كي تدرك الإصرار الكبير على محاولة انتحال شخصية الرئيس هادي في الإعلام الاجتماعي عليك أن تجري بحثاً في "فيس بوك" عن صفحته، لتفاجئك النتائج بعدة حسابات وصفحات، بعضها ينال من الإعجاب المتعمد بالتأكيد! ضعف معجبي صفحة الرئيس هادي الرسمية الحقيقية، وربما منح تغيير اسم صفحته الحقيقية الأولى؛ لكونها تحمل عبارة "فخامة المشير الرئيس" فرصة أكبر للمنتحلين. يجري الرئيس هادي عددا من الفعاليات اليومية التي تقضي أهمية الإعلام الاجتماعي أن تبرز من خلاله بما يتيح الفرصة أمام الجمهور لمشاركتها وأمام وسائل الإعلام الالكترونية والمطبوعة لاستخدامها؛ لأن مشاهدة صورة حيوية متجددة لأنشطة الرئيس هادي خصوصاً عندما تتمتع بجودة تؤهلها أن تكون صالحة لكافة الاستخدامات الإعلامية أمر مهم في سياق إنهاء الصورة الذهنية في لا وعي اليمنيين عن ماهية الرئيس، فلا زلنا أحيانا نتحدث خطأً عن "صالح الرئيس" أو أن يتصل بك صديق وأنت على مقربة من منزل الرئيس فينطلق لا وعيك "أنا عند بيت النائب".
ثمة أمر مهم لم ينتبه له مديرو إعلام الرئيس هادي وهو ما يمكن وصفه بفخ تحجيم انتشار صورة الرئيس، وربما أُوقِعوا فيه، حينما حاولوا مواجهة انتحال صفحته بشكل تقليدي فدمغوا صورته بعبارة"www.facebook.com/presidenthadi" على مقربة من رأسه، أو أيا ممن يلتقيهم كتأكيد أنها الصفحة الحقيقية، مما قضى نهائياً على أي استخدام للصورة من خلال الإعلام؛ كونها أصبحت مشوهّة بشكل بائس يحجب عن اليمنيين مطالعة الصورة المتجددة لأداء الرئيس الجديد، وينهي في لا وعيهم الرئيس السابق.
مواجهة تقليدية وبأدوات بدائية يخوضها مديرو إعلام الرئيس الاجتماعي، وربما يقهقه فرحاً منتحلو شخصيته كلما دمغت صورته بعلامة صفحته التي تشوّهها وتنهي إمكانية استخدامها لتقوم الصحافة بتناول أدائه من خلال صور الإعلام الخاص! أو أخرى باهتة يعرفه بها اليمنيون منذ عهد الرئيس السابق.
يستطيع مديرو إعلام الرئيس حصر الصفحات والحسابات المنتحلة لشخصيته وإبلاغ "فيس بوك" بها من خلال مُذكرة رسمية أو عن طريق البلاغ المُتاح عبر الصفحات؛ لكنهم ربما يخشون سطوة المنتحلين القادرين على القيام بالإبلاغ عن الصفحة الحقيقية، بلاش مشاكل!
يمكن إدراك اتجاهات من ينتحلون شخصية الرئيس، خصوصاً أنه وضع مصحفاً اليكترونياً على الصفحة الحقيقية، وهو ما لم يقم به المنتحلون! كما أن أبرز الصفحات المنتحلة تعرِّض بالانتقاص من سيادة الرئيس عبر خلفيتها المدموغة بعبارة "الصفحة الرسمية لسيادة الرئيس هادي"!
صفحات كافة الزعماء تحظى بمتابعة واسعة؛ لكون مهمتها تتمثل في التواصل بجمهور الشبكة، وتزويد وسائل الإعلام بالخبر والصورة المتجددة لأدائهم، بينما صفحة رئيسنا التي تشوّه - من حيث لا تدرك - صورته وأحيانا تستخدم عبارة "خاص" لتحد من تداول أخباره، تفتقر حتى لإعلان على الشبكة يعرِّف بها.
وفقاً لزميل خفيف الدّم قد يكون الإعلان موجودا، لكنه يستهدف جمهور الشبكة في أمريكا اللاتينية!