التلاعب بالعواطف يضر أكثر ممّا ينفع، والتجارب أكبر برهان، والتفكر بعُمق في الحوادث تنتج تحاليل عقلية وواقعية، والواقع معقّد بين الرفاق أصحاب الطغمة وأصحاب الزمرة طرفي نزاع 13 يناير 1986. دعوة التصالح بين من ومن؟ ولماذا التصالح؟ هل اعترفت الزمرة بأخطائها ضد الطغمة أو اعترفت الطغمة بأخطائها ضد الزمرة؟ لم يصدق أحد على الإطلاق أن الرفاق الذين أوهموا الناس أنهم ألغوا كل الفوارق المناطقية والطبقية والقبلية بل ألغوا حتى أنسابهم ولم يعرف أي واحد من نسبه، فهذا محمد علي عبيد أحمد وذاك محمد سعيد عبد الله محمد وهذا علي ناصر أحمد وآخر صالح مصلح شائع، و، و.. الخ.
يختلفون ويتقاتلون أسبوعا والنتيجة أكثر من أحد عشر ألف قتيل وآلاف الجرحى وآلاف المُعاقين، وكيف التصالح في 2013؟ ومن هم ممثلو الطغمة ومن هم ممثلو الزمرة؟ وما هي أسس التصالح؟ هل سيدفعون لكل أسرة قتيل دية، وسيعوِّضون أسر الجرحى ويعوّضون المُعاقين؟ وقد سمعنا أنه قد تم لقاء تصالح، وهل في كل 13 يناير من كل عام سيعقد لقاء تصالح؟ والغريب أن بعض الحراكيين يدعون لمهرجان التصالح، هل أعطوا وكالة من الطغمة والزمرة للقيام بذلك، أم أن الداعين للتصالح يجهلون ماذا حصل في 13 يناير 1986 في الجنوب؟ من الأفضل للحراكيين ألاّ يذكرون شعب الجنوب بهذا التاريخ؛ لأنه بتذكر ما حصل يترحم الجنوبيون على الوحدة، وما حصل من ظُلم في دولة الوحدة إلى يومنا هذا فلا مقارنة، فقتل المخلوع ما لا يزيد عن ثلاثة آلاف ثائر خلال سنة، والرفاق قتلوا أحد عشر ألفا خلال أسبوع، وهذا يجعل كل العقلاء في الجنوب يلعنون الانفصال وفك الارتباط، خاصة وأن الداعين له هم من اشتركوا في قتال 13 يناير 1986، ولا داعي لتذكير شعب الجنوب وكل العالم بفضائح الماضي، فربما طالب الجنوبيون بمحاكمة من تسبب في القتل والإجرام في هذه الحادثة المشؤومة، فستر الله على خلقه.