قالت أبرز الصحف الحكومية في بكين يوم الأربعاء إن الصين تأمل أن تساعد محادثاتها مع مبعوثة للحكومة السورية وزيارة مقترحة لممثلي المعارضة على إنقاذ احتمالات التوصل إلى حل للصراع الدائر في سوريا. وحذرت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم من احتمال دخول الحرب الأهلية مرحلة جديدة خطيرة. وجاء هذا التحذير بعد أن وصلت بثينة شعبان مبعوثة الحكومة السورية إلى بكين لإجراء محادثات حول الأزمة في سوريا.
وحتى الآن لم تورد وسائل الإعلام الصينية أي تقارير عن محادثات المبعوثة السورية لكن تعقيبا في صحيفة الشعب اليومية صور زيارتها على أنها جزء من مساعي بكين لإنقاذ احتمالات التوصل لنهاية للصراع عبر التفاوض.
وقالت الصحيفة التي تعكس فكر الحكومة بصفة عامة "تأخير الحل السياسي للقضية السورية سيدفع البلاد إلى حرب أهلية أعنف وسيفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط."
وأضافت "في هذا الوقت الحرج دعت الصين المبعوثة الخاصة للرئيس السوري لزيارتها وهي تبحث أيضا دعوة منظمات سورية معارضة للزيارة قريبا."
وتابعت "هذه أحدث مساع دبلوماسية للصين للتوصل إلى حل سياسي للقضية السورية."
وأبرز هذا التعقيب مدى مقاومة الصين للاقتراحات الغربية باتخاذ خطوات أشد إزاء سوريا.
ومن المتوقع أن يعلق زعماء الدول الإسلامية عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي خلال قمة تعقد في مكة يوم الأربعاء على الرغم من اعتراضات إيران الحليفة الرئيسية للرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول مصادر في المعارضة إن 18 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس اذار عام 2011.
وإلى جانب إيران فإن الصين وروسيا هما الدولتان الرئيسيتان الداعمتان لسوريا خارج العالم العربي واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مقترحة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تهدف للضغط على الأسد.
وعلى الرغم من استقالة كوفي عنان مبعوث السلام الدولي في سوريا في وقت سابق من الشهر الجاري بسبب شعوره بالإحباط مازالت الصين تقول إن اقتراحاته هي الأنسب للخروج من هذه الأزمة.
وحذرت صحيفة الشعب مرة أخرى القوى الغربية من الخروج عن مظلة الأممالمتحدة لدى التعامل مع الأزمة السورية.
وقالت الصحيفة "مفتاح حل المشكلات السورية في أيدي الشعب السوري... لكن لا غنى عن دعم المجتمع الدولي كما أن التنسيق والتعاون بين دول مجلس الأمن مهم جدا."
وذكرت الصحيفة أن دعوة الغرب إلى فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا "قضت على وحدة مجلس الأمن" وقوضت جهود الوساطة التي كان يقوم بها عنان.
وأبدت الصين مرارا معارضتها للتدخل الخارجي في الدول التي تعاني من الصراعات وكذلك لأي نوع من "تغيير النظام" تدعو له دول غربية.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين إن الصين استضافت أيضا أمس الثلاثاء وندي شرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لإجراء محادثات عن الشرق الأوسط بما فيه سوريا.