دعا الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إلى التركيز على إجراء مؤتمر الحوار الوطني في اليمن وإصلاح قطاع الجيش والأمن، وأكد ان المجتمع الدولي يدعم وحدة الأراضي اليمنية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مساء اليوم الأحد في ختام زيارة تاريخية لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى صنعاء، والتي توصف بأنها تعبير عن دعم دولي قوي للرئيس اليمني والحكومة في تنفيذ العملية الانتقالية الحالية.
واجتمع الوفد الأممي مع الرئيس عبدربه منصور هادي واللجنة العسكرية وحكومة الوفاق الوطني واللجنة التحضيرية للحوار وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، حسب ما ذكره وزير الخارجية أبو بكر القربي في افتتاح المؤتمر.
وقال مندوب بريطانيا الدائم لدى مجلس الأمن، الرئيس الدوري للمجلس، مارك جرانت إن هدف الزيارة هو دعم العملية الانتقالية السياسية للسلطة في اليمن، وكذا تقييم التقدم الحاصل في تنفيذ قراري مجلس الأمن بهذا الخصوص، مضيفاً ان جهود الرئيس هادي كانت مثمرة لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن.
أربع أولويات يجب العمل بها: إجراء مؤتمر الحوار وتطبيق العدالة الانتقالية وتوحيد الجيش والأمن وتخفيف المعاناة الإنسانية وأضاف انه خرج من الزيارة بأربع أولويات يجب العمل عليها في اليمن، الأولى إجراء مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سينتج عنه استفتاء على دستور جديد للبلاد وانتخابات بحلول عام 2014، مضيفاً ان الرئيس عبدربه منصور هادي أوضع للوفد الأممي انه يأمل أن يبدأ مؤتمر الحوار في أقرب وقت ممكن.
والأولوية الثانية ضرورة تطبيق العدالة الانتقالية في اليمن. حيث قال المندوب البريطاني إن الكثيرين ممن قابلهم الوفد الأممي أكد على ضرورة المحاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان، وانهم ناقشوا ذلك مع الحكومة.
أما النقطة الثالثة فتتمثل في إصلاح قطاع الأمن بشكل عام، وقال إنهم ناقشوا مع اللجنة العسكرية أهمية توحيد صفوف القوات المسلحة والجيش والشرطة تحت قيادة موحدة.
قرارات مجلس الأمن تنص بوضوح على اتخاذ عقوبات ضد من يعرقلون التسوية السياسية والمجلس جاهز لاتخاذ ذلك وقال مارك جرانت إن الأولوية الرابعة تتمثل في أهمية الدعم المقدم للجهود الإنسانية والتخفيف من المعاناة في اليمن، مشيراً إلى اجتماع ستعقده مجموعة أصدقاء اليمن في مارس المقبل بلندن، والذي سيعالج التقدم في هذه المسألة وما تقدمه أصدقاء اليمن في هذا الخصوص.
وحذر الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي معرقلي العملية الانتقالية في اليمن، وقال إن القرار رقم 2051 الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع في يونيو 2012 ينص بوضوح على أن المجلس سيتخذ مزيداً من الإجراءات ضمن تفويض الأممالمتحدة ضد من يعرقلون التسوية السياسية، مضيفاً ان المجلس جاهز لاتخاذ إجراءات ضد من يعرقل العملية الانتقالية.
وقال إن الوفد الأممي سمع خلال لقاءاته اليوم ان هناك حاجة إلى مغادرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح لمنصبه كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام من أجل تفادي أي نوع من الغموض بشأن دوره في العملية الانتقالية، مؤكداً أن مجلس الأمن سوف ينظر في هذا الأمر خلال اجتماعه المقبل في نيويورك.
سمعنا ان هناك حاجة لمغادرة صالح من منصبه كرئيس لحزب المؤتمر ومجلس الأمن سوف ينظر في هذا الأمر خلال اجتماعه المقبل في نيويورك ورداً على سؤال لأحد الصحفيين حول موقف مجلس الأمن من الوحدة اليمنية بعد تعالي دعوات الانفصال، قال المندوب البريطاني إن المجلس «يقف سنداً لسلامة ووحدة أراضي اليمن وليس هناك أي جدل حول ذلك».
