أعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة اليوم الاثنين استعدادها المشاركة ب"وفد مستقل" مع حلفائها في مؤتمر جنيف2 المرتقب عقده لحل الأزمة في سوريا بسبب إصرار أطراف المعارضة على رفض تشكيل وفد موحد. وقال أمين سر الهيئة رجاء الناصر في بيان تلاه في مؤتمر صحفي بمقر الهيئة في دمشق إنها " تعلن استعدادها المشاركة في مؤتمر جنيف2 بوفد مستقل يضمها مع حلفائها في الهيئة الكردية العليا والقوى والمنظمات والشخصيات الوطنية الديمقراطية سواء في المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا أو غيرها من قوى المعارضة الديمقراطية الجادة ". وعزا البيان موقف هيئة التنسيق الوطنية التي تعتبر الفصيل الرئيسي بمعارضة الداخل في سوريا إلى " إصرار أطراف المعارضة على رفض تشكيل وفد موحد للمشاركة في مؤتمر جنيف2 والتوافق على برنامج تفاوضي يعتمد الحل السياسي لما يبدو من خلافات ومشاحنات وتجاذبات ضمن تلك الأطراف وغياب رؤية سياسية تفاوضية قادرة على إدارة مفاوضات ناجحة ". وأوضح أن " هذا الموقف لا يلغي استعدادها التنسيق مع المعارضة الخارجية فيما إذا تم التوافق على نهج تفاوضي مشترك ". وأكد أن هيئة التنسيق " مستعدة لأي حوار بين أطراف المعارضة يمهد ويساعد على إنجاح مؤتمر جنيف2 ولا يتجاوز أو يقطع الطريق عليه وتحت رعاية دولية مشتركة ". وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يمثل مجموعة المعارضة الرئيسية في سوريا قد أعلن قبل أسبوع أنه اتفق على الانضمام إلى مؤتمر جنيف2 شريطة عدم قيام الرئيس بشار الأسد بدور في جهاز حكم انتقالي. فيما ترفض السلطات السورية التي أكدت مرارا مشاركتها في مؤتمر جنيف2 أي حديث عن مصير ومستقبل الرئيس الأسد، وتقول إن هذا "حق حصري" للشعب السوري. وخلال الايام الاخيرة جرت مشاورات تهدف إلى التحضير للمؤتمر، تركزت على ضمان مشاركة جميع قوى المعارضة السورية ودول الجوار السوري واللاعبين الإقليميين وخاصة إيران. وفي سياق موعد عقد المؤتمر قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين اليوم الإثنين إنه يأمل أن يمكن عقد مؤتمر لانهاء الحرب في سوريا في غضون شهر. وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي خلال زيارة لفيلنيوس "أنا غير قادر على اعلان أي موعد الآن. هدفنا أن يكون ذلك بمنتصف ديسمبر المقبل. في المقابل التقى وفد يمثل الحكومة السورية مع مسؤولين روس اليوم لمناقشة مؤتمر السلام الدولي المقترح بشأن الصراع الدائر هناك. وتحاول الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة عقد مؤتمر جنيف في مسعى لانهاء الحرب الاهلية التي أودت بحياة أكثر من مائة الف شخص. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان مسؤولا إيرانيا رفيعا سيصل أيضا إلى موسكو لاجراء محادثات بشأن سوريا. وتجيء الاجتماعات بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الاسد يوم الخميس الماضي والذي قال الكرملين انه كان الاول من نوعه منذ عودة بوتين الى الرئاسة الروسية عام 2012. وقاد الوفد السوري فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وقالت وكالات انباء روسية ان الوفد دخل مقر الخارجية الروسية للقاء نائبي وزير الخارجية الروسية ميخائل بوجدانوف وجينادي جاتيلوف. وذكر مصدر دبلوماسي روسي ان السوريين قد يجتمعون مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم يوم غدا الثلاثاء. من جانبه شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة عقد لقاء المؤتمر قبل نهاية العام الجاري حتى ولو لم تتوفر الظروف المثالية لذلك. وقال لافروف في تصريح له اليوم "إن ربط المعارضة السورية مشاركتها في المؤتمر "جنيف – 2" بتحقيق اختراق ما على الجبهة الإنسانية أمر مثير للاستغراب والقلق. لأن المؤتمر لن يعقد أبدا إذا كنا ننتظر توفر ظروف مثالية لذلك". وأضاف ان "منطقنا، واتصور ان جون كيري يوافقنا فيه، يعتمد على ضرورة البحث عن طرق تعزيز فعالية العمليات الانسانية للأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الانسانية، ولكن لا يجب ان يكون ذلك بأي شكل من الاشكال شرطا مسبقا لعقد المؤتمر، لأن المسائل الانسانية ستكون في نهاية المطاف على جدول اعمال المؤتمر، كما حدد ذلك في لقاء جنيف الاول في يونيو العام الماضي". وأوضح انه "ستكون هناك من ناحية المبدأ مسائل وقف العنف وستكون هناك مسائل الحوار السياسي واطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفي النهاية انشاء ما يسمى بهيئة حكم انتقالية على اساس اتفاق عام بين الحكومة والمعارضة لذلك اذا استمرينا بتقديم احد عوارض الازمة كأولوية عليا للعمل فلن نتوصل ابدا الى جوهرها". واشار الى انه سيصبح بالامكان الحديث عن مدد تقريبية لاجراء مؤتمر التسوية السلمية بعد لقاء الخبراء الروس والامريكان في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في جنيف. وقال لافروف "حسب كيفية تنفيذ شركائنا الغربيين "الوظيفة البيتية" في اقناع المعارضة بالامتناع عن الشروط المسبقة، يمكن حينئذ الحديث عن مدد تقريبية لاجراء المؤتمر الدولي ".