عملية نوعية تكشف خيوط هجوم إرهابي في أبين والقبض على المتهمين    البنك المركزي السعودي يُطلق خدمة جديدة لحماية العملاء من العمليات البنكية المشبوهة وانتحال الهوية الشخصية    مصر تلوح بورقة قوية في حال استمر العدوان الاسرائيلي على رفح وتبدأ بتحركات أمنية على المعبر!    محاولة اختطاف فاشلة لسفينة شرقي مدينة عدن مميز    السلطات المحلية بالحديدة تطالب بتشكيل بعثة أممية للإطلاع على انتهاكات الحوثيين مميز    خوسيلو يثير التكهنات في ريال مدريد    يويفا: ايطاليا والمانيا ستحصلان على مقاعد اضافية في دوري الابطال    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    من أقرب أصدقائه علي ناصر ومحمد علي أحمد.. وقت محنته تخلوا عنه    توافقات بين رئيس اتحاد الكرة مع لجنة وزارية لحل مشكلة أندية عدن    أمطار رعدية غزيرة على 15 محافظة خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للمواطنين    جماعة الحوثي تعلن ايقاف التعامل مع ثاني شركة للصرافة بصنعاء    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    ثلاث محافظات يمنية على موعد مع الظلام الدامس.. وتهديد بقطع الكهرباء عنها    أبوظبي اكستريم تعلن عن طرح تذاكر النسخة الرابعة التي ستقام في باريس 18 مايو الجاري    عندما يغدر الملوك    مأساة في تهامة.. السيول تجرف عشرات المساكن غربي اليمن    النائب العليمي: مليشيا الحوثي تستغل القضية الفلسطينية لصالح اجندة ايرانية في البحر الأحمر    قارورة البيرة اولاً    جزار يرتكب جريمة مروعة بحق مواطن في عدن صباح اليوم    أساليب أرهابية منافية لكل الشرائع    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    مهام العليمي وبن مبارك في عدن تعطيل الخدمات وإلتقاط الصور    حرب غزة تنتقل إلى بريطانيا: مخاوف من مواجهات بين إسلاميين ويهود داخل الجامعات    المحطات التاريخية الكبرى تصنعها الإرادة الوطنية الحرة    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    إجراء قرعة بطولة أندية الدرجة الثالثة بحضرموت الوادي    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنيس حسن يحيى: الإنفصال سيؤدي إلى تشظي الجنوب، وأنا مع خيار الفيدرالية
نشر في الاشتراكي نت يوم 01 - 02 - 2013

الوحدة ليست صنماً نعبده والإنفصال خيار سياسي مشروع لكنه ليس الحل للقضية الجنوبية وعلى عكس ما يتوهم البعض من نشطاء الحراك وهم مخلصون للقضية الجنوبية إلا أن الإنفصال سيفضي إلى تشظي الجنوب هكذا تحدث الأستاذ أنيس حسن يحيى عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في حوار مع صحيفة الثوري.
ولما يحتويه الحوار من الكثير من الرؤى والأفكار المسنودة بتجربة تاريخية كبيرة للقيادي الاشتراكي انيس حسن يحيى يعيد "الاشتراكي نت" نشره.