وبشأن مشاركة الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني، قال مارك جرانت إنه يأمل مشاركة كافة الأطراف الجنوبية في المؤتمر، مضيفاً ان الوفد الأممي التقى اللجنة التحضيرية للحوار واستمع إلى آراء جنوبيين عبروا عن رغبتهم في المشاركة في الحوار.
ورداً على سؤال أحد الصحفيين بشأن احتمال تأجيل الانتخابات المقررة في فبراير 2014، إنهم لم يسمعوا خلال مناقشاتهم اليوم أي اقتراحات بشأن تأجيل الانتخابات، مضيفاً ان الكثير من الانجازات تحققت خلال السنة الأولى للمرحلة الانتقالية.
مجلس الأمن «يقف سنداً لسلامة ووحدة أراضي اليمن وليس هناك أي جدل حول ذلك» وحول إمكانية الإعداد والتحضير للانتخابات القادمة، وإن كان الوقت سيكفي لذلك، قال مارك جرانت «لا نختلف بأنه لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن تتم، لكن بعض الخطوات يمكن أن تسير بشكل متزامن»، مشيراً إلى تأخير إطلاق مؤتمر الحوار الوطني، لكنه قال إن «الذين قابلناهم لم يعبروا عن قلقهم بهذا الشأن».
من جهته، قال مندوب المغرب في مجلس الأمن محمد لوليشكي إن الوفد الأممي استمع إلى تشخيص للعراقيل والعقبات التي يجب على اليمن تخطيها، مضيفاً ان كل من قابلوهم أقروا بأن تقدماً ملموساً جرى في المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية.
وثمّن جهود مواطنه جمال بنعمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، والقناعات التي يوصلها إلى مجلس الأمن «لأنه يحس بهمومكم (اليمنيين) ويشاطركم طموحاتكم»، مضيفاً أنه «تكون لدى المجلس إحساس ان اليمنيين يريدون إنهاء الانقسامات وإنجاز التحول السياسي واستفادة جميع شرائح الشعب من الأمن والاستقرار والديمقراطية وحقوق الإنسان».
مجلس الأمن سيكون سنداً وحليفاً لليمنيين لتحقيق طموحاتهم في يمن ديمقراطي يتسع لكل أبناءه وخاطب محمد لوليشكي وسائل الإعلام طالباً منهم نقل رسالة إلى الشعب اليمني مفادها ان «مجلس (الأمن) سوف يكون لهم سنداً وحليفاً لتحقيق طموحاتهم في يمن ديمقراطي يتسع لكل أبناءه ويساوي بينهم ويحمي كرامتهم ويحمي حقوقهم، وفي نفس الوقت يصون وحدة الوطن وسلامة أراضيه».
وأشار إلى ان الوفد الأممي ناقش قضية إعادة هيكلة الجيش اليمني وخطوات السير فيها، مضيفاً ان مجلس الأمن سيقيم زيارته إلى اليمن لاحقاً عند عودته إلى نيويورك.
ورد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني على سؤال لأحد الصحفيين بشأن اللقاء الأخير الذي عقده مع بعض ممثلي الحراك الجنوبي في الرياض، وقال «في كل اجتماعاتي أكدت على دعم قادة دول الخليج لقرارات الرئيس هادي ودعم المبادرة الخليجية بمبادئها، وأهم مبدأ نقل السلطة والمحافظة على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، فهذه مبادئ لا نحيد عنها».
الزياني: قادة دول الخليج يدعمون مبدأ الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وأضاف ان اللقاء الذي عقده مع «بعض ممثلي الجنوب» في الرياض كان محاولة لمناقشة كافة الأمور المتصلة باليمن لكنه شدد على أن «المبدأ والإطار هو المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، مؤكداً ان القصد من اللقاء التواصل مع كل الأطراف المعنية بالعملية الانتقالية في اليمن، وان التنسيق ما يزال مستمراً.
وذكر عبداللطيف الزياني إنه حضر كافة الاجتماعات التي عقدت اليوم بحضور الوفد الأممي، وقال «لاحظت الروح فيمن قابلناهم بدفع عملية السلام والنقل السلمي للسلطة.. الروح العالية تجعلني الآن أكثر تفاؤلاً». «لقاءاتي مع قادة جنوبيين جاءت تحت إطار المبادرة الخليجية»
ودعا الجميع إلى الانخراط في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيناقش كافة القضايا بدعم قوي من المجتمع الدولي ومن ضمنه دول مجلس التعاون الخليجي.