بدأت اليوم الأحد أعمال مؤتمر موسع يضم فصائل متعدد من الحراك الجنوبي في مدينة عدنجنوب اليمن، بحضور نائب رئيس البرلمان اليمني ودبلوماسيين غربيين وممثل عن مكتب الأممالمتحدة. ويشارك في المؤتمر ممثلون عن فصائل جنوبية متعددة وكيانات اجتماعية، بعد أشهر من التحضير له بقيادة الوزير الأسبق محمد علي أحمد الذي عاد إلى اليمن في مارس الماضي بعد نحو 18 عاماً عاشها في المنفى.
وينعقد المؤتمر الجنوبي المسمّى «المؤتمر الوطني لشعب الجنوب»، مستفيداً من تقدّم معنوي كبير حققه الحراك الجنوبي أخيراً باجتذابه للاهتمام الدولي والإقليمي وإظهار أقصى قدر ممكن من التوافق بين قواه المختلفة.
وتتجه أنظار جهات متعددة إلى المؤتمر الجنوبي الذي يتطلع نشطاء الحراك إلى أن يوحّد قرار الجنوبيين بشأن مستقبل قضيتهم، وأن يضع حداً لمرحلة من الانقسامات غلبت على نشاط الحراك في الفترة الماضية.
وقال مراسل «المصدر أونلاين» إن حاضرين رددوا هتافات تطالب بتقرير مصير جنوب اليمن واستقلالها، بحضور محمد علي سالم الشدادي نائب رئيس مجلس النواب وعبدالرحمن صابر كبير مساعدي مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن وحضور مندوبين من دول عربية وغربية.
وقال محمد علي أحمد رئيس اللجنة التحضيرية في كلمته ان هذا المؤتمر ينعقد في ظروف حساسة، وان «الشعب الجنوبي يسعى الاستعادة دولته أن صوت الجنوب وصل الى دول العام»، معتبراً ان الوحدة اليمنية التي قامت عام 1990 «غير شرعية» كونه «وقع علية حزبان دون اشراك الإرادة الشعبية» حسب تعبيره.
وأشار إلى انه منذ شهر مارس الماضي قد عقد نحو 168 لقاءً مع شرائح مختلفة في الحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين والأعمال من خلال زيارات إلى المحافظات الجنوبية الست، وانه سيتم في هذا المؤتمر انتخاب «اعضاء المجلس الوطني الجنوبي ليشمل وضع ميثاق الشرف للشعب الجنوبي».
وألقت المحامية عفراء الحريري كلمة عن النساء، قالت فيها إن الجنوبيين «أصحاب دولة مدينة ولابد إن نصل إليها».
كما ألقى كلمة الشباب محمد باشراحيل قال فيها إن على الشباب مسؤولية كبيرة «لاستعادة دولة الجنوب المدنية» حسب تعبيره.
من جانبه قال العميد ناصر الطويل في كلمته عن المتقاعدين العسكريين إنه يبارك هذا المؤتمر، ودعا إلى رص الصفوف واعتماد مبدأ التصالح والتسامح، مضيفاً ان الحراك الجنوبي كان سباقاً بتفجير ثورات الربيع العربي، مطالباً المجتمع الدولي ودول الخليج بإطلاق مبادرة جديدة تتضمن استعادة الدولة الجنوبية.
ورفعت خلال المؤتمر أعلام دولة اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً، بينما أكد متحدثون انهم يهدفون إلى انفصال جنوب اليمن واستقلالها.
وقال مراسل «المصدر أونلاين» إن شخصاً حاول اقتحام المنصة، لكن تم اعتقاله من قبل المسؤولين عن تأمين القاعة.
وأضاف ان عدداً من المحتجين تظاهروا أمام الفندق الذي يقام فيه المؤتمر في تعبير عن رفضهم لإقامته، بينما قال أحد المشاركين بأنهم من أتباع نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض الذي يقود تياراً متشدداً ينادي بانفصال جنوب اليمن.
وفي الجلسة الثانية من المؤتمر جرى استعراض الرؤية التوافقية المتمثلة في «مشروع ميثاق الشرف الوطني لشعب الجنوب»، واتفق الحاضرون على جزئية أن تكون الدولة الجنوبية اتحادية فيدرالية من ستة أقاليم.
وقال جمال ناصر وهو أحد المشاركين ان المؤتمر خطوة أولى للم شمل الفصائل الجنوبية «على طريقة استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن»، بينما حكم عبدالله الشبية القادم من أبين، على المؤتمر بالنجاح كونه «يحمل هدف وهو استعادة الدولة الجنوبية».
وقالت ناشطة تدعى أماني انها تريد حواراً «بين دولتين»، معتبرة مؤتمر الحوار الوطني المزمع إقامته خلال الأشهر المقبلة ب«المضيعة للوقت»، فيما قال ربيع بسارة القادم من شبوة إن النقاط المطروحة في المؤتمر الجنوبي «تعبر عن رؤية جنوبية للتحقيق مطالب الجنوبيين في استعادة دولتهم».
وينظر البعض إلى المؤتمر الجنوبي على أنه المحفل المخول باتخاذ قرار حاسم حيال المشاركة في الحوار الوطني والبت في صيغة التمثيل التي سيشترك بها الحراك في مؤتمر الحوار في حال تبنِّى قراراً بالمشاركة.
وتشترط فصائل بالحراك للمشاركته في مؤتمر الحوار أن ينحو الحوار منحى تفاوضياً بين دولتين على أساس أن إحداهما تمثل الشمال والأخرى الجنوب.
لكن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني خصصت 50 في المائة من مقاعد الحوار، (عددها 565 مقعداً)، لمندوبين من المناطق الجنوبية، إضافة إلى تخصيص 85 مقعداً للحراك الجنوبي.