حاوره /سام أبو أصبع
هناك ملفات شائكة ومعقدة ومناطق ساخنة وبؤر توتر وتركة هائلة من الفساد والمحسوبية وتمزق . مخيف في النسيج الاجتماعي اليمني كيف تقرأون المستقبل في ضوء ذلك؟
‏- الواقع يعاني من عدة تصدعات تتسبب فيها أطراف عديدة فاعلة في الحياة السياسية والعجيب ان هذه التصدعات تسهم فيها أطراف من داخل اللقاء المشترك وأطراف قريبة من اللقاء المشترك ولكنها ليست جزءاً منه، هذه التصدعات تتمثل في ما يجري من حراك في الجنوب ودائماً ما أقول إن الحراك هو اصدق تعبير سياسي عن القضية الجنوبية والتي أنظر إليها باعتبارها قضية عادلة لكن عدم امتلاك أطراف الحراك المختلفة لمشروع سياسي حول مستقبل الجنوب تحديدا ومستقبل اليمن بشكل عام يجعل الحراك يعيش في مأزق يصعب الخروج منه إلا بشرطين مهمين جداً : قيادة موحدة للحراك واقصد بذلك أن يتحول الحراك إلى حزب واحد، قيمة الحراك في تنوعه وفي تعدد مكوناته ولكن هناك حاجة لوجود قيادة تنسق بن هذه القوى المتنوعة وتطرح مشروعاً سياسيا لليوم وللمستقبل على صعيد الجنوب وعلى صعيد اليمن ككل ولا أستطيع أن انفي ايجابيات كثيرة للحراك وهذه الايجابيات تمثلت بشكل واضح للعيان في مليونية 13 يناير وهذا معناه ان هناك جهوداً داخل مكونات الحراك تبذل لإنهاء حالات الانقسام الموجودة لكن على صعيد القيادة ما زال المشهد الذي الاحظه هو وجود انقسامات في مستوى هذه القيادة والأرجح أن قواعد الحراك أكثر انسجاما وتفاهما منه في القيادة ومثال على ذلك عندما حضر حسن باعوم وهو من خيرة مناضلينا في الجنوب - وأنا لي ملاحظة على حسن باعوم حيث يتعذر عليه قراءة التغيرات في الحياة السياسية وهو مناضل له تاريخه الوطني - وعندما كان يحضر لمؤتمره تعرض لحملة شديدة من قبل الأخ البيض والاثنان من دعاة فك الارتباط، اذا كانت هناك تباينات لا يجوز ان تتحول إلى صدامات على الأرض وأنا أخشى أن تكون هذه التباينات قد خلفت جروحا ولكني ما زلت أراهن على القيادات الشابة في الحراك ويبدو انها اكثر استيعابا لفكرة امتلاك الحراك وحدة في الموقف وفي الرؤية . من جهة ثانية التباينات التي تحولت إلى صدامات مسلحة بين الحوثيين والاخوة في التجمع اليمني للإصلاح والتباينات شيء مشروع وهي موجودة حتى داخل الحزب الواحد ولكن التباينات التي نلاحظها بين الحوثيين والاخوة في التجمع اليمني للإصلاح لا تخدم الحوار القادم بل ربما تكون سببا في إفشاله والفريقان يمتلكان مليشيات مسلحة وهذا من شأنه تعطيل الحوار العقلاني الذي يجب ان ينتصر ويسود في الحوار القادم . نقرأ ونسمع لقيادات حوثية بارزة فلا نلمس أن هناك حرصا على تجاوز هذه التباينات وحلها على قاعدة الحوار ونقرأ ونسمع لقيادات ورموز في التجمع اليمني للاصلاح وفي الصحافة المحسوبة عليه ما من شأنه تسميم الأجواء وتغذية الخلاف وانا ادعو للحوار الوطني والذي يفترض ان يكون أهم محطة في الحياة السياسية ومن واجبي تأمين كل شروط النجاح لهذا المؤتمر .
