نفى قائد شرطة النجدة بمحافظة الضالع العقيد مثنى الشعيب، أن يكون هناك أية ترتيبات لسحب قوات النجدة أو غيرها إلى خارج عاصمة المحافظة، مشيراً إلى أن ما هو متفق عليه هو سحب المواقع والنقاط العسكرية حسب قرار اللجنة العسكرية المكلفة من الرئيس عبد ربه منصور هادي لتقصي الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظة. وتسربت أخبار متواترة عن سحب قوات النجدة إلى مديرية قعطبة، في ظل اتهامات متبادلة بين قيادات أمنية وقيادات السلطة المحلية في المحافظة.
وشهدت محافظة الضالع حالة انفلات أمني غير مسبوقة، الأيام الماضية؛ إذ تعرض الكثير من المواطنين ورجال الأمن والجنود للتقطع والقتل، فضلاً عن عمليات سرقة للمنازل والسيارات، وانفجرت قنبلة يدوية، ألقاها مسلحون مجهولون، في منزل أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الضالع، محمد غالب العتابي، مساء الجمعة الماضية دون أن تخلف إصابات.
وسيطرت مجاميع مسلحة يوم الجمعة الماضي على النقطة التابعة لشرطة النجدة في مدخل مدينة الضالع منطقة (الوداد) وقامت بنهب السلاح منها.
ووصف محافظ الضالع العميد قاسم طالب في لقاء بمبنى المحافظة- الوضع الأمني بأنه متعب، مشيراً إلى أن نقطة النجدة في منطقة الوداد تم تسليمها للمسلحين سلمياً.
وقتل جنديان وأصيب آخر برصاص مسلحين مجهولين استهدفوا سيارة تغذية تابعة للواء 33 مدرع المرابط، صباح الجمعة، في كمين نصب لها أمام قرية الكبار أثناء توجهها لتوزيع (الكدم) وشراء متطلبات اللواء من سوق الساحة، ما أدى إلى وفاة العريف أمين محمد ناجي المرقب، والجندي وليد حسين محمد الروني، في الحال.
وتشير المعلومات إلى أن المسلحين قاموا بإطلاق النار على سائق السيارة ومرافقه وأردوهما قتيلين، وقاموا بتشويه جثمانهما بشكل بشع وتجريدهما من أسلحتهما وإلقائها في قارعة الطريق والفرار بالسيارة إلى جهة غير معلومة.
وتعرض أحد المواطنين لتقطع من قبل مجموعة مسلحة، وقاموا بإنزاله هو وعائلته من سيارته الشخصية، وتمت مصادرتها، وتتهم السلطات المحلية بذلك من تصفه بالحراك المسلح.
وتأتي هذه التطورات بعد أقل من أسبوعين من قيام اللجنة المكلفة من وزير الدفاع بتقصي حقائق أحداث "قرة الجليلة"، بسحب قوات الجيش من المواقع العسكرية والنقاط المتواجدة داخل المدينة والقرى، بعد أن اتهمها السكان بمحاصرة منازلهم، وأنها تتسبب في وقوع احتكاكات مع المواطنين.
وترى قيادات محلية أن سحب جميع القوات من المواقع العسكرية إلى مقر المعسكر الثابت، يعني وضع قوات المعسكر تحت الحصار بصورة غير معلنة، وأن الحديث عن تعزيز قوات الأمن أمر غير مجدٍ، في ظل الأوضاع الحالية.
واتفقت اللجنة العسكرية مع قيادات اجتماعية في الضالع على سحب المواقع العسكرية المتاخمة لمنازل المواطنين في المدينة، والتزمت قوى محسوبة على الحراك بالتعاون والحفاظ على الأمن، بعد سحب الوحدات العسكرية من المواقع، وعدم الدخول في أية مواجهات أو اختلالات أمنية في المحافظة.
من جانبه، استهجن حزب الإصلاح في محافظة الضالع، ما قال إنها تصريحات لمصدر مسؤول في قيادة المحافظة، اتهم فيها قيادات في حزب الإصلاح بالضلوع في ما حصل في نقطة (الوداد) التابعة لشرطة النجدة، وسيطرة مجموعة من المسلحين عليها.
واستنكرت أحزاب اللقاء المشترك، في بيان لها حصل المصدر أونلاين على نسخة منه، ما وصفتها ب"التلفيقات الكاذبة التي أوردتها صحيفة اليمن اليوم"، وطالب بالتحقيق لكشف ذلك الزيف، كما طالب بكشف هذا المصدر المسؤول.
وقال القيادي في مشترك الضالع سعد الربية ل"المصدر أونلاين": "إنه من المعيب أن نسمع مثل هذه الافتراءات الكاذبة في اتهام الإصلاح كحزب مدني أنه وراء سيطرة المسلحين على نقطة الوداد فيما السلطة وأجهزتها الأمنية تعلم علم اليقين من هي تلك المجاميع ومن تتبع, ولهذا نطالب بالكشف عن المصدر المسؤول وسنقاضي هذه الصحيفة التي تتبع المخلوع وتمارس الدجل والتدليس".