كشف تقرير أمريكي أمني – صدر مؤخراً - عن دور ايراني في عمليات تهريب منتظمة، قال أنها كانت تتم من ميناء عصب الارتيري إلى السواحل القريبة من محافظة صعدة في مديرية "ميدي" اليمنية ليتم تخزينها هناك ومن ثم يتم نقلها عبر مهربين إلى محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين. وجاء التقرير الصادر عن مركز "ستراتفور" للاستشارات الأمنية في ولاية "تكساس" الأمريكية ليعزز الإتهامات اليمنية المتكررة بوجود دعم إيراني للمتمردين الحوثين. وكان علي محمد الأنسي رئيس جهاز الأمن القومي اليمني ورئيس مكتب الرئاسة، جدد تلك الإتهامات على هامش منتدى (حوار المنامة) للأمن القومي، الجمعة الماضية. وقال إن لدى صنعاء أدلة على دعم ايران للمتمردين الحوثيين، مشيراً إلى وجود علامات وأدلة على التدخل الايراني رافضا كشفها أمام الإعلام. لكن الآنسي – مع ذلك - تطرق إلى بعض تلك الأدلة. وقال "إن اليمن في اكتوبر تشرين الاول احتجزت سفينة تحمل أسلحة مرسلة الى الحوثيين واعتقل طاقمها الايراني". و فيما أعتبرت ايران – في حينه - أن هذا التقرير مختلق، أكد الانسي ان السفينة ايرانية وربما لها صلة باريتريا. وقال ان آخر سفينة كانت ايرانية وصلت الى ميناء ميدي بالقرب من منطقة ملاحيد القريبة أيضا من صعدة وانه توجد مؤشرات ايضا على انها جاءت من اريتريا. ولم يذكر تفاصيل أخرى.
تأكيدات أمريكية وتعزيزاً لتلك الإتهامات، جاء التقرير الصادر عن مركز "ستراتفور" للاستشارات الأمنية في ولاية "تكساس" الأمريكية، ليكشف تفاصيل بعض العمليات التي تقوم بها إيران لتهريب السلاح إلى المتمردين الحوثيين. إذ ذكر التقرير أن القوات البحرية الإيرانية المتواجدة في البحر الأحمر وخليج عدن والتي تم تعزيزها بالأسطول الرابع منتصف هذا الشهر من القوات البحرية الإيرانية تقوم بعملية تأمين عملية تهريب الأسلحة من أحد الموانئ الإريتيرية في البحر الأحمر إلى السواحل اليمنية للجماعات المسلحة المتمردة على الحكومة اليمنية في محافظة صعدة على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية. وقال التقرير إن الطوق الأمني الذي فرضته القوات البحرية السعودية على ميناء "ميدي" وسواحل اليمن الشمالية قد دفع القوات البحرية الإيرانية إلى إضافة أسطولٍ رابع تمركز بخليج عدن وذلك لتأمين طرق جديدة لتهريب الأسلحة للتمرد الحوثي. وأضاف قائلاً: أن القوات البحرية الإيرانية اتجهت إلى استخدام طريق أطول لمد الحوثيين بالأسلحة ينطلق من أحد الموانئ الإرتيرية ويتجه نحو خليج عدن على طول امتداد السواحل اليمنية التي تنتشر عليها القوات البحرية الإيرانية والتي تتواجد آخر قطاع تلك القوات على الحدود مع عمّان. ورجح التقرير بأن منطقة المهرة وموقع "الشقراء" يعتبران محطة تخزين لتلك الأسلحة ومن ثم نقلها إلى محافظة مأرب وسط اليمن، لتصل بعد ذلك إلى جبال صعدة معقل المتمردين.
روسيا تستغرب من ناحيتها أستغربت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" ألا تساعد الولاياتالمتحدة حلفاؤها السعوديين في حربهم ضد المتمردين الحوثين، الذين قالت أنهم يتلقون الدعم من إيران لمحاربة اليمن والسعودية، مشيرة إلى أن الإمريكيين أكتفوا فقط بإرسال مدمرة لتقوم بأعمال الاستطلاع قبالة الساحل اليمني. جاء ذلك بعد يوم من إعلان واشنطن أنها لا تملك معلومات بشأن تورط طهران بدعم المتمردين في اليمن، بعد أن التصريحات الأخيرة لمساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، والذي قال الجمعة الماضية على هامش منتدى (حوار المنامة):"إن واشنطن ليس لديها معلومات مستقلة بأن إيران تدعم متمردي اليمن الذين يطلق عليهم الحوثيون". لكن الوكالة الروسية رأت أن ذلك يأتي بسسب أن السعودية ترغب بشراء كميات كبيرة من الأسلحة الروسية بما فيها دبابات “ت-90 س أ” وصواريخ “س-400” وأثارت تصريحات "فيلتمان" الأخيرة، إستغراباً واسعاً بين أوساط المحللين السياسيين على المستويين الأقليمي والدولي. لاسيما وأن كل من صنعاء والرياض، أكدتا – خلال الأسابيع الماضية – كل على حده، على إفشال محاولات بحرية متكررة لتهريب السلاح إلى المتمردين الحوثيين عبر سفن قالوا أنها تتبع إيران. وكان التقرير الأمني الأمريكي، أستغرب من قدرة إيران في إنجاح عمليات التهريب المنظمة مع وجود قوات دولية بحرية متعددة الجنسيات. وأعتبره أمراً يدعو للتساؤل عن عدم قيام تلك القوات الدولية المتعددة الجنسيات بواجبها في حماية الممرات الدولية التي تقع بالقرب من خليج عدن ومحاربة تهريب الأسلحة والقرصنة التي تتعرض لها السفن التجارية على البحر الأحمر وخليج عدن. وتأسيساً على ما سبق، حذر التقرير الأمني الأمريكي "من نشوب مواجهه مسلحة قد تحدث بين القوات البحرية الإيرانية وقوات البحرية السعودية في حال قررت السعودية إرسال سفنها البحرية لقطع طرق الإمداد التي تقوم بها إيران لمد الحوثيين بالأسلحة".