ثوم شانكر وروبرت اف وورث صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية 28 /1/ 2013
ألقت السلطات اليمنية القبض على قارب بحري في مياهها الإقليمية محملاً بكمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة والمبالغ المالية - طبقاً لمسؤولين أمريكيين اطلعوا على عملية اعتراض القارب.
وأضاف المسؤولون «ان هناك إشارات إلى أن إيران تهرب الأسلحة لمتمردين داخل اليمن»، إلا أن المسؤولين رفضوا إعطاء أي تفاصيل، وطبقاً لتقارير العملية التي وصلت إلى واشنطن قامت قوات الأمن اليمنية بإلقاء القبض على القارب الذي يبلغ طوله 130 قدما وتفتيشه، يوم الثلاثاء الماضي، حيث وجدت الأسلحة في ثلاث غرف شحن كبيرة، ويضيف المسؤولون أنه كان هناك دعم أمريكي لعملية اعتراض القارب.
من جانبها، أكدت الحكومة اليمنية هذه العملية في بيان رسمي لها، الاثنين، وحسب البيان فإن هذه الاسلحة الأسلحة المضبوطة تحتوي على صواريخ أرض - جو تستخدم لإسقاط الطائرات العسكرية المدنية، ومتفجرات عسكرية طراز C4 وقذائف صاروخية عيار 122 ملم، ومعدات لصناعة القنابل، ودوائر إلكترونية، وأدوات تفجير عن بُعد، ومتفجرات يدوية.
وفي حال ظهر أن الأسلحة تحتوي على صواريخ أرض - جو (ميثاق -2) إيرانية الصنع، كما ورد في التقارير القادمة من اليمن، فإن ذلك سيعكس التزايد الملحوظ في القوة الفتاكة لدى المتمرّدين.
اليمن الآن في مواجهة مع الأسلحة الخفيفة والمتفجِّرات التي تم حيازتها خلال الحروب وعمليات التمرّد في السنوات الماضية، حيث إن كمية من هذه الأسلحة دخلت اليمن من مصادر خارجية عبر موانئها ضعيفة السيطرة.
كانت هناك جهود بسيطة لضبط تمويل السلاح، إلا أن أحد المحافظين في محافظة شمالية يعتبر أحد تجار السلاح الكبار.
حيث داهم المتمردون مخازن الجيش اليمني الذي ينخره الفساد والانقسام في أوقات عديدة، حيث تمتلك عدد من القبائل «العنيفة» في اليمن ترسانات قوية.
من جانبها، اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية علناً بتقديم المساعدات العسكرية السرِّية لليمن، وفي نفس الوقت يضطلع الجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات الأمريكية CIA في إدارة البرنامج السرّي للضربات الجوية للطائرات بدون طيار ضد المسلحين المرتبطين بالجماعات الإرهابية لتنظيم القاعدة في جنوب شبه الجزيرة العربية في اليمن.
ففي الوقت الذي تقدّم فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية الدعم العسكري العلني والسري لليمن، يجري الحديث عن تسليح إيران جماعات مسلّحة لتصبح اليمن ساحة حرب بالإنابة، تقودها قوى خارجية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الأسلحة التي كانت على ظهر القارب صُنعت في إيران، وأن نوع الشحنة كان مطابقاً لأصناف اشتبه في الماضي بأنها هرّبت من إيران إلى اليمن.
كما وصف مسؤولون عملية تهريب الأسلحة بأنها جزء من مخطط إيراني لتعزيز عملية التواصل السياسي مع المتمردين والشخصيات السياسية في اليمن.
وسيتم على الأرجح فحص أدوات الملاحة الخاصة بالقارب، وكذا مصدر الأسلحة، من أجل تحديد منشأ ومسار القارب بهدف التحقق من القضية، كما سيتم أيضاً استجواب طاقم القارب.
ومنذ سنوات عدّة، تتهم اليمن إيران بدعم المتمردين الحوثيين الذين خاضوا حروب عصابات متقطعة ضد الحكومة اليمنية، ابتداءً من عام 2004 وحتى عام 2010. غالباً ما تفتقر تلك الاتهامات، التي تتضمن مزاعم بخصوص اعتراض شحنات أسلحة، للأدلة، كما أنها وإلى غاية العام الماضي تُرفض عادة على اعتبار أنها «مجرد دعاية».
ولكن حركة الحوثي قامت بعد اندلاع الثورة اليمنية عام 2011 بتوسيع قاعدتها في الشمال الغربي وفي جميع أنحاء البلاد، وأصبحت الآن "دُولية حوثية فعلية"، وقد استفادت من السخط الواسع الموجّه ضد كلٍ من الحكومة اليمنية وما يُعرف بالإصلاح، الذي يعد معادلاً محلياً لحركة «الإخوان المسلمين».
وفي الربيع الماضي، تحدث مسؤولون في الجيش والاستخبارات الأمريكية عن جهود توسعية لتوسيع النفوذ الإيراني في كافة أنحاء الشرق الأوسط. وقد بدأ المهربون الإيرانيون المدعومون من قبل قوة «القدس» وهي عبارة عن وحدة من قوات النخبة التابعة لفيالق الحرس الثوري الإيراني المكلفة بعمليات دولية، بدأوا في شحن بنادق من طراز AK47 وقذائف «آر بي جي» وأسلحة أخرى للاستعاضة عن الأسلحة القديمة التي استخدمها المتمردون، وذلك وفقاً لما ذكره مسؤولون أمريكيون العام الماضي.
وقال مسؤولون كبار من الذين تم اطلاعهم على المهمة إن خفر السواحل اليمنية نفذوا العملية بالاشتراك مع قوات الجيش الأمريكي، حيث قام طاقم أمريكي من المدمّرة البحرية «فراجت» باصطحاب الطاقم اليمني أثناء اعتراضه وصعوده وتفشيه للسفينة، وتم احجزها بعد ذلك - وفقاً لما ذكره مسؤولون.