لقد غدا التجمع اليمني للإصلاح لاعباً رئيساً، ورقماً صعباً في الحياة السياسية اليمنية. وهذا دليل فاعلية قياداته، وشاهد على كفاحية كوادره وصدقها. ولأنه قوي (تنظيمياً وسياسياً)؛ فقد تكاثر أعداؤه، واغتاظ خصومه، وتأهب بعض المتطلعين، ليماثلوه قوة ومكانة. وفي هذا الصدد، وأنا أُبارك للإصلاح (قيادة وكوادر وأنصاراً)؛ بمناسبة حلول الذكرى الثانية والعشرين؛ فإن ثمة رغبة لديَّ (يسندها بعض طلبات أحبة لي من كوادر الإصلاح أعتز بصداقتي لهم)، للتنبيه لبعض جوانب القصور من وجهة نظري. وهاكم ما استحضره: إن الخشية على الإصلاح من أن قوته قد تحجب عنه مواطن ضعفه. فلا يلتفت لها؛ معتقداً أن قوته شاهدة على صوابية قراراته. أتمنى عليه أن يعي، أن أخطاء خصومه، ونقاط ضعفهم؛ قد رفد من قوته. فما أحوج الإخوة في الإصلاح: أن يجعلوا من ذكرى تأسيس تنظيمهم، مناسبة للتقويم، والمراجعة، والتغلب على مواطن ضعفهم. ومن أهمها: - جمعهم بين الحركة والحزب في آنٍ؛ فتارة تجد رد فعلهم كحركة، في مواطن ينبغي التعامل معها كحزب. وتجدهم كحزب في مواقف وقضايا يتعين أن يواجهونها كحركة. - ميلهم للتصدي للمغرم والمغنم معاً. حيثُ يميلون لاحتكار مواجهة الخصوم |(كمغرم) وعدم المشاركة الكافية للشركاء (مغنم). - تغاضي بعض القيادات عن تلبية بعض مطالب كوادرها، والبطء في فهم التحولات التي إصابة ثقافة بعض كوادرها وأنصارها. - بطء دوران النخبة في قمة الحركة أو الحزب. حيثُ تجد قيادات حزبية عليا بحاجة للاستراحة، والانتقال من قمة الهرم (كصانعة ومتخذة للقرار)، لتغدو فاعلة عبر نقل خبرتها واستشارتها للقيادات الإصلاحية الشابة الكفؤة، والتي ما أكثرها في الإصلاح. - استثناء بعض القيادات من تطبيق مواد النظام الداخلي للتنظيم أو الحركة، وعدم سريانها عليهم بحجة الظروف الاستثنائية. - تحويل الاستثنائية إلى حجاب أو مبرر؛ لحجب بعض جوانب القصور والخلل التي يعاني منها التنظيم،على مستوى الممارسة والفعل. ولآن قوة التجمع اليمني للإصلاح غدت مكسباً لليمن (مجتمعاً ودولة)؛ فقد نبهت إليها بقولي: رغم حذر قوة التجمع اليمني للإصلاح، إلا أنها باتت تستثيرُ خوف الخصم وحفيظته، بل وغِيرة حليفه معاً.
المُشكِل أن قوة الإصلاح قد كبلته؛ فهو يود الجمع بين الحفاظ عليها من جهة، والاكتفاء بالتلويح بها من جهة أخرى.
صحيحٌ أنّ ثمة من يدفع باتجاه الصدام مع الإصلاح؛ لإضعافه وتصفية حسابات سابقه معه، خاصة وأن الذي كان حاكماً قد استمرأ إتباع تكتيك ما أُسميه ب( السعي لإضعاف القوي؛ عبر تقوية الضعيف، وإضعافهما معاً في المآل الأخير !)؛ ليطول عمره السياسي عبر ما سماه ب(الرقص على رؤؤس الثعابين(! ألم يحكمنا ذلك الحاكم 33 عاماً، بتوظيفه لهذا التكتيك، دون إيجاد حدٍ أدنى من مقومات الحياة الإنسانية، حياة العزة والكرامة لليمانيين واليمانيات ؟!
يتعينُ على الإخوة في الإصلاح السعي لتحقيق المعادلة الصعبة، التالية: احتفظ بقوتي، مع التهيؤ لمواجهة الخصم، إذا لم يكن منها بُد. مع طمأنت الحليف بأنني معه؛ كي لا ينفض من حولي، وحثه على مشاركتي في المغنم والمغرم معاً.
سيغدو الوضع سوياً مع الإصلاح وقوته، بشرط عدم استدعاء خصومات الماضي واستجرارها، وبمنأى عن ال(غيرة السياسية) وتصفية الحسابات.
ختاماً: مازلنا بحاجة لقوة التجمع اليمني لإصلاح وحكمته، ونصرته لثورتنا. وإنْ كان من مأخذٍ عليه، فهو حذره وتعقله الزائد أمام الخصوم (المتمجننين).