كذلك اللقاء المشترك مثل نقلة نوعية في الحياة السياسية وعلى مستوى التحالفات وهو بمثابة انجاز مهم ويكاد يكون الوحيد في المنطقة العربية حيث يعمل الاشتراكيون والإسلاميون معا لكن هل هناك قابلية لاستمراريته وأنأ اتمنى أن يستمر هذا التحالف، ولكن في غياب الحوار وعلى الأرض وفي الساحات قواعد الاشتراكي وقواعد الإصلاح في صدام مستمر وهذا ما يجعلني أشعر بقلق تجاه فشل أو عدم استمرار اللقاء المشترك، وانا أتمنى أن يستمر لمصلحة بناء دولة مدنية حديثة، من جهة أخرى هل يمتلك الاخوة في التجمع اليمني للإصلاح مشروعا لبناء الدولة المدنية الحديثة؟ هم دائما ما يتحدثون ويفرطون في ا لحديث عن الدولة المدنية الحديثة وهذا شيء جميل ولكني أخشى أن بعض قيادات في التجمع اليمني للاصلاح لديهم هاجس دولة الخلافة وهذا موجود في مصر وفي تونس وهذا لا ينسجم مع روح العصر نحن اليوم في الألفية الثالثة وانا عندما اتحدث عن دولة مدنية حديثة مهم جدا أن لا اتجاهل ايجابيات تاريخنا العربي والإسلامي وهى ايجابيات، مشرقة ولكننا نعيش في عصر مختلف نتحدث عن دولة مدنية حديثة تنشد تحقيق المواطنة المتساوية وتأمين التوزيع العادل للثروة وتحقق العدالة الاجتماعية التي اراها كاشتراكي أساس وجود نضالنا كقوى سياسية، هذه التصدعات والتباينات اتمنى ان تعالج على قاعدة الحوار، والحوار ثقافة وسلوك حضاري .. اذا انا . لا اتقن الحوار فأنا أعقد الحياة السياسية التي يفترض فيها وجود تباينات تعالج عن طريق الحوار .
‏ استاذ انيس في السياسة لا بد من فكر مسيطر وفي اليمن هناك تقاطع الديني مع السياسي كتبرير لصراعاتها وقد استخدمها النظام السابق حتى اخر انفاسه لتشويه الخصم وتغييب الواقع وبدأ هذا ينكسر مع بداية الثورة الشعبية فبراير 2011 قبل ان تعود مؤشراته اليوم، كيف يمكن لذلك ان يؤثر في الحياة السياسية؟
‏ أنا كاشتراكي أقول واعترف إننا في مرحلة سابقة تعاملنا بشكل خاطىء مع الدين، والدين مكون أساسي لوعينا ولثقافتنا وأنا كاشتراكي لا يجوز لي أن أفكر بمعزل عن انني مسلم، لكن هذآ لا يعني ان الخطاب الديني يفسد علي توجهي السياسي والخطاب الديني لدى بعض الأطراف من شانه ان يفسد الحياة السياسية واتمنى أن لا يتم الخلط بين كوننا مسلمين أو قوى سياسية لديها مشروع لبناء الدولة المدنية الحديثة وهذا الخلط من نتائجه إن نبتعد عن بناء دولة مدنية حديثة اليوم وغدا وهذا الخلط موجود في اليمن وفي مصر وفى تونس وهو خلط عجيب . .
‏ برأيك هل ثمة امكانية وافاق إيجابية لكي يتحول اليمن في وضعه السياسي والاجتماعي من حالة تتأسس على توازن القوى إلى حالة جديدة تتأسس على توازن المصالح؟
‏ الفصل المتعسف بين توازن القوى وتوازن المصالح لا يستقيم، توازن القوى يقوم في الأساس على توازن المصالح ولكن ليست المصالح الضيقة والأنانية على سبيل المثال وانا اناضل مع قوى أخرى لبناء دولة مدنية حديثة من مصلحتي كاشتراكي أن يستمر اللقاء المشترك لكن ليس من مصلحتي ان أرى تصدعات في اللقاء المشترك ولا أدير حوارا لتجاوز هذه التصدعات مثل ما يحصل من تصادم بين قواعد الاشتراكي وقواعد التجمع اليمني للإصلاح في الساحات وهذا الصراع يعبر عز مشاريع مختلفة والتجمع اليمني للإصلاح يوجد في قيادته وفي قواعده حداثيون وانا على تواصل معهم لكن هناك، من هو واقع تحت تأثير الخطاب الديني وتماهيه مع القبيلة والعسكر .
