طالبت مؤخراً منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية الحكومة اليمنية بالسماح للاجئين الأفارقة بتقديم طلباتهم للجوء إلي اليمن في أحلك أيامه ، وتحول اليمنيين إلي لاجئين نتيجة للمعارك الدائرة بين الجيش والحوثيين .ووجهت خطابها للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالضغط على الحكومة كي "تكف عن سياستها التمييزية إزاء اللاجئين الأثيوبيين، وإعادتهم القسرية لبلادهم ". وأنتقدت ماأسمته الدبلوماسية الهادئة التي تتبعها المفوضية مع الحكومة اليمنية .وغاب عن المنظمة أن مفوضية اللاجئين ، وجهت نداء أستغاثه في أغسطس الماضي لمساعدة النازحين اليمنيين الفارين من صعده ، وكان الأحرى بهيومن رايتس ووتش أن تطالب المجتمع الدولي بتقديم العون والمساعدة للاجئين وفتح أبوابه لطالبي اللجوء من الأفارقة المساكين التي تقطعت بهم السبل ولم يجدوا غير جارتهم الشقيقة المثخنة بالجراح ليلجئوا إليها .
اليمن من أكثر الدول تضرراً من الاضطرابات التي تحدث في دول القرن الأفريقي ، وخاصةً من الحرب الأهلية بالصومال ، فمئات الآلاف فروا من جحيم الحرب الدائرة إلي اليمن ، ويقدر عددهم ب( 700)ألف لاجئ صومالي بينما آخرين يرون أن عددهم وصل إلي المليون ، وهؤلاء يأملون في حياة آمنه ، وعمل يوفر لهم عيشة كريمة ، في بلد ليس لدى حكومته القدرة علي تلبية احتياجات 170 ألف لاجئي من سكان صعده المنكوبة .
اليمنيين مشهورين بطيبة قلوبهم وإكرامهم للضيف ، ووقوفهم بجانب المنكوبين، ورغم ضيق حالهم تقاسموا مع أخوانهم لاجئي القرن الأفريقي لقمة العيش ، ولم يتذمروا خلال السنوات الماضية من وجودهم ، ولكنهم في الوقت الحاضر أصبحوا يشكلون عبئاً ثقيلاً على اليمن ، وفي ظل الأوضاع البائسة التي يعيشونها يتحولون إلي قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت ، وتضاف إلي القنابل المشتعلة للحوثيين والقاعدة والحراك الجنوبي .
تعيش الحكومة اليمنية ورطة حقيقية بفتحها الباب علي مصراعيه للاجئين القادمين عبر البحر، وبعد توقيعها على اتفاقية اللاجئين للعام 1951، أصبحت ملزمة بتطبيق بنودها التي تمنح اللاجئين "حقوقهم دونما تمييز بناء على جنسيتهم".
المجتمع الدولي والعربي والإسلامي معني كذلك بقضية لاجئي القرن الأفريقي في اليمن ، وعلي جامعة الدول العربية أن تُذكر الحكومات العربية أن الصومال دوله عربية منكوبة ،ولاجئيها بحاجة لمساعدة أشقائهم وإخوانهم في العروبة والدين .