في ليلة غروب غادرة كان الشاب مرسي أمين عقلان الذبحاني العائد لتوه من المملكة العربية السعودية على موعد مع طعنة في العنق أفقدته كل حركة في جسمه عدا لسانه. قد تبدو للوهلة الاولى أن الحادثة وقعت في ولاية «نورث كارولينا الامريكية» حيث تشتهر بهذه العمليات، لكن واقعة السطو على أرواح البشر وممتلكاتهم كانت في شارع الخمسين جنوب غرب العاصمة اليمنية صنعاء.
وروى قريب لمرسي الحادثة ل«المصدر أونلاين» بإنه خرج من بيته في حي الاصبحي مطلع الأسبوع قبل الماضي في الساعة الثامنة مساءً لملاقاة صديق عزيز لم يره منذ سنوات، لكن اللصوص كانوا على موعد غير محدد للقاء مرسي الذبحاني.
وتقول رواية لشهود عيان وأقارب الذبحاني إن ثلاثة لصوص حاولوا سرقة هاتفه الثمين الذي كان يحمله حينها في يده.
وحاول أن يمنع اللصوص من سرقته وقاومهم لكن طعنة بسلاح أبيض (جنبية) في العنق كانت كفلية بإنهاء مقاومة شاب يدافع على ما يعتقد أنه أهدر سنين عمره في بلاد الغربة، ولايمكن ان يحصل عليها اللصوص بلحظة مواجهة حتمية.
وقال تقرير صادر عن مستشفى خاص بصنعاء نقل اليه مرسي في اليوم التالي من الاعتداء عليه «المجني عليه مشلول اليدين والقدمين منعدم الاحساس والقوة حتى مستوى الفقرة العنقية الرابعة».
الفحص بالجهاز المقطعي أثبت أن هناك قطع في الحبل الشوكي على مستوى الفقرة العنقية الرابعة حيث وان الجنبية مزروعة قد اخترقت عظم الفقرة من الشمال واستقرت داخل الحبل الشوكي بعمق 4 سنتيمترات واجريت عملية ازالة الجنبية وتوقيف النزيف وغطي الحبل الشوكي بواسطة العضلات وصمغ الانسجة وحالياً يرقد مرسي في العناية المركزة وحالته سيئة وحرجة.
وقال منيف وهو صهر مرسي إنه يرقد في حالة حرجة ومشلول تماماً، والاجهزة الامنية لا تأخذ المسألة على محمل الجد، «حتى انها لم تكلف نفسها اخذ البصمات من الجنبية ومباشرة التحقيق».
وبعد الحادثة بدقائق هرع جنود على متن سيارة تابعة لشرطة «النجدة» لتنقله من موقع الجريمة الى مستشفى الثورة العام.
وأضاف منيف أن الخنجر ظل مغروساً في عنق مرسي لأربع ساعات بحجة عدم وجود اطباء اخصائيين وكان الاهمال واضحاً من قبل الأطباء في المستشفى الحكومي بعد ذلك أسعف مرسي فجر اليوم التالي إلى المستشفى الاستشاري الأهلي وحتى اللحظة، لم تقم الاجهزة الامنية بإجراءاتها الروتينية في جمع الادلة من مسرح الجريمة او رفع البصمات عن اداة الاعتداء والقتل «الجنبية». كما يقول مقربون منه.
ونشرت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة للذبحاني، وهو ممدد في المستشفى وما يزال الخنجر مغروساً في عنقه.
يعتذر «المصدر أونلاين» عن نشر صورة الذبحاني مراعاة لمشاعر القراء.