‏ ما تفسيركم لعودة مشروع الجنوب العربي الذي سقط مع بداية الخمسينيات؟
‏ بعد حرب 94 برزت أصوات داخلنا كاشتراكيين يتحدث اصحابها عن الجنوب العربي واصوات كنت استمع إليها باستغراب لأن مشروع الجنوب العربي سقط في الخمسينيات فلا مصلحة من إحياء هذا المشروع وهو في الأصل مشروع استعماري، البعض يخلط بين التسمية الجغرافية للجنوب العربي باعتبار ان الجنوب يقع في جنوب الجزيرة العربية هذا جغرافيا يشمل أيضا عمان وجزءاً من الامارات العربية المتحدة وهذا كله جنوب عربي ولكن التسمية السياسية التي أراد الاستعمار ان يكرسها هي تسمية الجنوب العربي والغرض عزل الجنوب عن المحيط اليمني من التصدي لهذا المشروع. القوى الوليدة في منتصف الخمسينيات كانت هناك ثلاثة مشاريع تتنافس حين ذاك مشروع الجمعية العدنية وأنا اعتبره مشروعا وطنيا لكنه كان ضيق الأفق تمحور حول شعار عدن للعدنيين الذي بدأ ينتعش الأن وليس له مستقبل ومشروع الجنوب العربي الذي كانت تتبناه الرابطة وهذا المشروع سقط في الخمسينيات والمشروع الذي تبنته القوى الحديثة تمثلت في الجبهة الوطنية المتحدة التي كان على رأسها محمد عبده نعمان وضمت صفوة من المناضلين الوطنيين : عبدالله الاصنج، محمد سالم علي عبده، خليل سليمان، حسين باوزير، ادريس حنبلة وأنا كنت مع هؤلاء نؤمن بوجود قضية واحدة لليمنيين هي النضال ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب والنضال ضد الإمامة في الشمال هذه القوى السياسية الوليدة كسبت شعبية واسعة في مواجهة المشاريع الثلاثة التي أشرت إليها .
ومشروع الجنوب العربي ليس له أساس في واقعنا في الجنوب والسؤال كيف انتعش الأن نتيجة اختلاط الاوراق، فعند عودتي من الغربة للمرة الثانية في العام 2004 طرحت سؤالا على انفسنا كاشتراكيين من نحن وماذا نريد؟ يجب تحديد هويتنا كاشتراكيين وانا إلى الآن احاول أن اجد اجابة على هذا السؤال لأنني كنت اسمع بعض الاخوة في قيادة الحزب الاشتراكي يقولون بانهم ليسوا اشتراكيين فكنت اقول للواحد منهم من حقك ان تفكر وان يكون لديك مثلا تفكير ليبرالي ويدي ممدودة إليك كاشتراكي لكنك تسعى لتخلي الحزب عن هويته كحزب اشتراكي يمني فأنا لست معك وأعترض على ذلك من نحن وماذا نريد : سؤال ما زال قائما حتى الآن وفى غياب الحوار داخلنا لم نرسخ ثقافة ببعد اشتراكي وبتوجه سياسي يجعل الوطن ككل محور اهتمامنا، لذلك كثير من نشطاء الحراك اشتراكيون وبعضهم اعضاء في لجنته المركزية لكنهم يعتبرون انفسهم ليس لهم علاقة بالحزب الاشتراكي وهذا في رأيي الشخصي يعود لعدم تصرفنا بالشكل المناسب في التعامل مع القضية الجنوبية كقيادة والا كيف نفسر قول كثير من قيادات الاشتراكي في الجنوب بانه لم يعد لها صلة بالحزب الاشتراكي وعلى العكس هي تحاول ان تضعف من حضور ودور الاشتراكي في الجنوب وهذا شيء مؤلم جدا . لكن في غياب الحوار اشياء كثيرة تحدث لا تتفق مع توجهنا كحزب اشتراكي ولا مع رؤيتنا السياسية كحزب وطني فنحن منذ التأسيس حزب وطني على مستوى الوطن وليس حزباً جنوبيا ورفاقنا في الحركة في الشمال هم جزء من الحركة الوطنية بشكل عام وكان هناك تفاعل بين جناحي الحركة الوطنية شمالا وجنوبا ادى هذا التفاعل الى تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني لكن نحن الأن بحاجة لإدارة حوار مكثف كي ينهض الحزب الاشتراكي بمهماته على اكثر من صعيد . على صعيد رؤيته السياسية للوطن الواحد وعلى صعيد توجهه الفكري وقضية الاشتراكية تحديدا، وأنا مع التجديد لكني اقول إن مستقبل البشرية في انتصار الاشتراكية في العالم ككل ليس فقط في اليمن . أجد كل الاختلالات في حياة البشر يمكن معالجتها من خلال وجود نظام اشتراكي يكفل وجود العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة وهذا يحتاج إلى حوار معمق ومكثف في داخلنا .
