طالب نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض دول مجلس التعاون الخليجي بمساعدته في استعادة دولة الجنوب التي قال إنها سلبت جراء حرب 1994 إثر المحاولة الانفصالية الفاشلة التي قام بها آنذاك. وأشاد البيض في رسالته التي بعثها لقادة دول مجلس التعاون - الذين بدأوا قمتهم الثالثة والثلاثين في العاصمة البحرينية المنامة أمس الاثنين - بالاهتمام الذي تقوم به دول الخليج بالقضية الجنوبية والتي كان آخرها لقاء الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزيّاني في ال17 من ديسمبر الجاري بعدد من الشخصيات الجنوبية في العاصمة السعودية الرياض.
ويبذل البيض قصارى جهده في تدويل موضوع انفصال اليمن، وكان قد زار قبل نحو أسبوع الولاياتالمتحدةالأمريكية وسط تكتم من وسائل الإعلام الموالية له على غير عادتها في تعاطيها مع أنشطته.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت زيارته لأمريكا ذات طبيعة شخصية أم أنها تندرج ضمن الجهود التي تبذلها الدول الكبرى الراعية لاتفاق نقل السلطة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي يرفض البيض إلى الآن الاشتراك فيه.
وبحسب مصادر، فقد اقتصرت زيارة البيض على مدينة نيويورك حيث مقر مجلس الأمن المعني بالإشراف على تطبيق اتفاق نقل السلطة المستند إلى المبادرة الخليجية.
وقال البيض في رسالته لقادة دول مجلس التعاون إن لهذه الدول «دور إيجابي» في تحريك ملف قضية الجنوب في العام 94م، وهو ما دفع مجلس الأمن لإصدار القرارين رقم 924 و931، والتي نصت المادة الأولى من العهدين الدوليين على أن «تملك جميع الشعوب حق تقرير مصيرها، وتملك بمقتضى هذا الحق حرية تقرير مركزها السياسي، وحرية تأمين نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي».
وتضمنت رسالة البيض مناشدة لدول مجلس التعاون بالنظر إلى «معاناة شعب الجنوب بعين المسؤولية، والأخذ في الاعتبار الإرادة الشعبية المعبر عنها يومياً في ساحات النضال».
ودعاهم بحق ما أسماه ب«الإخاء العربي وبحق الدين والجوار»، إلى سرعة إيجاد «مبادرة خليجية» تخص حل قضية شعب الجنوب بما يناسب تطلعات هذا الشعب الذي يناضل سلميا منذ 2007 مطالبا بحقه في نيل حريته واستقلاله وسيادته على أرضه - حسب الرسالة.
وكان البيض رفع رسالة إلى مجلس الأمن أواخر نوفمبر الماضي قال فيها إن على المجلس «استخدام ولايته لحل الأزمة القائمة بين الشمال والجنوب بالاستناد إلى إعلان فيينا الصادر عن مؤتمر الأممالمتحدة لحقوق الإنسان عام 1993 الذي حسم الجدل حول تفسيرات إعلان1960 و1970 لصالح الحق في الانفصال كشكل من أشكال حق تقرير المصير لاستعادة دولة الجنوب».