لقي التفجير الانتحاري الذي استهدف طلاب كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء ظهر أمس الأربعاء إدانات محلية ودولية. وفجّر انتحاري نفسه في البوابة الجنوبية للكلية تزامناً مع خروج الطلاب لقضاء الإجازة الأسبوعية، كما تسري لوائح الكلية بمنح الطلاب إجازة يومي الخميس والجمعة خارج أسوار الكلية.
ويعد هذا الحادث الثاني في أقل من شهرين بعد مقتل أكثر من 100 جندي وإصابة 300 آخرين في هجوم انتحاري استهدف عرضاً عسكريا في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء قبيل الاحتفال بذكرى الوحدة في مايو الماضي.
وتوالت ردود الأفعال الشعبية والرسمية والدولية إزاء الحادث الذي استهدف الطلاب أودى بحياة 10 وأصيب 19 آخرون.
وأدان مجلس النواب وبشدة الحادث الإرهابي الذي استهدف طلاب كلية الشرطة، قائلاً في بيان صادر عنه مساء اليوم إن المجلس يستنكر هذه الحادثة ويطالب حكومة الوفاق الوطني بأجهزتها الأمنية المختصة سرعة الكشف عن الجناة الحقيقيين الذين يقفون وراء هذا الحادث من مخططين وممولين ومنفذين ومساعدين.
ودعا إلى إعلان هويتهم للرأي العام وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاء ما اقترفوه بحق أبناء الشعب من طلبة كلية الشرطة.
وعبرت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية عن أحر التعازي إلى اليمنيين وإلى أسر الشهداء.
وأكدت الداخلية عبر بيان اللجنة الأمنية العليا أن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تثني عزيمة رجال الأمن والقوات المسلحة وأبناء الوطن الشرفاء عن تأدية دورهم وواجبهم الديني والوطني.
وأضافت: «الأجهزة الأمنية ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين أمن وسلامة الوطن والمواطنين».
سياسياً، أدانت أحزاب اللقاء المشترك وبشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف كلية الشرطة أمس بصنعاء، داعية القيادة السياسية وكافة الأجهزة المعنية إلى الوقوف بحزم وقوة أمام هذه العمليات التي تكررت في الآونة الأخيرة.
وأكد المشترك في بيان صادر عنها أن التفجير الانتحاري الذي وقع أمس يدل على الحقد الدفين ضد الوطن والشعب من قبل جماعات وأطراف محبطة ويائسة تحاول الانتقام من الوطن والشعب بعد أن فشلت كل مخططاتها الرامية إلى تدمير البلد وجره إلى أتون الفوضى والصراعات.
ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق عاجلة لكشف ملابسات الجريمة ومن يساندها واطلاع الرأي العام على خفايا هذا الإجرام المتصاعد في اليمن.
وجدد دعوته إلى سرعة هيكلة الجيش والأمن كضرورة ملحة للتغلب على حالات الاختراق الأمني والتبعية المسكونة بالماضي، وتمكين الدولة من فرض سيطرتها الأمنية والعسكرية على كل بقاع الوطن وتجفيف منابع الإرهاب وملاحقة كل من يقفون وراءه.
ودعت أحزاب المشترك كل جماهير الشعب اليمني وقواه السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى إدانة الإرهاب ومن يقفون وراءه والاصطفاف إلى لمواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا اليمني كواجب ديني ووطني.
وتقدمت أحزاب المشترك بعزائها ومواساتها لأسر الشهداء والجرحى سائلة المولى العلي القدير أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وان يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
دولياً، دانت فرنسا اليوم الهجوم الانتحاري الذي استهدف طلاب كلية الشرطة في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي اليوم الخميس إن «فرنسا تدين بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي الذي راح ضحيته 25 طالبا في كلية الشرطة اليمنية» معربة عن بالغ تعازيها لذوي الضحايا.
وأكد المسؤول الفرنسي دعم بلاده الكامل للجهود التي تبذلها السلطات اليمنية ورئيسها عبدربه منصور هادي في التصدي للإرهاب ولمساعي وجهود الحكومة اليمنية في عملية التحول السياسي والديمقراطي.
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست الهجوم.
واستنكر مهمانبراست - حسبما ذكرت قناة «برس تى في» الإيرانية اليوم الخميس جميع أعمال العنف فى اليمن.
وأعرب عن أمله في استعادة السلام والأمن بهذا البلد من خلال مواصلة تعزيز المؤسسات المدنية والعامة المستقلة.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن أمله أيضا في أن يتطور الوضع في اليمن لكي يتمكن الشعب اليمنى بمختلف ميوله السياسية وأطيافه من تحديد مصير ومستقبل البلاد.
وأدانت روسيا التفجير الانتحاري، قائلة عبر وزارة خارجيتها إن «العمليات الاستفزازية من هذا القبيل التي ينفذها متشددون تهدف إلى تقويض الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار الداخلي في اليمن».
وبحسب وكالة «إيتار تاس» دعت روسيا السلطات اليمنية «اتخاذ إجراءات فعالة من أجل كشف ومعاقبة مدبري هذه العملية الإرهابية في أسرع وقت، ومن أجل تعزيز الأمن في اليمن بشكل عام، الأمر الذي نعتبره شرطا رئيسيا لمواصلة تقدم اليمن في طريق العملية السياسية والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية».
وأكدت روسيا استعدادها لتقديم الدعم المطلوب لتحقيق هذه المهام التي وصفتها ب«الملحة».