ما تزال الطرق في محافظة ريمة الجبلية المشكلة الرئيسة لسكان الجبال، وبمبادرة ذاتية وجهد مجتمعي شق مواطنو عزلة «قطو» التابعة لمديرية الجبين، طريق سيارة بمسافة 2 كيلو متر، بالأيادي والمعاول وسط الصخور، لفتح طريق تربط «القرية» بسوق العزلة «قطو». وتعد هذه العزلة، إحدى أكثر عزل المحافظة كثافة سكانية، وينشط أهلها في زراعة البن، ويصدرونه الى مختلف أسواق اليمن.
وجاءت هذه المبادرة بعد نجاح مبادرة سابقة، عندما قام احد المواطنين بشق طريق على حسابه لمسافة كيلو متر. وتحرك المواطنون، على إثرها، مدفوعين بالحماس، بشق طريق أخرى.
ونجحت تلك الفكرة في شق الطريق حيث بدأت السيارة تصل لتلك القرية، وهذا ما دفع إلى التنافس بين أبناء العزلة لفتح طرق أخرى.
ولحقت بهم قرية «الذارعي»، التي تقع على رأس الجبل المطل على «قطو»، الذي لازال أبناؤها يشقون الطريق بالأيادي والفؤوس والمعاول.
وقد أصيب محمد صالح عبدالله الذارعي -وهو أحد أشهر فلاحي البن في المنطقة- أثناء الشق إصابات بليغة أسعف على إثرها إلى مستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء، وهو الآن قعيد الفراش بسبب كسور في الحوض وهو بحاجة ماسة إلى العلاج والمواساة، وفي حوادث كهذه، يتوجب على الحكومة أن تشجع المواطنين على المبادرات الذاتية، وأن تتكفل بعلاج هذا الفلاح.
وينتظر المواطنون لفتة من الحكومة في مساعدتهم على شق الطرق لتلك القرى، وهو ما سيعزز لدى المواطنين الشعور باهتمام الحكومة بهم، مما يجعلهم يشقون الطرقات ويبنون المدرجات الزراعية وحقول البن الكثيفة في تلك الجبال الشاهقة.