ظهر العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق اليوم السبت في لقاء مع قادة عسكريين لوحدات ما كانت تسمى بقوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها قبل أن يصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قراراً بإلغائها في ال19 من ديسمبر العام الماضي، أي قبل نحو شهر ونصف. وبث تلفزيون «اليمن اليوم» التابع له كلمته أمام القادة العسكريين بصفته قائداً لقوات الحرس الجمهوري، المحلولة. وعبر خلالها عن «عدم اعتراضه» من قرارات الهيكلة «ما دامت في مصلحة الوطن».
وكان الرئيس هادي أصدر في ديسمبر الماضي قرارات بإعادة تشكيل الجيش اليمني إلى أربع تشكيلات رئيسية «برية، وبحرية، وجوية، وحرس حدود»، إضافة إلى القوات الخاصة وألوية الصواريخ التي تتبعه مباشرة.
وصدرت القرارات في وقت كان فيه أحمد علي عبدالله صالح خارج اليمن، وسحبت خلال الأيام الماضية ألوية الصواريخ من إمرته، وسلمت لقيادته الجديدة.
ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع إن تنفيذ قرارات إعادة الهيكلة قد تستغرق عدة أشهر قادمة، وسط تكهنات بتعيين العميد صالح قائداً لإحدى المناطق العسكرية البرية السبع.
وبدأ صالح الابن كلمته بتحية القادة العسكريين الحاضرين في الاجتماع، وقال إن الاجتماع «لبحث سبل تطوير الأداء ومواصلة مسيرة البناء والتحديث لصنف هام من صنوف القوات المسلحة» في إشارة إلى قوات «الحرس الجمهوري».
وكرر اتهامات والده، علي عبدالله صالح، لمؤيدي الانتفاضة التي أطاحت به عام 2011، ووصفهم «بالخارجين عن القانون، والانقلابيين الذين خرجوا عن الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية وأشعلوا الفتن (..) وقطعوا الطرق العامة وخربوا خطوط وأبراج نقل الكهرباء وفجروا أنابيب النفط والغاز واحتلوا المدارس والجامعات وحولوها إلى ثكنات عسكرية..».
وأثنى العميد صالح بعد ذلك على أداء منتسبي وحدات «الحرس الجمهوري» خلال الانتفاضة الشعبية، وقال إن «مقاتلي الحرس الجمهوري كانوا يقاتلون دفاعاً عن الشرعية الدستورية وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى من أجل الحفاظ عليها وعلى مقومات الدولة وإفشال المخططات الانقلابية الغادرة»، حسب تعبيره.
ونفى أن تكون قوات الحرس الجمهوري قد بنيت على أسس مناطقية أو أسرية، واصفاً من يتهمهم بذلك ب«الحاقدين» ضد قوات الجيش والحرس الجمهوري بشكل خاص. حديثه هذا يأتي رداً على إطلاق بعض أطراف الانتفاضة اسم «الحرس العائلي» على قوات الحرس خلال 2011 أثناء تأييدها للرئيس السابق التي أطاحت به الانتفاضة وفق اتفاق سياسي قائم على المبادرة الخليجية.
وقال أحمد علي عبدالله صالح ان الحرس أصبح «قوة ضاربة بيد الشعب توجهه الدولة بحسب ما تقتضيه مصلحة الوطن، وأصبح مفخرة لكل اليمنيين ولاءه لله والوطن، ولم يكن ميليشيات أو مجاميع مجندة لقوى سياسية معينة تعمل لخراب اليمن وتمزيقه» في إشارة إلى القوات العسكرية التي ساندت الانتفاضة الشعبية.
واختتم كلمته بالحديث عن القرارات الأخيرة حول هيكلة الجيش قائلاً: «على صعيد الهيكلة.. لا اعتراض عليها ما دامت في مصلحة الوطن.. لأن الوطن أكبر من الجميع».
وأضاف «نحن جزء من القوات المسلحة، وتحت إمرة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، شأننا شأن أي تشكيل أو صنف في القوات المسلحة، المهم أن نحافظ على تماسك قوة وقدرات قواتنا المسلحة والأمن لتحافظ على سيادة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه وتحرس مكتسباته والمنجزات التي تحققت بجهود وعرق كل أبناء الشعب اليمني الأوفياء وتصد أي اعتداء أو محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة»، حسب تعبيره.