شهدت المناطق المحيطة بمدينة صعدة (شمال اليمن) مساء اليوم الجمعة، معارك شرسة بين عناصر الحوثي وقوات الجيش، في وقت يستعد فيه أتباع المذهب الشيعي للاحتفال غداً السبت بيوم "غدير خم". وقال مراسل "المصدر أونلاين" إن المواجهات بدأت منذ وقت المغرب، في المنطقة المحيطة بمطار صعدة، والجهة الجنوبية والغربية من المدينة، وبالقرب من القصر الجمهوري، وعلى مشارف منطقة المقاش المحيطة بالمدينة، مضيفاً أن المواجهات العنيفة وصلت بين الجانبين حد المواجهة الفردية "بالأسلحة الشخصية".
وقال مصدر عسكري ل "المصدر أونلاين" ان المواجهات استمرت قرابة الساعتين، مرجحاً أن الهدف من الهجوم الحوثي هو لإكساب أنصاره نصراً معنوياً للاحتفال ب"يوم الغدير" والذي من المتوقع أن يحتفل به أنصار الحوثي غداً. ولم يحدد المصدر طبيعة الاستعدادات الحوثية للاحتفال بهذه المناسبة أو المناطق التي من المقرر أن يقام فيها هذا الاحتفال. كما لم يصدر عن الحوثي - حتى كتابة هذا - أية دعوة لإقامة مثل هذا الاحتفال، وذلك على عكس العام الماضي ، حيث دعا عبدالملك الحوثي في بيان رسمي أنصاره في صعدة وبعض المحافظات الأخرى إلى الاحتفال بعيد الغدير الذي صادف آنذاك 16 ديسمبر، وبعد أن كانت الحرب الخامسة بين المتمردين وقوات الجيش قد وضعت أوزارها. وبحسب مراقبين، فإن الاحتفال العام الماضي شهد أكبر تجمع لإحياء المناسبة، حيث شارك الآلاف من أنصار الحوثي في حفل أقيم بمنطقة الحمزات بصعدة، صاحبته بعض مظاهر الاحتفال ب"الغدير" كإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وترديد الأهازيج والقصائد الشعبية، بينما ألقى عبدالملك الحوثي خطاباً في الحاضرين وشن هجوماً حاداً ضد السلطة، وهو الظهور الأول له بشكل علني منذ قيادته للجماعة بعد مقتل شقيقه حسين. وكان اللافت أن الأمن لم يتدخل لمنع ذلك الاحتفال، على عكس الأعوام الماضية، بالرغم من وجود توجيهات رئاسية كانت قد صدرت عقب الحرب الأولى في العام 2004 بمنع إقامة أية مظاهر للاحتفال بعيد الغدير، كونه "ليس معتقداً دينياً، وإنما بدعة تنبذها الشريعة الإسلامية" بحسب تصريحات لمدير أمن صعدة آنذاك العميد محمد طريق.
ويحتفل الشيعة "الإثنا عشرية" في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من كل عام، بيوم الغدير. وبحسب أستاذ أصول التربية بحامعة صنعاء الدكتور أحمد الدغشي، فإنه يرجع أصل هذه المناسبة إلى حديث مروي صحيح في جوهره لدى الشيعة والسنّة معاً، غير أن الاختلاف حدث في زيادة بعض ألفاظه، وتأويل كل منهما له. وورد في حديث أخرجه النسائي: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وبنحوه من الصيغ.
على صعيد آخر، نقل موقع 26 سبتمبر التابع للجيش عن مصدر وصفه بالمطلع قوله " إن قوات الجيش من ضرب وكر للإرهابيين بصعدة، كان يتواجد فيه عدد من تلك العناصر للتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية وارتكاب أعمال إجرامية بحق المواطنين, ولقي عدد منهم مصرعهم خلال تصدي أبطال القوات المسلحة لمحاولتهم التسلل إلى قرية الحدب"، حسب تعبيره.
وأضاف إن وحدات عسكرية وجهت ضربات "دقيقة ومحكمة" لمواقع المتمردين الحوثيين في محور الملاحيظ، مؤكداً تدمير الجيش لمستودع للذخائر يتبع الحوثيين، وتدمير سيارتين مما أدى إلى اشتعالهما وسمعت أثناء اشتعالهما انفجارات قوية ناتجة عن وجود متفجرات داخلهما.
ونقل الموقع ذاته عن مصدر أمني قوله انه تم اعتقال 3 صوماليين يشتبه في صلتهم بعناصر الحوثي في مدينة حوث ونقطة حواري، وتم تسليمهم لأجهزة الأمن للتحقيق معهم.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي إن أنصاره تصدوا لزحف سعودي بعد عصر اليوم على جبل الدخان، واستمرت المواجهات حتى وقت المغرب، كما تصدوا لزحف آخر من قبل قوات الجيش اليمني على منطقة القطعة بمديرية كتاف، مؤكدين تدمير ناقلة على متنها آليتين.
وأضاف الحوثي في بيان تلقى المصدر أونلاين نسخة منه إن الطيران السعودي واصل شن غاراته الجوية على المنطقة الواقعة شرق مدينة ضحيان بمديرية مجز، وضواحي منطقة الطلح ومنطقة محضة وآل حميدان بمديرية سحار، "واستهدف القصف مزارع للمواطنين وقد أحرقت أجزاء كبيرة منها". حسب زعمه.