ليت ذاك اليوم يعود عندما كنت طالباً في جامعة (عدن) وإذ بي اتفاجئ بابن شملان حين تناول معنا وجبة الغداء . لقد رأيت على محياه البسمة و البشاشة تملأ جوانبه.. رجل هادئ ورزين .. متواضع بملبسه مرتدياً القميص والفوطة العدنية والنعال( ابو اصبع) وهو يمشي .. يحيه الصغير قبل الكبير .. يبدي التعاون لمن أراد العون .. ويسلم على من يعرفه ومن لا يعرفه أما حين وقف محاضراً .... ما أعطر كلماته التي تدفقت لترسم حلم الوطن كم كنا نحلم معه بوطن شامخاً راسية أركانه في وقت لطالما انهكت الوطن الأوجاع والأسقام واستباح ثرواته أشباه القوم.. ورغم السنين من عمر المهندس إلا أنه كان يمتلك ذاكرة قوية وبما هبه الله من فراسة، وعلماً غزيراً ورباطة جأش. لم أتخيل أنه اليوم مرشحاً ليقود هذا الوطن متحدياً الخوف والرهبة التي زرعت في قلوبنا نحن اليمانيون. هكذا قالها لي صاحبي ومقلتيه تذرفان الدمع. فرحمك الله يا بن شملان ... فقد أزحت الهواجس الذي عشعشت فينا و كسرت حاجز الصمت وصدحت بكبرياء بكلماتك المدوية: رئيس من أجل اليمن ... لا يمن من أجل الرئيس لم يختطفوا حلمك وحدك .. بل حلم ملايين يمن الميمون اختطفوها بحبة قمح .. وحفنة من الريالات والقوها في وجوه الأبرياء والفقراء والمغلوبين على أمرهم والضمائر المبتذلة. وما أدراك يا بن شملان ! لعلى أن وضعنا الحالي لعنة أصابت شعبنا لسوء تأدية الأمانة وبما أخذوه الكبراء عنوة وغصبا .. ونسأل الله أن لا يكون كذلك فها أنت قد رحلت يا بن شملان..... فلا نامت أعين الجبناء وها أنت قد رحلت يا بن شملان ....وسنظل لك أوفياء لأنك علمتنا معنى الوفاء للوطن في أعسر اللحظات واحلك المواقف لأنك علمتنا كيف نقتلع الخوف الذي طالما طاردتنا اشباحه عشرات السنين وداعاً... وسنظل نذكرك بكل فخر واعتزاز وداعاً ... فسيظل نهجك السلمي طريقنا وداعاً ... وحبك يغمر قلوبنا والدمع ملأ عيوننا وداعاً ... فالله يوفيك أجرك أما نحن فعاجزون فقد عجزنا عن شكرك ورد الجميل إليك .. ونسأل الله أن يوسع لك في قبرك ويغفر لك ذنوبك ويدخلك الجنة من أي الأبواب شئت.