أحتشد العشرات من الصحفيين والحقوقيين وأصحاب المظالم صباح اليوم الثلاثاء جوار ساحة الحرية تلبية لدعوة منظمة صحفيات بلا قيود للتضامن مع صحيفتي الأيام والمصدر، والمطالبة بالإفراج عن الصحفي محمد المقالح وإطلاق سراح الصحفيين صلاح السقلدي وفؤاد راشد واياد غانم، وإدانة القرصنة التي تعرض لها موقع نيوز يمن الإخباري وإدانة "الجريمة البشعة" التي وقعت في المحفد بمحافظة أبين. وفي الاعتصام ال27 من أجل حرية الرأي والتعبير ألقت رئيسة منظمة صحفيات بلاقيود توكل كرمان كلمة أكدت فيها إن إغلاق صحيفة الأيام وصحيفة المصدر وتدمير موقع نيوز يمن جاء من سلطة "لا تحترم حقوق مواطنيها"، مضيفةً:"نحن نكرر ونقول ستظل ساحة الحرية حتى ننال حقوقنا كاملة وعليه أقول إن ساحة الحرية وحرية التعبير فيها أستطاعت ان تنتزع عدد من التراخيص وكان لها الفضل بعد الله في إعادة الكثير من المخطوفين والأن تريد الدولة التضيق عليها".
وقالت كرمان "إنه بالرغم من هذا التضيق فإن ساحة الحرية تمتلئ بأصحاب المطالب فالساحة مازالت تشهد المطالبة بقتلة الدكتور القدسي وهي الجريمة البشعة التي أدانتها منظمات المجتمع المدني وبشدة ومازال المجرمين طلقاء حتى يومنا هذا، وتشهد الساحة اليوم ايضاً مطالبين بقتلة رشيد الضيفي، وغيرهم من المطالبين بحقوقهم، فالجميع يمارس حقه في التعبير والرفض لهذة السلطة الظالمة".
وأضافت "إننا في اعتصامنا السابع والعشرين من أجل حرية التعبير نطالب بالحق في حرية التعبير بالصوت والصورة حيث تجاوزا الأعتداء على حرية الرأي والتعبير الى الإعتداء على ممتلكات الأخرين حيث تم تدمير موقع نيوز يمن الإخباري الذي كان صوتاً للمظلومين وصوت ساحة الحرية والذي كان يغطي كل الإعتصامات وينقل مطالبها للرأي العام بمصداقية".
واستنكرت الاعتداء الذي تعرض له الصحفي رداد السلامي الذي كان يمارس حقه في التعبير ويناقش الشأن العام ليس إلا.
وطالبت كرمان السلطة بإطلاق صحيفة الأيام وصحيفة المصدر والإفراج عن الصحفي محمد المقالح وإطلاق سراح الصحفيين صلاح السقلدي وفؤاد راشد وأياد غانم وكافة السياسيين والمعتقليين من غير وجه حق.
وأعلنت تضامنها مع كافة القضايا الموجودة في ساحة الحرية، وأدانت الجريمة البشعة التي وقعت في أبين وطالبت بلجنة تحقيق محايدة للكشف عن ما وراء تلك الجريمة التي ذهب ضحيتها الأبرياء من الاطفال والنساء. وأردفت القول "نحن نرفض القاعدة ونرفض سلوكها ولكننا نرفض في نفس الوقت قتل الناس بسببها فالوحدة اليمنية التي يراد ان تتوطد يدوس عليها الحاكم ويعمد ذلك بالدم".
وأتفق معها في ذلك الدكتور عيدروس النقيب رئيس كتلة الاشتراكي في مجلس النواب، في الإدانة لحادثة أبين والمطالبة بتشكيل لجنة حقوقية وقانونية مستقلة للكشف عن الحادث، مشيراً إلى ان إقفال الصحف لا يحق لأي نظام إلابأمر قضائي مناشداً الحضور التمسك بإطلاق صحيفتي الأيام والمصدر ونيوزيمن. وقال:" إن إيقاف الأيام هو عمل إجرامي وتعدي على حق حرية الرأي والتعبير وكنت أتمنى من هذه السلطة ان تزيف حكم قضائي ضد صحيفة الأيام ولكن الأيام أكبر وأعظم من أي محاولة فلن يستطيعوا أمامها سوى التقطع والإغلاق والمحاصرة والمصادرة".
