يبدأ المرشح الرئاسي الجمهوري الأميركي مت رومني جولة الأربعاء المقبل تستغرق أسبوعا لحضور احتفالات افتتاح الدورة الأولمبية في لندن وزيارة إسرائيل وبولندا. وبذهابه إلى إسرائيل سيفعل رومني شيئا فعله من قبل منافسه باراك أوباما وقت أن كان يخوض معركة الترشح للرئاسة عندما سبق له زيارة إسرائيل عام 2008، علما بأنه لم يزرها أبدا بعد انتخابه رئيسا.
والهدف من زيارة رومني إعطاء المرشح الجمهوري بعض الثقة في مجال السياسة الخارجية، والسماح للأميركيين بالتعرف عليه وهو يباشر العمل في الخارج، حيث يقول مساعدون له إن هذه الزيارة جولة "للاستماع والتعلم" دون تصريحات في مجال السياسة.
وهذه الزيارة تعد نسخة تشبه نسبيا الجولة التي قام بها أوباما عام 2008، التي ألقى خلالها كلمة أمام حشد ضخم في برلين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في ذلك الوقت، وإعلانه أن "الجدران بين الحلفاء السابقين على أي من جانبي المحيط الأطلنطي لا يمكن أن تبقى".
وستتيح زيارة رومني للأولمبياد التلويح بالعلم الأميركي وتسليط الضوء على جزء أساسي في سيرته الذاتية، وهو عمله لإنقاذ دورة الألعاب الشتوية في سولت ليك سيتي عام 2002 .
وفي لندن يلتقي رومني مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ومسؤولين آخرين بالإضافة إلى توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق للتشديد على أهمية العلاقات الأميركية البريطانية التقليدية، وسيجمع أيضا بعض أموال للحملة من الأميركيين الذين يعيشون في بريطانيا.
وتعد زيارة إسرائيل الأكثر حساسية لرومني، في ظل مواجهة الجارة سوريا اضطرابات بعد هجوم بقنبلة في دمشق أدى إلى قتل وزير الدفاع وآخرين من الدائرة القريبة للنظام، وتصاعد التوترات الإسرائيلية مع إيران بعد تفجير حافلة في بلغاريا مما أدى إلى قتل 6 سائحين إسرائيليين، ودفع إسرائيل لاتهام إيران في الحادث.
وتوفر زيارة رومني فرصة لاجتذاب كل من الناخبين اليهود والناخبين الآخرين المؤيدين لإسرائيل، وإظهار التناقض مع الرئيس الديمقراطي أوباما الذي تتسم علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم الثبات.
ولكنها تمثل أيضا بعض الأخطار لأن رومني، وهو حديث نسبيا في مجال السياسة الخارجية قد يواجه تساؤلات عما إذا كان سيدخل حربا لوقف البرنامج النووي الإيراني، وهي أحد الأمور الرئيسية التي تثير قلق إسرائيل وما إذا كان سيجعل الولاياتالمتحدة تشارك في الاضطرابات الدامية في سوريا المجاورة حيث يحاصر المعارضون الرئيس بشار الأسد.
وانتقد رومني بحدة أسلوب تعامل أوباما مع إيران وأنه لن يسمح لها بامتلاك سلاح نووي وهو أمر تنفي إيران أنها تسعى إليه، مضيفا: "في نهاية الأمر فإن تغيير النظام هو ما سيكون ضروريا".
وفي وارسو سيعقد رومني محادثات مع المسؤولين البولنديين، حيث يبدى تضامنه مع حليف يقف كحصن رئيسي في أوروبا الشرقية، وهي منطقة هيمنت عليها روسيا لفترة طويلة.