اجتمع اليوم أكثر من ألفين شخص من أبناء قبيلة الحبيشية في الرضمة لمناقشة مقتل الشاب عباد أحمد صالح الجبل الذي قتل الأحد الماضي على يد مسلحين مجهولين في منطقة الملاح بلحج. حضر اللقاء عدد من المسئولين في الدولة ينتمون إلى منطقة القتيل في مقدمتهم وزير التربية والتعليم عبد السلام الجوفي وعبد الواحد صلاح وكيل محافظة إب وعقيل حزام فاضل وعبد الله حسين الحدي وكيلا محافظة الضالع.
وفي اللقاء الذي عقد بساحة مدرسة الأمل في الرضمة شدد المشاركون على ضرورة قيام الدولة بواجبها في القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة بعد نقاش طويل لما يمكن اتخاذه من إجراءات إزاء الحادث.
وأشار المصدر إلى أن المسئولين الذين حضروا اللقاء تحدثوا بصفاتهم الشخصية بعيدا عن مواقعهم الرسمية وأبدوا استعدادهم لبذل جهودهم ضمن الإطار الشعبي كونهم من أبناء المنطقة وقدموا أنفسهم كغرامة لن يقصروا في تنفيذ ما يطلبه منهم شيخ المنطقة ونقل عن أحدهم قوله "احنا غرامه بنادقنا جنب بنادقكم وريالنا جنب ريالكم".
دعا للقاء الشيخ جبران الحيدري شيخ قبيلة الحبيشية الكبيرة التي تتوزع إداريا على ثلاث مديريات هي "السدة والرضمة والنادرة".
وفي اللقاء ألقى الشيخ عبد الرحمن العماد القيادي الإصلاحي وواحد من أهم الوجاهات في المنطقة كلمة دعا فيها أهالي منطقة القتيل إلى التعقل والبعد عن ردود الفعل المتشنجة مع تأكيده على ضرورة أن يدفع المجتمع باتجاه محاربة الفساد والفاسدين والضغط على الأجهزة الرسمية لضبط المجرمين أيا كانوا وبغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية.
وحمل السلطة مسؤولية ما حدث مشيرا إلى أن تراخيها عن القبض على منفذي جريمة العسكرية شجع مجرمين آخرين على قطع الطريق وقتل الناس.
الشيخ جبران الحيدري أكد أن عباد قتل على بعد أمتار قليلة من النقطة العسكرية وطالب الدولة بالقيام بواجبها خاصة وأن أسماءهم معروفة كما ورد ذلك على لسان العقيد محمد طاهر الشامي مدير الأمن السياسي في دمت أن القتلة معروفون 12 شخصا كما هو معروف الشخصان اللذان باشروا عملية القتل، وحذر الشيخ جبران من التراخي في الموضوع وما يمكن أن ينتج عن ذلك من عواقب سيئة وفي مقدمتها استمرار المجرمين في التقطع والقتل للمسافرين كما أن المواطنين قد يندفعون نحو ردود فعل ستفاقم المشكلة وتتسبب في تمزيق المجتمع.
واستعرض مسئولون شاركوا في اللقاء حوادث مشابهة تعرضوا لها وهم في طريقهم بين إبوعدن حيث قال وكيل محافظة الضالع عبدالله حسين الحدي أنه تعرض لحادث تقطع مشابه وتخلص منه باستخدام علاقاته الشخصية، كما أكد العقيد الشامي مدير الأمن السياسي في دمت أنه أيضا تعرض لحادث تقطع مشابه في وقت سابق ولم يخل المتقطعون سبيله إلا بعد أن أخرج قنبلة يدوية كانت بحوزته وفتحها على المسلحين.
خيم على الاجتماع الموسع هاجس الانفلات الأمني والنزوع نحو العنف والإجرام.
يذكر أن القتيل عباد أحمد صالح لقي مصرعه وهو في طريقه مع زوجته وطفليه وصهره لقضاء العيد في مدينة عدن، وبحسب معلومات تلقاها "المصدر أونلاين" نقلا عن صهر عباد والذي كان معه في نفس السيارة أن أربعة مسلحين اعترضوا السيارة وأوقفوا صاحبها وسألوه عن المنطقة التي ينتمي إليها فأجاب عليهم: "أنا من دمت" قالوا له "وقف على جنب" لكن عباد الجبل لم يطمئن وقرر مواصلة طريقه باتجاه عدن متجاوزا المسلحين لكن أحدهم أطلق النار عليه مباشرة وكانت الرصاصة في القلب.
يضيف مرافق عباد "سمعنا إطلاق النار وعرفنا أنها اخترقت السيارة لكن لم نكن نعرف أنها أصابت صاحبنا ولم نتأكد أنها قتلته إلا بعد أن رأينا السيارة تخرج عن النطاق فساعدتني أختي أي زوجة القتيل- بسحبه من خلف المقود وجلست أنا مكانه وواصلت قيادة السيارة لكن المسلحين واصلوا إطلاق النار على العجلات وبنشروها كلها ومشيت على الطاوات حوالي اثنين كيلو ووقفنا محاولين الربط للقتيل لكنه كان قد فارق الحياة".
عباد الجبل -32عاماً- متزوج وأب لطفلين عمل بداية حياته شرطيا في المرور لكنه بعدها غادر المرور وغادر الوطن إلى المملكة السعودية حيث عمل هناك لعدة سنوات وعاد ليستقر في بلده فتزوج واستقر مع أسرته في العاصمة صنعاء يعمل فيها على تاكسي أجره. الصورة من الصحوة نت