ظهر نجل الرئيس ا السابق العميد احمد علي عبدالله صالح السبت على قناة تلفزيونية تابعة له بصفته "قائدا للحرس الجمهوري"، رغم مرور اكثر من شهر على قرار رئاسي بحل هذا التشكيل العسكري الذي يعتبر قوه النخبة في الجيش اليمني. ويتزامن ظهوره العلني مع انباء عن اتفاق بين الرئيس عبدربه منصور هادي واللواء علي محسن الاحمر بأن يظل الاخير في منصبه قائدا للفرقة الاولى مدرع مقابل بقاء نجل الرئيس اليمني السابق قائدا للحرس الجمهوري.
وكان اللواء الاحمر ساند المتظاهرين في مطالبتهم باسقاط الرئيس علي عبدالله صالح.
وأصدر الرئيس عبدربه منصور في ديسمبر/كانون الاول الماضي قرارات بإعادة هيكلة الجيش اليمني إلى أربع تشكيلات رئيسية (برية، وبحرية، وجوية، وحرس حدود)، إضافة إلى القوات الخاصة وألوية الصواريخ التي تتبعه مباشرة.
وصدرت القرارات في وقت كان فيه أحمد علي عبدالله صالح خارج اليمن، وسحبت خلال الأيام الماضية ألوية الصواريخ من إمرته، وسلمت لقيادتها الجديدة.
وقال احمد علي عبدالله صالح في الكلمة التي ألقاها أمام حشد من كبار ضباط الحرس الجمهوري بثتها قناة "اليمن اليوم" السبت ان "بناء وحدات الحرس الجمهوري لم يكن مناطقيا او عنصريا او فئويا او اسريا، كما يروج له البعض ممن يسكن الحقد في قلوبهم ضد القوات المسلحة والحرس الجمهوري بشكل خاص".
ويثير ظهور العميد احمد صالح تكهنات بعدم التزامه بقرارات الرئيس اليمني التي اتخذها لتهيئة البلاد لمرحلة نقل السلطة التي يتمخض عنها خصوصا استفتاء وانتخابات في 2014.
وقد تم الاتفاق مع مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن الدولي بعد اندلاع الاحتجاجات اليمنية على تنحية الرئيس علي عبدالله صالح من السلطة والانطلاق بعملية سياسية انتقالية في اليمن، الذي يعد أقل البلدان نمواً في الشرق الأوسط.
وقد حدد هذا الاتفاق مدة ستة أشهر للحوار الوطني، وثلاثة أشهر لصياغة دستور جديد، يعقبه استفتاء وانتخابات جديدة قبل فبراير/شباط 2014.
وأكد نجل الرئيس اليمني السابق على ولاء الجيش للرئيس قائلا في كلمته "لا اعتراض على الهيكلة ما دامت في مصلحة الوطن لأن الوطن اكبر من الجميع ونحن جزء من القوات المسلحة وتحت امرة رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة".
وكرر في كلمته الاتهامات التي وجهها والده لمؤيدي الانتفاضة ووصفهم "بالخارجين عن القانون، والانقلابيين الذين خرجوا عن الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية وأشعلوا الفتن (..) وقطعوا الطرق العامة وخربوا خطوط وأبراج نقل الكهرباء وفجروا أنابيب النفط والغاز واحتلوا المدارس والجامعات وحولوها إلى ثكنات عسكرية".
كما كال الكثير من عبارات المديح لضباط وجنود الحرس الجمهوري الذين أصبحوا "قوة ضاربة بيد الشعب توجهه الدولة بحسب ما تقتضيه مصلحة الوطن، وأصبح مفخرة لكل اليمنيين، ولاءه لله والوطن، ولم يكن ميليشيات أو مجاميع مجندة لقوى سياسية معينة تعمل لخراب اليمن وتمزيقه" في إشارة على ما يبدو إلى القوات العسكرية التي وقفت الى جانب الانتفاضة، وعلى رأسها الفرقة التي يقودها اللواء الاحمر.
وفي هذا السياق، قالت مصادر يمنية ان "فشل الوساطات بين الرئيس واللواء الاحمر أفضى الى عدم تنفيذ قرارات الرئيس الاخيرة الخاصة بالهيكلة".
واضافت المصادر ان الرئيس اليمني "استدعى العميد احمد من اجازة كان يقضيها في ايطاليا ليبلغه بالعودة الى قيادة الحرس الجمهوري من جديد مقابل قيادة اللواء علي محسن الاحمر للفرقة الاولى مدرع".
وتوقعت المصادر ان "يكون الرئيس قد أعاد الوضع العسكري لنقطة الصفر إلى ما قبل قرارات الهيكلة التي لم تنفذ".
وإذا تأكدت هذه الانباء رسميا، فيكون الرئيس هادي أعاد الوضع العسكري لنقطة الصفر إلى ما قبل قرارات الهيكلة التي لم تنفذ .