طالب المحامي محمد ناجي علاو رئيس منظمة هود، منظمات المجتمع المدني بالوقوف جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية لمساعدة اللاجئين في اليمن ومناصرة قضاياهم وإعطاءهم حقوقهم. وقال علاو أثناء حلقة نقاشية حول "الوضع القانوني والإنساني للاجئين في اليمن ودور الحكومة والجهات المانحة والمجتمع المدني والإعلام" نظمتها الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" بالتعاون مع منظمة "care " اليوم الأحد بصنعاء، قال "إن العادات الاجتماعية في المجتمع اليمني تعد سبباً رئيسياً للعنصرية ضد اللاجئين الأفارقة، وأدى ذلك إلى انتشار الكراهية بين المواطنيين واللاجئين". وطالب وسائل الإعلام القياد بواجبها في التصدي لهذه العادات، وكذلك الحشد والمناصرة لقضايا اللاجئين الذين يعتبرون الإعلام الوسيلة الأولى للدفاع عنهم.
من جهته، قال تاج السر محمد مدير مشروع رشيد2 بمنظمة كير "إن عمل منظمته يأتي في إطار تحسين وضع اللاجئين في اليمن". وأشار إلى أن "كير اتبعت سياسة تميزها بها عن باقي المنظمات العاملة في هذا المجال, وذلك من خلال تقديمها خدمات للاجئين، وكذلك خدمات مشابهه للمواطنين اليمنيين المتواجدين في نفس المنطقة التي يتواجد فيها اللاجئين من دول الجوار". وأوضح تاج السر محمد أن الهدف من ذلك تفادي المشاكل التي قد تحدث بين الجانبين , مؤكداً بأن المواطنين اليمنيين الذين يقدم لهم تلك الخدمات , محرومين من الخدمات الأساسية من قبل الدولة مما أضطر المنظمة إلى إتباع تلك الطريقة لتستطيع من خلال ذلك أن تقدم خدماتها للاجئين دون أن يحدث نزاع بين الجانبين. وقال "أنه تم بناء 100 مسكن إلى جانب بناء صالات وما شابهها لإقامة الأنشطة في مخيم الرشيد بعدن, إضافة إلى بدء العمل ببناء عدد من المباني التي تصل عددها إلى 180 منزل سيتم الاستكمال منها في شهر 3 من عام 2010م". وطالب المنظمات المدنية اليمنية للعمل مع المنظمات الدولية للوقوف إلى جانب اللاجئين , مشيراً إلى أنه لا توجد منظمات مدنية يمنية تعمل في مجال مساعدة اللاجئين سوى جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية و 7 منظمات دولية أخرى". وفي مداخلة للدكتور حمود القديمي ممثل عن وزارة الخارجية، أكد بأن اللاجئين من دول أفريقيا أكثرهم شباب قادرون على العمل , وهذا الأمر يؤدي إلى حدوث مشاكل لليمن مع دول الجوار مثل السعودية وعمان على خلفية تهربهم إليها". وأشار إلى أن عدد اللاجئين الذين تم حصرهم من دولة أثيوبيا فقط وصل إلى 40 ألف لاجئ , مؤكداً بأن عدد اللاجئين يزداد يومياً حيث يتوافدون من دول كثيرة في القرن الإفريقي من تنزانيا وكينيا والسودان والصومال وعدد من الدول الأخرى . وقال أنه لا توجد لدى الوزارة إحصائية دقيقة بعدد اللاجئين, وأن تلك الأرقام الموجودة لديهم فقط للأشخاص الذين وصلوا إلى الحدود بينما يتواجد الآلاف داخل المدن اليمنية لم يسجلوا . كما تطرق إلى مشكلة تحدث لبعض العائدين من الصوماليين من أصول يمنية عندما يعودون من الصومال, فالدولة ترفض الاعتراف بهم كيمنيين لعدم وجود لديهم ما يثبت ذلك, وبنفس الوقت ترفض المنظمات العاملة في اليمن الاعتراف على أنهم لاجئين , مطالباً المنظمات المدنية القيام بالعمل وإعطاء الحلول المناسبة لحل هذه المشكلة. وتساءل الصحفي عبد الإله حيدر عن حالات اغتيال للاجئين أثيوبيين في اليمن وحالات وفاة أخرى قيل أنها انتحار ويعتقد أنها جرائم جنائية بدافع سياسي ولم يجر فيها أي تحقيق.
