لقي الشاب عبدالغني الروحاني (30 عاما) مصرعه بعد أن دهسته سيارة مصفحة يعتقد أنها تابعة للسفارة الألمانية في صنعاء أثناء مرورها في أحد شوارع العاصمة صنعاء في وقت متأخر من مساء الاثنين، لكن السفارة نفت بشدة تلك الاتهامات. وقالت مصادر مقربة من القتيل ان السيارة المصفحة كانت تقطع جسر تقاطع «سبأ» في وقت متأخر من الليل بسرعة كبيرة قبل أن تفاجئ بتوقف سيارة خاصة بالإعلانات، فاضطر سائق المصفحة لتجاوزها ليصطدم في خط السير الآخر بسيارة الروحاني. وأضافت ان سائق السيارة عبدالغني الروحاني أصيب إصابات بالغة وظل ينزف لما يقرب الساعة دون أن يقوم أحد بإسعافه ما أدى إلى وفاته. وقالت المصادر ان المصفحة توقفت على بعد أقدام من سيارة الروحاني بعد تعطل إطاراتها وانتظر السائق والدبلوماسيون حتى تأتي سيارة تابعة للأمن القومي لتنقلهم، بينما ترك الروحاني ينزف حتى الموت. لكن متحدثاً باسم السفارة الألمانية نفى ل«المصدر أونلاين» علاقتهم بالحادث وقال إن أياً من سيارات السفارة لم ترتكب حادثاً مرورياً. وقد شكت أسرة عبدالغني الروحاني مما أسمته «استهتار السفارة الألمانية وتجاهلها للحادثة، وعدم تحملها المسؤولية» خصوصا «أنه كان بإمكانهم» إسعاف ابنهم قبل أن يلقى حتفه. وأوضحت أن السفارة ما زالت حتى اللحظة متجاهلة الحادثة؛ رغم محاولة أسرة الروحاني الاتصال بها لتحمل مسؤوليتها. وقالت مصادر قريبة من الروحاني إن سائق المصفحة سلم نفسه للشرطة واعترف أن السيارة تتبع السفارة الألمانية، لكنها أوضحت أن هناك محاولات من قبل «متنفذين» للإفراج عنه قبل التحقيق في الحادثة. لكن متحدث السفارة الألمانية نفى ذلك، وقال إن كل السائقين الذين يعملون في السفارة موجودون ولم يسلم أحد منهم نفسه للشرطة. وحذرت أسرة الروحاني مما أسمته «استغلال بعض المنتفعين للحادثة ومحاولة تمييع حق ابنها»، مشيرة إلى انها «لن تتنازل عن حقها». بينما أشارت مصادر أمنية إلى أن شرطة المرور أثبتت الحادثة بخطأ سيارة السفارة. عبدالغني الروحاني أب لثلاثة أطفال، تخرج حديثا من قسم اللغة الإنجليزية، ويعرف بين أبناء حارته «سواد حنش» حي الحصبة بدماثة أخلاقه وشخصيته المكافحة وعلاقته الطيبة بالآخرين، وقد شهدت جنازته أمس الأربعاء حضوراً مهيباً من قبل أهالي القتيل وأبناء الحي ومواطنين آخرين.