيين من جانبهم ينفون مشاركتهم في اعمال الشغب، وقالوا إنهم في الوقت الذي يدعون فيه التونسيين للاحتجاج على "التجاوزات ضد السلام"، فإنها تتبرأ من اعمال العنف والشغب التي شهدتها البلاد ليلة امس ونهار اليوم.