في ساعة واحدة وأنا أعد طعام الغداء في المطبخ سمعت من الراديو مايزيد عن 3 أغان, أو أوبريتات عن النظافة, أقصد حملة النظافة التي أعلن عنها مؤخراً, وضعت مابين يدي, وتساءلت: أليس من الأجدر قبل أن ننظف أن نتعلم كيف لا نوسخ ما نوسخه كل يوم وبتلك الطريقة, أليس من المفترض أولاً أن نقول للملايين الذين يبصقون في الشوارع بعد انتهائهم من القات, إن ما تبصقونه على الشوارع يحولها إلى حمامات(عزكم الله), لأن كل ما صرف على هذه الأغاني للمؤلفين والملحنين والمغنين, قد يسهم في تعليم الناس أولاً كيف يمتنعون عن ذلك السلوك, هذا من جملة ما يمارس كل يوم؟!. أنا لست ضد هذه الحملات, فقد كانت زيارتي لصنعاء وهي عبارة عن برميل قمامة كبير, عند إضراب عمال النظافة لعدم تثبيتهم في تلك الأشهر سبباً في مرضي وكتابتي لذلك المقال(الشعب يريد رفع القمامة), لكن ماذا بعد هذه الحملة, وماكان يفترض أن يكون قبلها, أعتقد أن ماكان يفترض قبلها, قبل تسجيل الأغاني والاسكتشات, لنفس الممثلين والمؤلفين منذ ولادتنا, هو توعية الناس بكيفية الحفاظ على بلادنا نظيفة, على مستوى الجامعات والمدارس والمحافظات والمديريات والقرى, مع العلم أن كل أنواع اللانظافة, ومختلف الأوساخ تتواجد في المدن, لكثرة تناول الناس لتلك السلع الاستهلاكية بخلاف القرى فأغلب المخلفات هي حيوانية وتستغل لأشياء أخرى, ولاتشكل خطراً على البيئة, كمخلفات المدن, على الأقل يستطيع الكل المشاركة في هذه الحملة, ولن يعلموا بها في ليلة تنفيذها, ومن الراديو فقط, ومسعد ومسعدة. أما ماكان يفترض أن يكون بعدها, فهو استمرار هذه الحملة بشكل مختلف, وذلك من خلال فرض قوانين رادعة, وغرامات ومخالفات لكل من يرمي أي مخلف على الأرض, وعلى رأسها مخلفات القات, التي تغرق بها الشوارع, خاصة في الأعياد والأعراس, وتسن هذه القوانين وتطبق على مستوى المدارس والجامعات والحارات والمرافق الحكومية, لكن الأهم من هذا أن لايكون العاملون عليها مرتشين كالعادة بربطة قات, لأنهم سيزيدون من خراب البيئة والنظافة, ولن تحقق أي حملة نظافة حتى لو استمرت مائة سنة, وليس يوماً واحداً, أي هدف لها.. وكم تمنيت لو رافق هذه الحملة, عمل حملة خاصة لتنظيف ما بداخلنا من عداء وحقد وغلٍ لبعضنا, كم تمنيت أن تقتلع تلك اللوحات التي تعلق عليها أسماء الأحزاب على تلك المقرات, ويصبح للجميع مسمى واحد, وقلب واحد, وهدف واحد, وامتدت هذه الحملة لتنظيف قلوبنا وعقولنا, كم نحن بحاجة لهذه الحملات, التي تنظف جراحنا المثخنة بالألم والوجع. أتمنى أن نتعلم كيف لانرمي كل شيء على قارعة الطريق, قبل أن ننظف, فحينها مهما نظفنا, نكن كمن ينفخ في رماد, على الأقل أن نصنع شيئاً مفيداً لوطننا وبيئتنا. رابط المقال على الفيس بوك