قال الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي (إن الحزب الاشتراكي ليس لديه أي مشروع آخر سوى بقاء الوحدة في اليمن).. لايمكن أن يكون موقف قامة وطنية كنعمان ولا قوة وطنية كالاشتراكي غير هذا الموقف وهو مشروع كافة القوى الوطنية... الوحدة هي قاعدة المشروع الوطني وعليه يتنافس الناس ويتحاور اليمنيون عرضاً وطولاً لحل قضاياهم وبناء دولتهم التي يجب أن تختلف عن (الوضع السائد) الذي ليس له أي صلة بالدولة سوى بالاسم والنشيد الوطني وبصورة أثرت على الروح الوطنية ذاتها، لأن الانفصام لا يبني شخصية سوية. نعمان تحدث أيضاً أنه يؤيد الدولة الاتحادية (الفدرالية) والكثير لا يمانعون من تنفيذ هذه التجربة والهدف هنا الحفاظ على وحدة البلاد وعلى نظام ديمقراطي لا يتغول فيه طرف أو فرد، ومن هنا تصبح الفدرالية أحد الخيارات وليس كلها التي يجب أن يناقش مدى تلاؤمها مع اليمن والحفاظ على الوحدة ودولة ديمقراطية عادلة وقوية. كثيراً ما يستغل أصحاب (المشاريع الصغيرة) حرص الكبار للإرباك والوصول إلى مشاريعهم عبر قاطرة الحرص الوطني الذي يتصف به الكثير من الفاعلين في هذا الوطن، ولهذا يكون الواجب على هذه القوى الحريصة أن لا تداهن كثيراً هؤلاء وأن تأخذ حذرها لأنهم هم من بيدهم ثقة الموطن اليمني الذي ينتظر دولة واحدة وعادلة وقوية لاتبيع المواطن وثروته ولا تساوم بالعام مقابل الخاص. المشكلة في المصطلحات والتجارب الجديدة هو الغموض والأفخاخ التي يمكن أن تصنع فيها لكي تلغم المسيرة وتعقد الأمور أكثر... الوحدة مشروع يجب أن يصرح به كل المؤمنين به وباليمن الكبير، فالأمر يرتبط بإنجاز لم يأتِ إلا عبر المعاناة والتضحيات ولا مجال للتفريط به. يجب أن ننطلق من هذا الانجاز، لأن البعض سينطلقون من مشاريعهم المناقضة ولو عبر تفخيخ التجارب المقترحة (الفدرالية) نموذجاً، ففي الوقت الذي يؤمل من الفدرالية أن تحقق نموذج الدولة العادلة وحماية الوحدة قد تأتي نتيجتها كصانعة لأزمة جديدة وإشكال قد يهدد الأحلام ويعقد أزمة البلاد، ومن هنا تأتي أهمية فحص الخيارات جيداً وتقليبها وتنضيجها لتأتي ثمرتها المرجوة... فالفدرالية من إقليمين تعد مشروع انفصال ناعم ولأن الجميع انتبه لهذ الفخ فقد بدأ البعض يسوق للفدرالية من سته أقاليم ولكن ثلاثة في الشمال وثلاثة في الجنوب وهذه نفس فكرة الإقليمين مع تذاكي غير مستحب ويعكس إصرار البعض على غموض قد يجر البلاد الى مربعات خطرة... الوحدة ليست النهابة ولا اللصوص ولا المشكلة، الوحدة هي الحل الذي تهرع اليه الشعوب المتقدمة.. الوحدة هي روح اليمنيين وانجازهم العظيم الذي سيصنع منهم كياناً محترماً وكبيراً في عالم لا يحترم إلا الأقوياء وعليهم أن يصونوا روحهم وقوتهم كشعب واحد وعريق، بعيداً عن المزايدات أو المغامرات غير المحسوبة.