ان تكون اشتراكيا جامدا انت في هذه الحالة تسيئ لتوجهك كاشتراكي وتوجد سببا لأن يقتل ويجهض هذا التوجه لا بد ان تكون مجددا والتجديد شرط مهم جدا في الحياة السياسية ومنذ القدم والمفكرون العظماء دائما ما يجددون في افكارهم وانا لا أرى امكانية التجديد إلا من خلال حوار عميق يتناول شتى القضايا يتناول القضايا السياسية والاجتماعية ويتناول بشكل خاص كيف نفهم الاشتراكية . فرانسيس بوكوياما خرج بمقولة تقول بنهاية التاريخ وبأن الرأسمالية انتصرت إلى ما لا نهاية بعد سنة أو أكثر حصلت أزمات اقتصادية على صعيد الدول الرأسمالية الكبرى أخرها ما حصل في امريكا الرأسمالية اليوم تفجر أزمات من داخلها وهذا لا يعني ان الاشتراكية كبديل ستحل مشاكلها مباشرة، الاشتراكية تحتاج إلى عمل مكثف ولا يمكن للاشتراكية اليوم ان تنتصر لدينا سوى بجهود عظيمة يقوم بها الحزب الاشتراكي ومن معه من المناصرين لقضية العدالة الاجتماعية .
‏ ما رايكم بخيار فك الإرتباط؟
الوحدة ليست صنما نعبده والانفصال خيار سياسي مشروع لكنه ليس الحل للقضية الجنوبية وعلى عكس ما يتوهم البعض من نشطاء الحراك وهم مخلصون للقضية الجنوبية إلا أن الانفصال سيفضي إلى تشظي الجنوب وهناك مؤشرات تفضي إلى هذا فمثلا حضرموت تشكلت فيها العصبة الحضرمية وتقول كلاما عجيبا غريبا لا يتفق مع التاريخ بأن حضرموت ليست لها علاقة باليمن ولا بالجنوب وهي تدعو لقيام حضرموت الكبرى وهذه المصطلحات ليس لها أساس في الواقع . كونى لست مع الوحدة لكن هذا لا يلغي هويتي اليمنية .
‏ انتم دائما ناديتم بالفيدرالية كحل للمشكلة الوطنية سواء انتم كشخص الاستاذ انيس او كحزب اشتراكي، هل تم دراسة خيار الفيدرالية جيداً؟
‏- ساحدثكم عن تجربتي الخاصة حين تم توقيع اتفاقية الوحدة في نوفمبر 89 كنت حينها في بلغاريا وشعرت أن من واحبي ان أبارك هذه الاتفاقية باعتبار انني وحدوي لكن كنت لا أرى في الوحدة الاندماجية أي امكانية للاستمرارية وقد حملت منذ نشأتها بذور فشلها في الوحدة الاندماجية بين نظامين تقاتلا سنوات ومتصادمين في كل شيء والتقارب الذي حصل كان انجازا كبيرا لكن كان يجب ان يكون هذا التقارب على أساس واقعي وقلت في الرسالة التي وجهتها للقيادة السياسية في البلد حينها في الجنوب والشمال كنت اتمنى ان تكون هناك حكومة في الجنوب وحكومة في الشمال ومجلس شعب في الجنوب وفي الشمال ويكون هنا مجلس للدولة على صعيد الوطن يرمز لوحدته أردت حينها ان اقول إنني مع الصيغة الفيدرالية لكن الفكرة لم تكن مقبولة وقت ذاك ومع الاسف لم يستجب أحد وقامت الوحدة الاندماجية على أساس هش ولذلك لم تستمر طويلا وأنا لا أرى أمامي اليوم انها ما زالت صالحة فهي موجودة من حيث الشكل فقط ولكن الشرخ تسرب إلى النفوس وتعمق وهو بحاجة إلى قوى حية في الساحة السياسية اليمنية لعلاجه وتتبنى خيار الفيدرالية من اقليمين وسيكون ذلك بمثابة مدخل لعلاج حالات الشرخ الموجودة وردم الهوة تدريجيا ويمكن ان يجري استفتاء بعد خمس سنوات وانا لا يوجد عندي خوف من الاستفتاء لأنه اذا وجد هذا الخوف فمعناه انني لست موجودا في الساحة السياسية، إذا فلنستفتى الشعب اليمني كله هل تستمر الفيدرالية من اقليمين أم هل تتوسع الى خمسة أو سبعة اقاليم؟، وهذا أمر يحتاج إلى ان يخضع لدراسة مكثفة تراعي طبيعة البلد وخصوصية مناطقه .

