قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات نشرت يوم الجمعة إن بلاده لن تطلب "بكل تأكيد" من الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل لإنهاء الحرب الأهلية وإفساح الطريق للانتقال السياسي. وجاءت التصريحات التي أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لتؤكد مجددا موقف موسكو وهو أنه يجب الا يكون رحيل الأسد شرطا مسبقا من أجل التوصل الى حل للصراع عن طريق التفاوض. وبدأ الصراع في سوريا منذ عامين وأودى بحياة اكثر من 70 الف شخص. ولدى سؤاله عما اذا كان هناك احتمال بأن تبلغ روسيا الأسد بأن عليه أن يرحل من أجل التوصل لاتفاق سلام أجاب لافروف "بالطبع لا. تعلم أننا لسنا ضمن لعبة تغيير النظام." وقال وفقا لنسخة بالانجليزية من تصريحاته نشرت على موقع وزارة الخارجية الروسية على الانترنت "نحن ضد التدخل في الصراعات الداخلية. وهذا موقفنا الذي يجب الا يكون مفاجأة لأحد" وقال لافروف إن الأسد ذكر مرارا أنه لن يرحل. وقال "كل من يتواصلون معه يعلمون أنه لا يراوغ وأنه مستعد لمناقشة أي قضية بين السوريين." وأعاقت روسيا صدور ثلاثة قرارات من مجلس الأمن الدولي تهدف الى إزاحة الأسد او الضغط عليه لوقف العنف وهو موقف وضعها في مواجهة دول عربية وغربية تقول إن عليه أن يترك الحكم. وقال لافروف إنه يرى علامات على المرونة. ونقل عنه قوله "أنا سعيد لأن المناقشات الاخيرة واللفتات الأخيرة من المعارضة وتصريحات بعض من يؤيدون المعارضة تلمح الى أنهم سيكونون مستعدين لبدء مفاوضات مع فريق تفاوضي ما دون أن يطلبوا تنحي الأسد." وتحدث لافروف قبل زيارة يقوم بها للندن الاسبوع القادم لعقد أول اجتماع تحت رعاية "حوار استراتيجي" جديد بين روسيا وبريطانيا. والملف السوري من بين القضايا المدرجة على جدول أعمال المحادثات التي تعقد يوم الاربعاء بين وزراء خارجية ودفاع الدولتين. وتحدث الكرملين والحكومة الامريكية في الآونة الأخيرة عن الحاجة الى تكثيف الجهود لإنهاء الحرب وبدء انتقال سياسي لكن عدة اجتماعات عقد أحدها في لندن امس الخميس بين دبلوماسيين أمريكيين وروس كبار لم تسفر عن تقدم يذكر.