وأضاف حيدر " النظام ينتهك حقوق المواطنين فضلا عن اللاجئين وأشار إلى أن شرطة خفر السواحل ليست معنية بحماية اللاجئين أو رعايتهم أو إيصالهم إلى البر سالمين، بل هي مكلفة بحماية "القتلة" من الأساطيل الأمريكية وحاملات الطائرات التي أقلعت منها المقاتلات لتقل النساء والأطفال في الصومال و أبين وتقتل اللاجئين في البحر وتغرق قواربهم، فإن سلموا من نيران الأساطيل الأمريكية والغربية لا يسلمون من نيران خفر السواحل اليمنية، بينما قوارب تهريب الخمور والمخدرات تمر آمنة حتى تصل البر بينما قوارب الصوماليين اللاجئين يتم إغراقها، ومن نجا من الإغراق فإنه يواجه الموت في البر إما في الصحراء أو يتهم بأنه يدعم جهات كا الحوثية أو الإرهاب وغيرها".
وقالت أمل البيض التي مثلت مفوضية اللاجئين أن الإعلام يعتبر الشريك الأساسي إلى جانب المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والحكومة في دعم قضايا اللاجئين. وذلك يتمثل في عرض قضاياهم للرأي العام الدولي والمحلي.
وأضافت أن الكثير من الصحف والقنوات الإعلامية تغطي أخبار اللاجئين من وقت إلى آخر باختلاف نوعية الوسيلة الإعلامية وتوجهها, مشيرة إلى أن الصحف المستقلة في مقدمة الصحف التي تعطي أخبار اللاجئين الاهتمام الأكبر على صفحاتها وتليها الصحف الحكومية وبعدها الحزبية.
من جهته، قال جمال الجعبي المستشار القانوني لمفوضية اللاجئين أن اليمن لا تملك قانونا خاصا باللاجئين لكنها ملزمة بتطبيق الاتفاقات الدولية بخصوصهم داعيا إلى إيجاد تشريع وطني خاص بوضع اللاجئين ونشر الوعي العام بحقوقهم واحترام إنسانيتهم
وقدم خالد الهلالي من صحيفة يمن تايمز توضيحاً حول الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلام من اجل تسليط الضوء على قضايا اللاجئين في اليمن وذلك من خلال التركيز على الاهتمام بالجوانب الإنسانية في تلك القضايا.
وأشار الهلالي إلى المعوقات التي تواجه الاعلاميين وتمثلت في المعلومات الخاطئة التي يقدمها اللاجئين للإعلاميين , وكذا صعوبة الوصول إلى مخيمات اللاجئين بسبب الإجراءات المعقدة التي تنتهجها الحكومة اليمنية ووزارة الإعلام .
وكانت قد قدمت ورقة عمل حول أوضاع اللاجئين في اليمن وجهود الحكومة اليمنية في معالجتها، وذلك من خلال التعامل مع المهاجرين القادمين من الصومال ودول القرن الأفريقي. وتلخصت حول منظورين أساسيين هما "انتهاج سياسة القبول النهائي مع المهاجرين من الصومال بسبب ظروف الحرب وانعدام الأمان، فيما حملت النقطة الثانية اعتبار المهاجرين القادمين من بلدان مستقرة وآمنة كأثيوبيا واريتريا مهاجرين غير شرعيين , ما عدا تلك الحالات التي استثنتها والتي قالت بأنه يتم فيها منح اللجوء لبعض الأشخاص القادمين من تلك البلدان.