صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القاعدة تتبنى الهجوم على طائرة ديترويت وتقول انه رداً على الهجمات الامريكية على أبين وأرحب وشبوة
نشر في المصدر يوم 28 - 12 - 2009

أعلن ما يعرف ب"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" أنه يقف وراء الهجوم على طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد انتقاماً من الهجمات الامريكية على القاعدة في اليمن، في حين قال الرئيس الامريكي اوباما انه لن يهدا له بال حتى يتم الوصول الى كل الضالعين في هذه العملية.
وطبقاً لبيان نشر في مواقع على شبكة الانترنت ان التنظيم قدم للمشتبه به النيجيري "عبوة متطورة فنيا" ولكنها لم تنفجر بسبب خلل فني، موضحاً أن المشتبه به هو عمر الفاروق النيجيري، وان الهجوم جاء ردا على الهجمات الامريكية على الجماعة في اليمن.
وأضاف البيان ان عمر الذي وصفه ب" الأخ البطل المجاهد الاستشهادي" اخترق فيها كل الأجهزة والتقنيات الحديثة المتطورة والحواجز الأمنية في مطارات العالم بإقدام وشجاعة لا يهاب الموت متوكلا على الله، مسقطاً بفعله العظيم أسطورة الاستخبارات الأمريكية والدولية، مبيناً هشاشتها مرغماً أنفها في التراب، جاعلاً كل ما أنفقوه في تطوير التقنيات الأمنية حسرةً عليهم. وفقاً لنص البيان.
وتابع قائلاً: إن وحدة العقيدة والأخوة الإسلامية هي التي دفعت الشاب الثري ذو الأصول النيجرية الأخ المجاهد عمر الفاروق للرد مباشرة على العدوان الأمريكي الظالم على جزيرة العرب، وذلك بالتنسيق المباشر بفضل الله مع المجاهدين في جزيرة العرب عقب القصف الوحشي باستخدام القنابل العنقودية وصواريخ الكروز التي أطلقت من السفن الأمريكية المحتلة لخليج عدن، على قبائل اليمن الأبية في أبين وأرحب وأخيراً في شبوة، وقتلهم للعشرات من نساء وأطفال المسلمين وقد قُتلت أُسر بكاملها، وتمت هذه العمليات بتنسيق يمني، أمريكي، سعودي وعدد من دول الجوار.
وأضاف ان من أسماهم " الأخوة المجاهدون" في قسم التصنيع قاموا "بالتوصل بفضل الله إلى عبوة ذات تقنية متطورة، وتم تجربتها وثبت نجاحها وفاعليتها كما تم تمريرها على أجهزة الكشف، وقد وصل الأخ الاستشهادي عمر إلى هدفه بفضل الله، ولكن بقدر من الله حدث خلل فني أدى إلى عدم الانفجار الكامل، وإننا سنواصل الطريق بإذن الله حتى نصل لما نريد، ويكون الدين كله لله".
ودعا البيان " كل مسلم غيور على دينه وعقيدته أن يقوم بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وذلك بقتل كل صليبي يعمل في السفارات أو غيرها"، وإعلانها "حرباً شاملة على كل صليبي في جزيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في البر والبحر والجو" طبقاً لماجاء في البيان الذي دعا أيضا " كل جندي يعمل في الجيوش الصليبية والحكومات العميلة أن يتوب إلى الله ويحذوا حذوَ الأخ البطل المجاهد نضال حسن، ويقوم بقتل كل صليبي بكل وسائل القتل المتاحة له نصرة لدين الله وإعلاء لكلمته في الأرض".
وخاطب البيان الشعب الامريكي قائلاً: انكم تدعمون قادتكم وتقفون خلفهم في قتل نساءنا وأطفالنا، فابشروا بما يسوؤكم فقد جئناكم بالذبح وأعددنا لكم رجالاً يحبون الموت كما تحبون الحياة، وبإذن الله سنأتيكم بما لا قِبل لكم به، فكما تقتلون تُقتلون وإن غداً لناظره قريب.
وكانت اليمن قد أعلنت أنها قتلت العشرات من عناصر القاعدة في غارات جوية منفصلة استهدفت مناطق في محافظتي أبين وشبوة الأسبوعين الماضيين، غير أن المصادر المحلية في تلك المحافظتين قالت ان عشرات المدنيين معظمهم نساء وأطفال سقطوا في تلك الغارات التي سقط فيها أيضاً أعضاء في القاعدة.
