شيعت اليوم الخميس جثامين 12 مدنياً لقوا حتفهم قبل نحو أسبوعين في غارة جوية على سيارة كانت تقلهم في محافظة البيضاءجنوب العاصمة صنعاء. ولفت الجثامين بالأعلام اليمنية. وكان مسؤولون يمنيون قالوا في وقت سابق إن الغارة كانت تستهدف سيارة كان يستقلها قيادي في تنظيم القاعدة في منطقة الصبول برداع لكنها أخطأت هدفها وأصابت السيارة المحملة بالمدنيين. ومن بين القتلى طفلين وامرأة. وأودعت جثث القتلى في مستشفى مدينة ذمار بسبب تعطل ثلاجة الموتى بمستشفى رداع. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن مراسيم التشييع تقدمها أمين عام المجلس المحلي بمحافظة ذمار مجاهد شايف العنسي ووكيل محافظة البيضاء الدكتور سنان جرعون وعدد من القيادات العسكرية والأمنية بالمحافظتين.
إلى ذلك، أبدت منظمتا «هود» و«الكرامة» استغرابهما مما وصفاه ب«الصمت الرهيب الذي تلوذ به الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إزاء هذه الواقعة وغيرها من وقائع القتل خارج إطار القانون في إطار إجراءات الحرب على الإرهاب في اليمن». وقالت إن الوفد الحقوقي الذي قدم العزاء لأقارب الضحايا اليوم تفاجأ بأن الجهات المعنية في الحكومة اليمنية «أقدمت على دفن جثث الضحايا من غير اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك إصدار تقارير الطب الشرعي بشأن ملابسات الوفاة وإصدار إذن من النيابة العامة بالدفن».
وقال المحامي عبدالرحمن برمان من منظمة «هود»: «فوجئنا بقرار السلطات دفن جثامين الضحايا عندما تلقت المنظمتان اتصالات من أقارب الضحايا في وقت متأخر من مساء أمس يدعونا لحضور مراسيم التشييع»، مشيراً إلى أن دفن الجثامين من غير استكمال الإجراءات «يدل على وجود نية مبيتة لمحو آثار الجريمة التي هزت وجدان الشارع اليمني». وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمر بالتحقيق في الحادثة، بينما نجحت وساطة قبلية في امتصاص غضب القبيلة التي ينتمي إليها القتلى.