قال أحد المعارضين من أبناء اليمن في لقاء إذاعي: ليس الجيش والشرطة وحدهما في أمس الحاجة إلى هيكلة، بل المجتمع اليمني بأسره، لأن النظام الذي ثار الشعب ضده فكّك ومزق وخرب وأفسد المجتمع كله، حيث حوّل الجيش وجهاز الأمن إلى ذئاب بشرية وأجهزة خوف ورعب، الأمر الذي تسبب في انتشار الجريمة من قطع طرقات وتخريب ورشوات واغتيالات واختطافات. وعلاوة على ذلك استحوذ على الأموال والمناصب فئة معيّنة وانتشرت المضاربة بالعملات وتجارة المخدرات والأغذية الفاسدة والمتاجرة بالوظيفة العامة والمنح الدراسية، والإهمال في الخدمات وانتشار الغش والمحسوبية والوساطات. وهذا بدوره فكك الأسرة والمدرسة والجامع والمرافق والجيش والشرطة فتحول المجتمع إلى عصابات تعيش في غابةٍ، الكبير يفترس الصغير.
ومن هنا فقد الشعب ثقته بالحكام والوزراء والجيوش والشرطة والأحزاب والمعارضة والقضاء والبرلمان ووجد شرخ عميق لا يمكن التئامه على طول المدى، بسبب القبلية والسلالية والسلفية والأصولية والمشائخ والعساكر والشرطة والمخابرات المتخصصة بمطاردة الشرفاء والوطنيين والأحرار، وحتى العاملين في الإعلام الرسمي والمثقفين تحولوا إلى أعداء للشعب والوطن بسبب نفاقهم وكذبهم وتضليلهم وارتزاقهم وتكسبهم وخيانة الأمانة اقتداءً بالحكام والوزراء والقضاة والفقهاء والبرلمانيين والعسكر والشرطة الذين خانوا الأمانة.