والجمعة الماضية حاول شاب نيجيري اسمه عمر الفارق عبد المطلب تفجير طائرة اميركية اثناء رحلة بين امستردام وديترويت شمال الولايات المتحدة.
من هو عمر الفاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير الطائرة الامريكية
بحسب مواقع على شبكة الانترنت فإن عمر الفاروق عبد المطلب، المُتهم بمحاولة تفجير طائرة "إيرباص 330" التابعة لشركة "دلتا ايرلاينز" الأمريكية خلال رحلتها بين أمستردام وديترويت الجمعة الماضي، شاب مسلم في الثالثة والعشرين من عمره. وُلد في شمال نيجيريا من أب مصرفي ثري اسمه عمر عبد المطلب يبلغ من العمر 70 عاما، وهو شخصية معروفة في نيجيريا وشغل - الوالد - مناصب إدارية هامة في الحكومة النيجيرية، أبرزها منصب وزير التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار.
وهو واحد من بين أولاد المصرفي النيجيري الستة العشر، طالب في منتهى الذكاء، درس الهندسة الميكانيكية بجامعة "يونفرسيتي كولدج" في لندن بين 2005 و2008 وكان يستقر في مسكن تملكه عائلته وسط العاصمة الإنكليزية، بحسب جريدة "ذيس داي" النيجيرية. وأضافت الصحيفة أن عمر الفاروق كان يتميز منذ صغره بتطرفه الديني وتشدده العقائدي وبأعماله التبشيرية تجاه رفاقه في المدرسة البريطانية الدولية بلوميه، عاصمة توغو.
أساتذته في مدرسة لومي قالوا إن عمر الفاروق كان لا يخفي أفكاره الإسلامية المتطرفة، وكان يشهر إعجابه بحركة "طالبان" ويساند أعمال وتفجيرات تنظيم "القاعدة"، لكن في المقابل وصفوه "بالشاب الموهوب" و"الذكي".
معلومات أخرى تَداولتها الصحافة العالمية تشير إلى أن الشاب النيجيري قد سافر إلى مصر ثم إلى دبي حيث استقر لوقت قصير، وأنه قد بعث برسالة إلى عائلته كشف فيها عن رغبته في فك الارتباط بصفة نهائية بها وعن نيته الذهاب إلى اليمن والانضواء تحت راية "القاعدة".
وتضاربت الأنباء بشأن سفر عمر الفاروق إلى اليمن، فثمة مصادر ذكرت أنه سافر حقا إلى صنعاء للتحضير لعملية التفجير ضد طائرة "دلتا" وتلقى هناك تكوين خاص حول طريقة استعمال وسائل التفجير، فيما نفت مصادر أخرى هذا الخبر. عائلة المتهم عادت لتؤكد أنها فقدت الاتصال مع ابنها منذ شهرين، فيما أبلغ والده السلطات الأمنية الأمريكية والسفارة الأمريكية في نيجيريا عن قلقه حيال تشدد ابنه وتعصبه الديني المتنامي.
ورغم إدراجه منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2009 ضمن لائحة تضم 550 ألف شخص متهمين بتورطهم بصفة مباشرة أو غير مباشرة في "أعمال الإرهاب"، إلا أن عمر الفاروق استطاع أن يتحصل على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، وأكد مسؤول أمني أمريكي أن اسم المتهم لم يكن مدرجا في قائمة الأشخاص الذين منعوا من السفر جوا إلى الولايات المتحدة.

تفاصيل عملية احباط تفجير الطائرة
وكشفت افادات الركاب على متن الطائرة الامريكية التي تعرضت لمحاولة تفجير في طريقها الى مطار ديترويت شمال الولايات المتحدة، عن تفاصيل عملية احباط التفجير التي اشترك فيها ركاب الطائرة.
وطبقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي فان الركاب سمعوا صوتا اشبه بالمفرقعات النارية ورأوا لهبا ودخانا ينبعث من الراكب النيجري، الامر الذي دفع احد الركاب للانقضاض عليه.
