من المنتظر أن تعقد لجنة الاتصال الرئاسية اليوم الأربعاء اجتماعاً مع قيادات في المعارضة اليمنية بالخارج في العاصمة المصرية القاهرة لدعوتها إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في اليمن خلال الأشهر المقبلة ويجري التحضير له. ومؤتمر الحوار هو أحد بنود اتفاق نقل السلطة الذي وقعته معظم الأطراف اليمنية برعاية دولية، حيث سيجري خلال الحوار تحديد شكل الدولة اليمنية وتكليف لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد قبل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 2014. لكن صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نقلت عن مصادر في لجنة الاتصال أن اللقاء ربما يؤجل إلى مطلع الأسبوع المقبل، من أجل عقد مشاورات جانبية قبيل انعقاد اللقاء الرسمي. وأضافت أن أعضاء في اللجنة الرئاسية غادروا صنعاء باتجاه القاهرة مساء أمس الثلاثاء. ومن أبرز الشخصيات اليمنية التي ستشارك في لقاء القاهرة الرئيسان اليمنيان الجنوبيان السابقان علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس، بينما تضاربت المعلومات حول احتمال مشاركة نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض في اللقاء. وقالت صحيفة «الوسط» الأسبوعية الصادرة اليوم الأربعاء إن مكتب البيض طلب موافاته أولاً بجدول وأجندة اللقاء كشرط لتحديد موقفه، لكنه أعلن في وقت لاحق رفضه المشاركة في الحوار. ولم يتبقى على المهلة المتاحة للجنة الاتصال سوى عشرة أيام، حيث من ينص قرار تشكيلها على أن تختم أعمالها في الثلاثين من الشهر الجاري، لكنها حتى الآن لم تحقق الكثير. والتقت اللجنة بجماعة الحوثيين والأحزاب غير الموقعة على المبادرة الخليجية وستلتقي مع فصائل في الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن، رغم ان بعضها أعلن رفضه المشاركة في الحوار.
إلى ذلك، دعا سياسي يمني القوى السياسية في بلاده كافة، والجنوبية على وجه الخصوص، إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده قريبا، وقال الدكتور أحمد الأصبحي، عضو مجلس الشورى، إن على جميع الأطراف اليمنية الاستجابة إلى دعوة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي لم يتم تحديد موعد بعد لانعقاده، والذي يأتي في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن الأصبحي قوله «لأننا شعب واحد وليس هناك (فيتو) على أحد، ليحضروا إلى مؤتمر الحوار ويطرحوا على الطاولة ما لديهم من مواقف من أجل التوصل إلى حلول مشتركة يمكن أن تكون سبيلا للتوصل إلى حلول لمشاكل اليمن». وأبدى السياسي الأصبحي، وهو قيادي بارز وسابق في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تفاؤله بشأن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، على الرغم من رفض عدد من الفصائل في الحراك الجنوبي المشاركة في المؤتمر واشتراطها التفاوض بدلا من الحوار من أجل ما تسميه «فك الارتباط». وأكد أن التفاؤل ينطلق من «الإرادة الشعبية التي ملت الصراعات والأزمات التي ابتليت بها البلاد طوال العقود الماضية».