كنت في صنعاء ورأيت كيف اندفع الناس إلى الشوارع لاليتقاتلوا ويحملوا البنادق، وإنما لتنفيذ يوم النظافة للعاصمة.. كان شعار «شارك» حياً فعلاً وكانت المشاركة وجدانية قبل المشاركة العملية التي عكست الاخلاص وحب الوطن.. كانوا مثل العطشى التواقين لعمل جماعي من هذا النوع.. إنها الثورة التي أحالت الناس إلى قوة إيجابية فاعلة.. الجميع نزل إلى القمامة ليرفعها وينظف شوارع العاصمة، الصغير قبل الكبير، انه عمل من عمل التغيير ونجاح لقيم الثورة ونجاح محسوب للمسؤولين الذين تماهوا مع الروح الجديدة ونجحوا في التواصل مع الناس ورغبتهم في التغيير وإشعارهم أنهم خدم وليسوا مسؤولين..
كان المظهر عبارة عن رسالة واضحة تقول إن اليمنيين لم يعودوا يقبلوا القاذورات ولا التعايش مع القمامة والفساد وأن مايجري يعكس رغبة في التخلص من الفساد والفاسدين والقتلة وأعداء الحياة.. إنها إرادة لتنظيف الوطن كله من الأدران البشرية والأوساخ المادية والمتاريس والأحقاد.. مرحلة بيضاء للثورة المتجددة التي نزلت تنظف الشوارع من القمامة وعادت لتهتف بتطهير الجيش والأمن والمكاتب الحكومية من الفساد وبقايا الماضي الأسود..
يوم ابداعية بكل المقاييس تفتح باب المشاركة الشعبية في البناء وحماية الحقوق، الحملة محسوبة أيضاً لأمين العاصمة ومسؤولين يعرفون كيف يتماهون مع الناس لتحقيق الشراكة الوطنية بصورة من الواقعية السياسية التي نحتاجها بعيداً عن المثاليات التي لاتجد طريقها للواقع وتعيق المسيرة وتحصد الفشل بغض النظر عن حسن النوايا.