وتشير خلاصة الإف بي آي الى انه قبل 40 دقيقة من هبوط طائرة الرحلة 253 التابعة لشركة "نورثويست ايرلانيز" القادمة من امستردام في مطار ديترويت، نهض الراكب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب من مقعده في منتصف مقصورة الدرجة الثانية وتوجه الى مرحاض الطائرة.
ويقول الركاب ان الراكب النيجيري البالغ من العمر 23 عاما امضى في دورة المياه حوالى عشرين دقيقة.
وبحسب وثائق قضائية نشرتها وزارة العدل الاميركية السبت فأن "عبد المطلب، ولدى عودته الى مقعده، قال انه يشكو من الم في معدته وغطى نفسه ببطانية".
وما هي الا لحظات حتى توالت الاحداث، اذ سرعان ما سمع الركاب دوي انفجارات اشبه بالمفرقعات وانتشرت في المقصورة رائحة حريق.
ورأى الركاب الجالسون قرب الشاب النيجيري النار تشتعل في بنطاله وكذلك في جانب الطائرة الذي يجلس فيه.ويشير بعضهم ان المتفجرات الشديدة القوة كانت مخبأة في سرواله الداخلي.
وفي هذه اللحظة قام الراكب الهولندي جاسبر شورينغا الذي كان على مبعدة عدة مقاعد عنه بالقفز فوق المقاعد التي تفصل بينه وبين الانتحاري وانقض عليه.
وقال شورينغا لشبكة "سي ان ان" الاميركية لقد استجبت مباشرة لتصرفه، لم افكر بل قفزت عليه، رميت بنفسي الى مكانه وحاولت انقاذ الطائرة".
واضاف: "لقد قفزت عليه، رحت افتشه بحثا عن متفجرات ومن ثم اخذت منه شيئا ما كان يحاول اذابته واشعاله وحاولت اطفاءه. وبينما كنت افعل ذلك كنت ايضا ممسكا به، وعندها اخذت النيران تشتعل في المقعد".
واصيب شورينغا بحروق في يده اليمنى بينما كان يحاول اطفاء النيران بكل ما اوتي من وسائل بما في ذلك بيديه العاريتين، قبل ان يساعده في ذلك ركاب آخرون هرعوا بالماء والبطانيات الى ان جاء افراد الطاقم بمطفأة الحريق.
اثر ذلك شلت حركة المتهم النيجيري تماما واحكم الركاب السيطرة عليه، وقد اصيب بحروق بالغة في ساقه جراء الانفجار.
وفقا لرواية السائح الهولندي فانه قام باقتياد الراكب النيجيري وبمساعدة احد افراد الطاقم الى مقصورة الدرجة الاولى حيث تم نزع ثيابه وتفتيشه بحثا عن متفجرات اخرى محتملة. واضاف شورينغا ان منفذ الهجوم الفاشل كان "خائفا"، بيد انه لم يوضح تفاصيل ذلك.
ويشير ركاب اخرون ان عددا من الركاب وطاقم الطائرة اشتركوا في نقله الى المقصورة وتفتيشه، بينما اجمعت كل افادات الركاب على ان الشاب النيجيري كان "هادئا وواعيا" طوال الوقت.
وقال راكب اخر يدعى سيد جعفري (57 عاما) :" في ظرف ثوان تمت السيطرة على كل شيء، كان الركاب سباقون الى الفعل. لقد قمنا بعمل ذلك وليس هناك ما نتكلم عنه".
وتقول الراكبة ريتشيل كيبمان (24 عاما ) ان السلطات الامنية قامت باستجوابهم اثر الحادثة، ثم اطلقت سراحهم لاحقا في المطار.واضافت حين قفز شورينغا عليه " صفقنا جميعا".
وبحسب بعض الافادات فان الركاب الذين كانوا جالسين في مقاعد بعيدة لم يعلموا بوجود اي خطب على الاطلاق، حتى دخول قبطان الطائرة الى مقصورة الدرجة الثانية واخباره الركاب بما جرى.
وتوجهت الطائرة عند هبوطها الى منطقة معزولة في مطار ديترويت.وبعد ترجل الركاب من الطائرة، قام البوليس الفيدرالي الامريكي الاف بي آي باستجواب جميع الركاب لساعات طويلة.
