بدا واضحا من خلال نتائج زيارة وفد مجلس الأمن الدولي اليمن اليوم أن المجلس غير مستعد للتهاون بشأن مبادرة التسوية السياسية في اليمن التي يمثل نجاحها تحديا للأمم المتحدة. ولم تقتصر معاني زيارة ممثلي مجلس الأمن لصنعاء على إعطاء الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني دعما باتجاه تنفيذ التسوية السياسية، بل مضى الأمر إلى أبعد من ذلك، بحيث برز الحديث عن أن وحدة اليمن أمر جوهري بالنسبة للأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي مصدر المبادرة. في المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء اليوم الأحد في ختام زيارة وفد مجلس الأمن الدولي لليمن قال الرئيس الدوري لمجلس الامن وهو المندوب الدائم لبريطانيا (مارك برانت) ان مجلس الامن سيتخذ كل الاجراءات الصارمة ضد كل من يعرقل التسوية السياسية في اليمن ,كما اشرنا لذلك سابقا في قرار مجلس الامن رقم "2015" لعام 2012م. وفي المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه مبعوث الاممالمتحدة جمال بنعمر ورئيس مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية اليمني، أوضح (مارك جرانت) إن هدف الزيارة هو دعم العملية الانتقالية للسلطة في اليمن، وكذا تقييم التقدم الحاصل في تنفيذ قراري مجلس الأمن بهذا الخصوص. وفي رد على اسئلة الصحفيين قال (مارك برانت) ان مجلس الامن يقف سندا لوحدة اليمن واستقراره ,وليس هنالك جدل حول ذلك . وحول مشاركة الجنوبيين في الحوار قال آمل مشاركة كافة الأطراف الجنوبية في المؤتمر، مشيرا إلى ان الوفد الأممي التقى اعضاء اللجنة التحضيرية للحوار واستمع إلى آراء جنوبيين عبروا عن رغبتهم في المشاركة بالحوار . وعن دور علي صالح في الحياة السياسية قال: سمعنا من الاطراف اليمنية انه يجب على علي صالح مغادرة الحياة السياسية كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام من أجل تفادي أي نوع من الغموض بشأن دوره في العملية الانتقالية ,موضحا أن مجلس الأمن سينظر في ذلك عند عودته الى نيويورك خلال اجتماعه القادم . وبشأن تساؤلات عن احتمال تأجيل الانتخابات المقررة في فبراير 2014،وهي نهاية المرحلة الانتقالية التي تمنتها المبادرة الخليجية اكد إنهم لم يسمعوا خلال مناقشاتهم اليوم أي اقتراحات بشأن تأجيل الانتخابات، مضيفاً ان الكثير من الانجازات تحققت خلال السنة الأولى للمرحلة الانتقالية. من جانبه، قال مندوب المغرب في مجلس الأمن محمد لوليشكي إن الوفد الأممي استمع إلى تشخيص للعراقيل والعقبات التي يجب على اليمن تخطيها. واضاف ان زيارة مجلس الامن اليوم تثمينا لما تم انجازة وتحفيزا على اكمال كافة بنود المبادرة الخليجية ,والبدء في التهيئة للحوار الوطني الشامل . وفي رده عن اسئلة موجهة من الصحفيين قال ان النسبة التي اعطيت لتمثيل المرأة في الحوار لم تعطها حقها ,ولكن مسألة نسبة التمثيل المرأة ب 30%, جيدة . وقال ان مجلس الأمن سيكون سنداً وحليفاً لليمنيين لتحقيق طموحاتهم وصيانة كرامتهم في يمن ديمقراطي يتسع لكل أبناءه. من جهته رد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني على سؤال أحد الصحفيين حول لقاء بعض ممثلي الجنوب في الرياض مؤكدا انه كان محاولة لمناقشة كافة الأمور المتصلة باليمن .مشيرا الى ان المبدأ والإطار العام هو المبادرة الخليجية وآليتها ألمزمنة موضحا ان القصد من اللقاء التواصل مع كل الأطراف المعنية بالعملية الانتقالية في اليمن .