وضع تسجيل صوتي لزعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي حداً لتأكيدات رسمية تحدثت خلال الأيام الماضية عن مقتله ودفنه في جبل طلان بمنطقة الملاحيظ على الحدود اليمنية السعودية. وإذ لم يتطرق عبدالملك الحوثي صراحة إلى تلك المعلومات التي أكدت مقتله، غير أنه تحدث في تسجيل صوتي نسب له وتلقاه المصدر أونلاين اليوم الخميس، عن استهداف المدنيين، والتي قال أن أخرها وقعت في العاشر من محرم 1431ه الموافق 27 ديسمبر 2009. أي الأحد الفائت، وهي إشارة واضحة لدحض أنباء مقتله التي مضى عليها قرابة 10 أيام. وأضاف الحوثي في حديثه الذي تركز عن أوضاع المدنيين هدافهم قوله" إن الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء كان أخرها الجريمة البشعة التي استهدفت قرية جهم في ناجية حيدان بتاريخ العاشر من محرم 1431ه الموافق 27 /12/ 2009م وأسفرت عن سقوط 14 طفلاً وإمرأة، وسبقتها عدة جرائم بينها جريمة القصف العشوائي في رزاح بتاريخ 9 محرم الموافق 26 ديسمبر وأسفرت عن سقوط 9 مدنيين، وسبقتها جريمة القصف العشوائي لمدينة النظير بتاريخ 2 محرم وأسفرت عن سقوط 31 شهيداً كلهم من النساء والأطفال" حسبما جاء في التسجيل. ولم يتضمن التسجيل التي تبلغ مدته 11 دقيقة أي جديد بشأن المواجهات، وغلب عليه الحديث عن المدنيين وحاول خلاله أن يظهر إنسانية أنصاره تجاه المدنيين، مقابل ما قال إن السلطة سقطت أخلاقياً في ذلك. وانتقد ما وصفه ب"الصمت المطبق" من كل جهات الرسمية والمدنية إزاء استهداف المدنيين. إلى ذلك، تضمن التسجيل الصوتي نبرة تحدي، حيث أشار إلى أنه لا يطالب بعدم استهداف مقاتليه في جبهات القتال لأن لديهم الخبرة الكافية لذلك، وقال "لا قلق عليهم فلديهم الخبرة والاحتياطات اللازمة منذ بدء الحرب، ولكننا نتحدث عن ما يحدث للمدنيين وعن الأطفال". وأضاف "إذا كان لديكم الرغبة في قتالنا وتملي عليكم مصلحتكم ذلك، فلا مانع فلتحاربونا بشرف ولتحافظوا على الحد الأدنى من إنسانيتكم". وتابع قوله "إن كان لدى أحد الرغبة في إعلان إباحة دمائنا فلا مانع، ولكن يجب عليهم أن يفرقوا بين المقاتلين في جبهات القتال وبين المدنيين". وكرر قوله أن من وصفه ب"العدو" قد جعل من استهداف المدنيين استراتيجية لأنهم يعرفون "أخلاقنا". مشيراً إلى أنه "لا مبرر نهائياً لاستهداف المدنيين نهائياً ولا يوجد التباس للخطأ لأن جبهات القتال معروفة وقد أخلاها المدنيون وهم يعرفونها جيداً في الملاحيط والدخان والجابري والمقاش وغيرها" ووجه كلاماً للمدنيين الذين قال أنهم يتعرضون للتواطؤ والتخاذل من الجميع، متعهداً لهم بإطلاق أسماء كل مأساة يتعرضون لها على العمليات القتالية لمسلحيه ضد قوات الجيش حتى يدفع "المعتدون" ثمن ذلك. ويأتي ذلك، بعد أيام على تأكيدات رسمية يمنية وأخرى شبه رسميه سعودية بأن عبدالملك الحوثي لقي مصرعه قبل نحو أسبوع، وتم دفنه في منطقة جبل طلان المطل على منطقة الملاحيظ. وكان موقع الجيش قد نقل أمس الأول عن مصادر محلية في محافظة صعدة قولها "إن المؤشرات الميدانية تدلل بقوة على مصرع الإرهابي عبدالملك الحوثي وغيابه عن مشهد المواجهات الجارية في صعدة رغم المحاولات التي تبذلها بعض العناصر المقربة منه لنفي خبر رحيله ومواجهة حتفه وذلك بهدف الحفاظ على معنويات العناصر التابعة له والتي أصيبت بالانهيار وساد صفوفها اليأس والفوضى في ظل الضربات الموجعة التي وجهتها لها قواتنا المسلحة والأمن في أكثر من مكان وأيضاً في ظل رواج الأنباء عن مصرع عدد من رؤؤس الفتنة وفي مقدمتهم الإرهابي عبدالملك الحوثي". ووصف المصدر النفي الذي أطلقه ما سماه "الإرهابي الفار من وجه العدالة يحيى الحوثي أو ما يسمي بالمتحدث الرسمي باسم الإرهابيين الحوثيين الإرهابي عبدالسلام فليته‘ المدعو (محمد عبدالسلام)" بالباهت، مشيراً إلى أن الأخير "ذكر اسم الإرهابي عبدالملك الحوثي مقروناً بلفظ الشهيد في احدى مقابلاته مع تليفزيون البي بي سي قبل عدة ايام قبل إن يستدرك نفسه ليس إلا محاولة مكشوفة لتضليل وتزييف الحقيقة وذر الرماد في العيون". طبقاً لموقع الجيش.