وفي الوقت نفسه كان خبراء تفكيك المتفجرات يفتشون الطائرة بحثا عن الادلة، ومن بين ما عثروا عليه بقايا متفحمة لحقنة استخدمها على الارجح المتهم لتفجير شحنته الناسفة.
وتم نقل المتهم بعد ذلك الى مستشفى جامعة ميتشيغان حيث بدأ المحققون تحقيقاتهم معه.
وتقول جينيفر الن (41 عاما) وهي ممن كانوا على متن الطائرة : " نحن لسنا لا مبالين بحيث نستسلم لشعور اننا امنين ونترك للاخرين امر حمايتنا امنيا... لن نجلس منتظرين ان يقوم شخص ما بفعلته لاننا ننتظر بسلبية، عندها يكون ردنا متأخرا جدا".

وفي يوم السبت، اي بعد يوم واحد من الحادثة وجهت السلطات القضائية الأمريكية الاتهام إلى النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب(23 عاما)، بمحاولة نسف الطائرة التابعة لشركة نورث ويست في ديترويت شمالي الولايات المتحدة.
وتلا القاضي لائحة الاتهامات على المتهم الذي أحضر إلى قاعة مؤتمرات في المركز الطبي التابع لجامعة ميشيجان حيث يعالج من جراء الحروق التي أصيب بها.
وكشفت مصادر أن والده كان قد اتصل بالسفارة الأميركية قبل أشهر محاولا تحذيرها من «مخطط لابنه للقيام بشيء ما»، وفقا لما ذكره مسؤول في الإدارة الأميركية.
وقال الحاج عبد المطلب: «تلقيت اتصالات من مختلف أنحاء العالم حول ابني الذي أوقف بتهمة محاولة تفجير طائرة»، معربا عن «صدمته الشديدة».
وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن والد الشاب «اتصل الشهر الماضي بالسفارة الأميركية لدى نيجيريا لإبلاغها بقلقه حيال تطرف ابنه».
من جهة ثانية قال مصدر في عائلة عبد المطلب إن والد عمر، الذي كان يشغل منصب مدير «فيرست بنك»، أحد المصارف الرائدة في نيجيريا، وتقاعد مؤخرا، اتصل بالسفارة الأميركية في أبوجا، وبهيئات أمنية عديدة.
وأوضح المصدر أن الوالد توجه إلى هذه المصادر قبل ستة أشهر، وذلك عندما وصلته رسالة نصية من ابنه تفيد بأنه سيترك جامعة «لندن يونيفرسيتي كوليدج»، حيث كان يدرس الهندسة الميكانيكية، ويتوجه إلى دبي، للانتقال منها إلى اليمن، مشيرا إلى أنه يغادرها «من أجل الإسلام».
وحذر الوالد من مخطط لابنه «للقيام بشيء ما»، ومن «سلوك متشدد ووجهات نظر متطرفة» بدأ ابنه في تبنيها. ونقلت المعلومات إلى المركز القومي لمكافحة الإرهاب، لوجود شبهات حول صلاته المفترضة بحركات متشددة، وتم وضع اسمه على قائمة المراقبة، غير أن مسؤولا أمنيا أميركيا أوضح أنه لم تتوافر أدلة على كونه عنصرا في تنظيم القاعدة.
وكشفت التحليلات الأولية لمكتب التحقيقات الفيدرالية عن العثور على مادة «بي إي تي إن»، وهي مركب كيماوي شديد الانفجار. وقال عمر عبد المطلب، الذي أصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة في فخذيه، بعدما اشتعلت النيران في بنطاله، إنه حصل على «العبوة الناسفة» من اليمن، كما حصل على تعليمات خاصة بكيفية استخدامها، ومتى تحديدا يمكنه تفجيرها.
وبحسب المعلومات التي أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في عددها الصادر أمس، فإن والد الشاب، يدعى الحاج عبد المطلب، أحد الأسماء المعروفة في الساحة السياسية والاقتصادية النيجيرية.
وشغل الحاج عبد المطلب منصبا وزاريا في عقد السبعينات من القرن الماضي، ثم أصبح رئيسا لمصرف «فيرست بنك أوف نيجيريا»، الذي يعتبر أحد أكبر المصارف النيجيرية قبل أن يتقاعد من منصبه مؤخرا.