وأضاف "محمد المقالح دخل في شهره الرابع والسلطة تتستر على القتلة والمجرمين وتعتقل كتاب الرأي الحر ولذلك أقول المقالح في عنق الدولة وهو أمر ينطبق على صلاح السقلدي وفؤاد راشد وأياد غانم والربيدي وغيرهم فلدينا سلطة تحكمها نخبة هم قطاع طرق فلن نرفع سلاح في وجة أحد، السلطة تضيق ذرعاً بالنضال السلمي ونحن نتمسك بتشكيل لجنة حقوقية وقانونية مستقلة للكشف عن ماحدث في المحفد لتقديم القتلة للعدالة".
المحامي محمد ناجي علاو رئيس منظمة هود قال "نحن نعاني من سلطة لا تحترم حياة مواطنيها وهي سلطة قاتلة بدلالة ماحدث في أبين أن يقصف المواطنون اليمنيون من البحر فهذا لا تقوم به إلا طائرات أمريكية تقتل الناس بالهوية والتجمع ولذلك أدعوجميع الشرفاء أن يرفضوا هذا الأسلوب وأدعوا الى فعاليات ومسيرات لرفض منهج قتل المواطنين خارج إطار القانون لإن هذه مسألة يمكن ملاحقتها عبر الأطر الدولية وهذا ما سيسيء للوطن".
وحول حرية الرأي والتعبير أشار علاو الى أن المقالح مخفي قسرياً وإن محاكم الصحافة هي بدعة لم تجري في أي بلد إستبدادي سوى اليمن، مضيفاً إن الرقابة المسبقة وإقفال الصحف "وسكوتنا الطويل أدى الى إستمرار السلطة للمخالفات، نحن نخاف العنف ضد مواجهة السلطة العامة وعلية أقول إن من أتخذ قرار قصف المحفد بأبين هل يريد خدمة فك الإرتباط".
من جانبها تحدثت الزميلة نبيلة الحكيمي رئيس تحرير صحيفة الحدث الإلكترونية عن حادثة أبين بشئ من الغضب، معتبرة أن القصف هو النقطة الفاصلة للمساس بالوحدة، مشيرة إلى ان عدد كبير من الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين.
وقالت الحكيمي: "السلطة ترسخ الوحدة بدماء الأبرياء وليس دماء الإرهابيين التي تحميهم ولذلك نقول لهم إن مهلتها انتهت وحقوقنا قد انتهكت فما ذنب إخفاء المقالح أربعة اشهر ومحاكمة (44) صحفي.
كما ألقى الدكتور عبد القوي الشميري نقيب الاطباء اليمنيين كلمة قال أن الأنظمة التي تحكم بطرق غير مشروعة وتسلك مسلك الانتهاكات هي أنظمة "هالكة وآيلة للسقوط"، مضيفاً أن استخدامها للعنف هو "قرب سقوطها ولن تسقط الا عبر الكلمة الصادقة وبالتالي فإننا أمام مرحلة قادمة ستكون مرحلة للتحرر من الإستعمار الأسري".
فؤاد دحابة عضو مجلس النواب أشار في كلمته الى ان أي دولة لا تطبق دستورها "لا تستحق البقاء وعليها الرحيل" حيث قال "إن ما يجري من أعتقال للصوت الحر هي بداية لكارثة حقيقية فغياب القلم الحر غياب للحقيقة والسكوت عن ممارسة السلطة للانتهاكات ضد الصحف والصحفيين كان خطاءً كبيرً وبما ان الحقيقة أصبحت غائبة ولا أحد يستطيع أن يكتب الحقيقة خوفاً على نفسة من الإختطاف والإعتقال فكثيرة هي الحقائق الغائبة وحقائق صعدة وابين والجنوب غيبت بسبب غياب هذه الحقيقة وإن قصف المدنيين هي جريمة لن ينساها التاريخ وعليه أناشد العلماء والسياسيين والمثقفيين وكافة أطياف الشعب بأن يقفوا ويقولوا لا للظلم ولا للظالميين وأن ترحل هذه السلطة لإن بقائها ظلم كبير".