إلى (أيوب طارش عبسي): بعيداً عن الوطن والأهل,قريباً من الغربة,ومحكوماً بِ"ظلم ذوي القربى" : لأنهم لهواهم ... وأنت بالناس أكْلَف لذا تُلاقي جيوشاً ... من الخَواء المُزخرف سَيَتلفون ويزكو ... فيك الذي ليس يَتلف لأنّك الكل فَرداً ... كيفية لا تُكيّف عبد الله البردوني
يهمس البعض بأن اليمن يعتزم توجيه دعوة عاجلة للمانحين للحصول على تمويلات كافية,بصورة مساعدات وقروض ميسرة ومِنَح دولية,ليتمكن من مواجهة التزاماته المالية لعلاج أيوب طارش عبسي(أعظم فنان أنجبته اليمن). فيما مصدر -غير مسئول- ,رفض الكشف عن اسمه على سبيل التواضع ,كشف(قاتله الله)أن قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تلتئم بالعاصمة الكويت الثلاثاء القادم سوف تنظر بحاجيات ومتطلبات تأهيل اليمن ودعمه ,وتوقع المصدر ذاته أن منحة خليجية سخية مخصصة لعلاج أيوب سوف تطلقها قمة الكويت بناءً على طلب يمني مشفوع بالتحايا العطرة والسلام الكثير(..)
أيوب طارش لا يزال في ألمانيا ينتظر مطراً جافاً يأتيه من أرض الحكمة والإيمان,بحسب توجيهات عليا ووعود سابقة ومتكررة من وزراء ومسئولين ومحافظين ورجال دولة وقادة ومستشارين وتجار وفُجار..شخطوا وجوههم وقالوا لأيوب :(أنت سافر..واسبق لألمانيا, والفلوس تلحقك بالطائرة التالية مباشرة!). يعني قدَّروا ظروف أيوب الصحية ,وأرادوا التخفيف عنه وإعفائه من مشقة وعناء حمل جواني الفلوس ,والرجل مريض ومش معقول يحملوه الثقيل!!
أيوب وصل ألمانيا من وقت مبكر, وطائرة الفلوس تأخرت كثيرا, والجواني المملوءة بالمطر ضلت الطريق إلى العاصمة برلين , والذين شخطوا وجوههم لبسوا وجوه جديدة ومضوا في حال سبيلهم وكأن شيئاً لم يكن؟
في ألمانيا يواجه أيوب اليمن ظروفا صعبة,زائدة على المرض والتعب والشعور بالخذلان وقلة الحيلة في الغربة .
الدولة اليمنية تخلت عن أيوب, والمسئولون اليمنيون تنكروا لوعودهم وحرموا أنفسهم من شرف الفوز بمساعدة قامة يمنية بحجم أيوب طارش,والسفارة اليمنية بألمانيا لم تكن أحسن حالاً ومقالاً من غيرها,أقفل السفير أبوابها بوجه السفير اليمني الأشهر والأشرف والأعظم أيوب طارش.
رفضت (سفارتنا) مساعدة أيوب بتوفير مرافق(مترجم)وسيارة تقل الرجل من السكن للمستشفى والعودة! ويقولون لك أن لدينا سفارات وسفراء يحترمون علم بلادهم ويرعون ذمة النسب الوطني ويحفظون حق المواطن اليمني في بلدان العالم؟!!
لا أمل يرجى من هؤلاء جميعاً؛لن نتوسل أو نتسول أحداً منهم,يكفينا وأيوب.. هواناً ومذلة واستجداءً واستعطافاً لأناس باعونا بثمن بخس وكانوا فينا من الزاهدين..!
اللهم لا تحوج أيوب أليهم, واكفه بفضلك وكرمك وارزقه من حيث لا يحتسب, وأعده إلينا-لا إليهم- سالماً غانما موفور الكرامة والعافية والعفة وأنت أرحم الراحمين.
الطلاب اليمنيون..الرائعون..في ألمانيا كانوا عند حسن ظن أيوب بأبناءه ,الواحد منهم أفضل.. من ألف سفير وقنصل وملحق تخلوا عن مسئولياتهم ولم يحترموا النشيد الوطني لبلدهم متجسداً في أيوب طارش !
لدينا سفراء حقيقيون..شباب يملأون السمع والبصر..يحملون اليمن في جنباتهم-وليس رصيداً في جيوبهم! الطلاب الذين واسوا أيوب في برلين.. وكانوا معه ولا يزالون ,هم الأحق والأجدر بتمثيل اليمن وتشريفه, اليمن بهم سعيد, برغم الفواجع والمرارات وظلم ذوي القربى.
ما أقسى النكران.. وما أصعبها أقدارنا في هذا العالم,حيث اليمني ضحية أهله..وأمانة ضيّعها الرُعاة!!
هناك من يستهدف الرموز - بما هم عليه من قيمة وكبرياء وثراء في قلوب الناس وذاكرة اليمن,فما يتعرض له أيوب من تجاهل وتهميش وتنكيل.. ويتجرع من غُصص ..ومن امتهان متعمد لآلام مرضه ووقار شيبته وعفة يده ولسانه,لا يمكن أن يكون حدثاً عابراً أو سلوكاً تائهاً في الأجواء ؟!
ولكن, من يستطيع النيل من رمزية أيوب ؟
ومهما حدث أو سيحدث له, هل يستطيعون إقصاء أيوب عن عرش القلوب وناصية الزمن واليمن وذاكرة التأريخ والأجيال؟! الملايين من البشر ومن المسئولين والسفراء والوزراء والأثرياء - كيفما واتاهم المال وأتوا الثروات- يمرون سراعاً أمام الجماهير وتنساهم الذاكرة قبل أن يغربوا حتّى.
ولكن اليمنيون سيذكرون أيوب أبد الدهر,لأنه معهم في الأفراح والأتراح..حلاً وترحالاً..كلمة ولحنا..قيمة لا تبلى وثروة لا تنضب وحضوراً لا ينقضي بانقضاء العمر(..)
لك الله .. يا أيوب ولك العافية والسلامة : ( يا من رحلت إلى بعيييييييييييييييييييييييييد.... قرِّب مسافات البعيد.. فلربّما عاد الهوى... وعادك الله المعيد )