ويقيم والده الحاج عبد المطلب الذي سبق وتولى وزارة التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار، بين مدينة فونتوا مسقط رأسه في ولاية كاتسينا (شمال) وكادونا عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه في شمال البلاد، بحسب جيران له في كادونا.
وقال الجيران إن عمر الفاروق عبد المطلب كان أحد أولاد المصرفي ال16 من زوجته الثانية. وبحسب صحيفة «ذيس داي»، فإن عائلة عبد المطلب تملك مسكنا في وسط لندن حيث درس الشاب الهندسة في جامعة يونيفرسيتي كولدج قبل الانتقال بحسب الصحيفة إلى مصر ثم دبي من حيث أبلغ عائلته بأنه يريد قطع روابطه معها.
وقال والده الذي أسس مصرف «جايز» الدولي، أول مصرف إسلامي في نيجيريا الذي حصل مؤخرا على الضوء الأخضر من البنك المركزي النيجيري، إنه فوجئ بحصول ابنه على تأشيرة دخول للتوجه إلى الولايات المتحدة على الرغم من تحذيراته
.
وتعود أصول والده إلى ولاية كاتسينا الشمالية النيجيرية ذات الأغلبية المسلمة، وله علاقات قوية مع الأوساط السياسية في بلاده، ويقوم بزيارات متكررة إلى الولايات المتحدة، بحسب «واشنطن بوست». وذكرت الصحيفة أن عبد المطلب الأب قال لوكالة «أسوشييتد برس» إنه يعتقد أن ابنه «ربما كان في اليمن» في الأشهر الأخيرة، لكنه لم يؤكد ذلك؛ حيث ذكر أن علاقاته قد انقطعت مع أسرته منذ فترة.
وفي سياق ذي صلة، وجهت «لوس أنجليس تايمز» و«نيويورك تايمز» انتقادات ضمنية إلى السلطات الأميركية بشأن هذه المعلومات التي أشارت إليها تصريحات الحاج عبد المطلب؛ حيث أثارت العديد من التساؤلات بشأن الكيفية التي تم التعامل بها مع المعلومات التي أبلغ بها والد منفذ الهجوم قبل أشهر، وكيف تم منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة على الرغم من ذلك
في هذا الإطار نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول لم تذكر اسمه في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، قوله إن الجهات الأميركية المعنية بالأمر، مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، تسلمت تقرير السفارة الأميركية في العاصمة النيجيرية، لكن المسؤول برر عدم التعامل مع إفادة والد منفذ الهجوم، بأن كلامه «لم ينطو على معلومات محددة».
وجاءت الانتقادات الأقسى من النائب الجمهوري بيتر هويكسترا، أحد أعضاء لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي؛ حيث قال إنه أبلغ من قبل مصادر وصفها بالموثوقة أن السلطات الأميركية تعرف أن عبد المطلب الابن «متورط في علاقات مع (القاعدة) منذ شهرين على الأقل، وربما منذ سنوات»، لكن هويكسترا قال إن هذه المعلومات لم يتم التحقق منها.
وقال هويكسترا، الذي ترأس اللجنة في الفترة من 2004 إلى 2006، ويشغل حاليا منصب محافظ ميتشيغن، إن مصادره قالت إن المشتبه به له علاقات «على الأرجح» مع عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، وخصوصا أنور العولقي.
وتقول السلطات الأميركية إن العولقي التقى منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 قبل وقوعها، وله مواقف وفتاوى تشير إلى تأييده تنفيذ عمليات توصف بالإرهابية ضد مدنيين.
وأوضح المسؤول من جهة ثانية أن عمر الفاروق عبد المطلب حصل على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) 2008، مؤكدا أنه كان مدرجا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 على قاعدة بيانات رسمية كبيرة تضم 550 ألف شخص يمكن أن يكونوا على ارتباط ما بالإرهاب، غير أنه لم يكن على قائمة من أربعة آلاف شخص يحظر سفرهم إلى الولايات المتحدة.
وكشف مسؤول في الإدارة الأميركية ل«سي إن إن» عن أن «عبد المطلب حصل على تأشيرة دخول متعددة للولايات المتحدة من خلال السفارة الأميركية في العاصمة البريطانية لندن، في يونيو (حزيران) 2008».


الصورة نشرها موقع تابع للقاعدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.