تمكن فريقان هندسيان من إصلاح أنبوبي النفط في محافظتي مأربوشبوة، اللذين كانا قد تعرضا لعدة اعتداءات تخريبية خلال الشهر الجاري. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» بمحافظة مارب إن الفرق الهندسية تمكنت، ظهر أمس الأحد، من إصلاح أنبوب النفط في قرية الخنق بمنطقة حباب بمديرية صرواح، الذي كان قد تعرض لاعتداء تخريبي، بعد ساعات من إصلاح اعتداء آخر في ذات المنطقة، مساء الجمعة الماضية.
ونجحت الوساطة القبلية في إقناع مسلحين من آل حنتش بالسماح للفريق الهندسي القيام بإصلاح أنبوب النفط الذي يمر عبر منطقة وادي حباب بصرواح بعد قيام المسلحين بتفجيره كردة فعل على سقوط قتيل منهم في المواجهات التي دارت بين اللواء 312 وبين مسلحين قبليين قاموا بتفجير أنبوب النفط في منطقة دماج بصرواح مارب في 25 ديسمبر، حيث أدت تلك المواجهات إلى سقوط 4 قتلى أحدهم من أفراد اللواء 312 وإصابة ما يقرب من 16 شخصا.
وأوضح مصدر محلي أن المسلحين قاموا بتفجير الأنبوب مساء الجمعة الماضية في منطقة بيت حنتش بوادي حباب، إلا أنه لم يتضرر كون عملية ضخ النفط كانت متوقِّفة وبالتالي لم يحدث أي حريق أو تسرب للنفط الخام.
وأوضحت المصادر أن إصلاح أنبوب النفط تم بناء على وساطة قبلية من خولان وبني ضبيان وجهم بقيادة الشيخ أحمد صالح الدبا، حيث كانت هذه الوساطة قد التقت بقبائل «آل حنتش» و«آل النسمي» بمنطقة حباب، مساء السبت الماضي، وتمكّنت من إقناعهم بالسماح للفرق الهندسية بإصلاح أنبوب النفط.
وفي تصريح له، قال الشيخ أحمد الدبا (أحد أعضاء لجنة الوساطة) إن اللجنة برئاسة الشيخ أحمد علي الدباء تحركت إلى منطقة وادي حباب، وقامت بالتواصل مع المسلحين وأقنعتهم بضرورة السماح للفريق الهندسي بإصلاح الأنبوب، وأضاف: وفعلاً استجاب آل حنتش لدعوة الوساطة، وتم إصلاح الأنبوب دون أي التزامات من قبل الحكومة لآل حنتش.
وأضاف الدباء: «لقيت اللجنة تجاوب كبير من قبل الأهالي وأبناء المنطقة، وقد تأكدنا أن التفجير لم يكن بنية عدوانية وإنما ردّة فعل عفوية على مقتل أحد أبنائهم في عملية للجيش قبل أيام في منطقة دماج»، مبيناً أنه تم الاتفاق على عرض مطالب أبناء المنطقة من الخدمات العامة وعلى رأسها الكهرباء إلى محافظ مارب على أن يوليها عناية قصوى.
وأوضح أن جهوداً واتصالات مكثفة قام بها كلاً من وزير الدفاع ومحافظ مارب وقيادة المنطقة العسكرية ورئيس هيئة الأركان لإيجاد حل لهذا الخلاف وتجنب المواجهة، لاسيما والحملة العسكرية بقيادة عبد ربه الشدادي لا تزال باقية في المنطقة منذ اندلاع المواجهات في آخر عملية تفجير حدثت هناك، وأضاف أحمد الدباء أن الحملة العسكرية ارتفعت فور إصلاح الأنبوب عقب الاتفاق مع المفجرين.
وفي خام حديثه أوضح الدباء أن الوساطة نجحت في إيجاد حل للآثار المترتبة على المواجهات السابقة التي قُتل فيها أحد أفراد آل حنتش، مؤكداً التجاوب الكامل من قبل أهالي المنطقة، إلا أنه قال: «كان هناك أطراف تريد استثمار حادثة التفجير الأخيرة لتكرار ما حصل قبل ثلاثة أيام من مواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى».
وأشارت المصادر إلى أن الوساطة القبلية حرصت على حل القضية وديا، وتجنّب اللجوء إلى التدخل العسكري، عقب المواجهات التي تمت الأسبوع الماضي بين عدد من الوحدات العسكرية في منطقة حباب، وبين العناصر التخريبية التي كانت ترفض السماح للفرق الهندسية بإصلاح أنبوب النفط.
وكانت الوساطة القبلية تمكّنت، في وقت سابق من إصلاح أنبوب النفط في ذات المنطقة، بعد التوصل إلى تسوية ودية، مع العناصر التخريبية التي كانت ترفض السماح بإصلاح أنبوب النفط، الذي تم تفجيره في منطقة حزم آل دماج، بمنطقة حباب، وبعد ساعات من إصلاحه تعرّض أنبوب النفط لاعتداء تخريبي آخر في منطقة الخنق في حباب.
وفي محافظة شبوة استكملت الفرق الهندسية، أمس، إصلاح أنبوب النفط في منطقة الملبوحة بمديرية ميفعة، الذي كان قد تعرض لاعتداء تخريبي الأسبوع قبل الماضي.
وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن أمن المنطقة الخامسة بمديرية ميفعة ومجاميع قبلية من «آل باراس» و«آل العرمي» و«آل بالعرب» تكفلت بحماية فريق المهندسين حتى تم الانتهاء من إصلاح أنبوب النفط في المنطقة.
وأكدت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية تواصل إجراءاتها لتعقّب وضبط العناصر التخريبية التي فجرت أنبوب النفط بالمنطقة.