يُقال والعهدة على الراوي إن ديبلوماسيا كان يشتغل في وزارة الخارجية في صنعاء قبل ثورة سبتمبر أو بعدها بقليل كان يُحسن قليلا من الانجليزية تعلمها في عدن، وقد أهله ذلك لمرافقة الوفود الأجنبية الزائرة أثناء زيارة بعض المناطق ذات المناظر الطبيعة الخلابة المجاورة لصنعاء، وحين كان أعضاء الوفود يبدون إعجابهم الشديد بتلك المناظر كان يقول لهم «جست لايك سويسره» أي أن اليمن تشبه سويسرا في جمال الطبيعة. وظل صاحبنا -ولنقل إن اسمه كان عبدالله- يردد هذه الجملة حتى اشتهر بها واشتهرت به، ودار الزمان دورته، وحان وقت توزيع الديبلوماسيين في الداخل على السفارات اليمنية في الخارج، وجاء «نصيب» صاحبنا في سفارتنا في سويسرا. وتندر الجميع على ذلك وأن عبدالله السويسري سيكون في سويسرا أخيرا.
ولما وصل صاحبنا إلى هناك أصيب بالصدمة حين اكتشف أن الأمر ليس كما كان يصوّره أو يتصوره، وأن سويسرا لا تشبه اليمن في شيء. وصار يقول لنفسه كلما تذكر تلك المقارنة «جست لايك سويسرا.. حقروك يا عبدالله»!
والحق أن القصة رغم قسوة دلالتها إلا أنها لا تبعد عن الحقيقة والواقع كثيرا، ليس من ناحية أن جمال الطبيعة في سويسرا يتفوق على مثيله في اليمن - فلكل بلاد جمالياتها الخاصة واليمن من أجمل بلاد العالم- ولكن لأن النظام والقانون وتوافر الخدمات والطرقات والنظافة والتخطيط وغير ذلك جعل المقارنة التي كان يجازف بها عبدالله في غير صالح اليمن التي كانت تعاني ولازالت من التخلف والقصور في مختلف الجوانب المعيشية والخدمية ناهيك عن السياحية.
وبمناسبة الحديث عن تسمية مدينة إب كعاصمة سياحية فإن أحوج ما نحتاجه قبل الحديث عن السياحة والسياح هو الحديث عن المواطنة والمواطن، ولن تقوم هذه ولا تلك ولن يتحقق معناها ومبناها إلا بالحكم الرشيد الذي يحترم الإنسان والأرض والنظام والقانون، وبدون ذلك سنظل نحرث في بحر وستبقى إب وسائر اليمن جوهرة في يد فحامين. فتأملوا!