تحتفل مكونات المجتمع اليمني وخاصة المكونات الثورية هذه الأيام بالذكرى الثانية لثورة الشباب الشعبية السلمية التي انطلقت في الحادي عشر من فبراير 2011, وبالرغم من تنوع طرق الاحتفال إلا أن جميع المحتفلين يقولون أن جزاً كبيرا من أهداف الثورة تحققت وما زال الكثير وان الثورة مستمرة لتحقيق كامل الأهداف. وفي مثل هذه المناسبات، جدير بنا أن نلقي نظرة على بعض صفات التاريخ لمعرفة بعض الحقائق ومقارنتها بما جرى ويجري اليوم.
مديرية أرحب كغيرها من المديريات احتفلت يوم الثلاثاء الماضي بذكرى ثورة الشباب السلمية والذي كان لها دور بارز فيها, حيث دفعت ثمناً باهظاً وعدداً كبيراً من الشهداء أثناء تصديها لقوات الحرس الجمهوري (سابقا) حينما حاول التحرك من أراضيها لاقتحام الساحات.
وكان مصطلح (أرحب وبني جرموز) متداولاً بقوة بين وسائل الإعلام المحلية والدولية أثناء الحرب الذي اشتركت بني جرموز مع أرحب فيها, وهي القرية الوحيد المشاركة من قرى بني الحارث المجاورة لأرحب.
لقد كان مستغرباً بعض الشيء طبيعة الحلف الذي جمع أرحب ببني جرموز, ولم يضم أي قرية أخرى من قرى بني الحارث, وقد فوجئت عندما عدت لبعض صفحات التاريخ فوجدت أن هذا الحلف هو الثاني بينما التحالف الأول كان في العام 1817م في عهد المهدي عبدالله الذي حكم اليمن في الفترة (1231-1251ه/1816-1835م).
في كتاب «مئة عام من تاريخ اليمن الحديث» للدكتور حسين عبدالله العمري ذكر المؤلف تحت عنوان «هجوم أرحب» أن أرحب زحفت على صنعاء ومعهم ست عشرة مئة محارب وبعض الفرسان على عشرة خيول ووصلوا الروضة وفي اليوم التالي هجموا على شعوب وبعض ضواحي صنعاء الشمالية وحاولوا التمركز والتحكم فيها, كان ذالك ردا استبقيا لهجوم محتمل على أرحب بعد الحملة التي شنها المهدي على حاشد ومناطق أخرى مجاورة لها, وقد اتصلت أرحب ببني جرموز للتحالف (المؤاخاة) فأرسل المهدي الأمير توفيق مع قوات ليمنع أي تحالف بين أرحب وبني الحارث.
ولا يتسع المقام هنا لسرد الأحداث لكن ما يجب الإشارة إليه هو أن حاشد ومعظم قبائل بكيل كانت قد سقطت بيد المهدي وقد استعان المهدي بكل من خولان وهمدن وبعض قبيلة نهم في الهجوم كما وصل إليه مدد آخر بقيادة عامل عمران السيد قاسم بن احمد ولم يتمكنوا من إخضاع أرحب, بل ظلت ملاذا آمنا ووحيداً يحتمي بها المناهضين للمهدي كأمثال الشريف علي بن ناجي الجوفي ورجاله وعدد آخر من الثوار.