‏ لماذا خيار الفيدرالية من اقليمين يبدو لك اكثر واقعية من خيار فيدرالية باقاليم متعددة؟
‏- انا مع الفيدرالية من حيث الجوهر من عدة اقاليم هذا توجهي المبدئي ولن يمنع هذا من القول بفيدرالية من اقليمين ولا اريد أن اتجاهل ما يحصل في الجنوب من مزاج وانا لا اريد ان اتماهى مع هذا المزاج الذي يدعو إلى فك الارتباط والانفصال كما انني لا اريد أن اتجاهله والفيدرالية من اقليمين يمكن ان تكون مدخلا لانتقالنا مستقبلا لفيدرالية من عدة اقاليم ،اليوم لا يمكنني تعسف الواقع وانتقل إلى فيدرالية من عدة أقاليم مع ان هذاا توجهي من حيث المبدأ إلا عبر مرحلة انتقالية تتمثل في فيدرالية من اقليمين .
‏ رغم ان كثيرا من الناس لديهم هواجس بان تكون الفيدرالية من اقليمين هي مقدمة لانفصال الشمال عن الجنوب؟
‏ هذا وارد انا عندما يكون لي حضور في الواقع السياسي واتبني خيار الفيدرالية من اقليمين علي أن اشتغل في أوساط الناس وأقول لهم ان هذه الفيدرالية مرحلة انتقالية للانتقال إلى فيدرالية من عدة اقاليم وانا هنا وللحقيقة وكحزب اشتراكي فقدت الارض التي أقف عليها في الجنوب وهنا تكمن نقطة الخطورة ولذلك يجب على الحزب الاشتراكي وبقية الأحزاب أن تعيد ترتيب البيت الداخلي بحيث حين تأتي الفيدرالية من اقليمين تأتي ولديها الحضور القوي في الساحة ولديها مشروع انتقال الفيدرالية من اقليمين إلى عدة اقاليم . وهذا يحتاج إلى استدعاء كفاءات وخبرات للإجابة على كم اقليم نريد خمسة ام سبعة أم تسعة حسب الحاجة .
‏ بمعنى اخر أستاذ انيس انت تقول إن المزاج في الجنوب ليس مع فيدرالية من عدة اقاليم بل مع فيدرالية باقليمين؟
‏- هذا اذا نجحنا !.. بالأمس كنت اتكلم مع أحد نشطاء الحراك المهمين كان قبل عام من الآن مقتنعا بفيدرالية من اقليمين وهو الآن يدعو اليوم إلى كونفدرالية وقلت له ان الكونفدرالية أشبه بمجلس التعاون الخليجي والذي ينادي اليوم ويطرح مشروعا اتحاديا والكونفدرالية هي هروبه إلى الأمام ولا تناسبنا كيمنيين والانتصار للفيدرالية من اقليمين ليس سهلا ابدا وهذا مرهون بحضور في الساحة .
‏ وكصاحب مشروع يجب أن أظل دائما في الساحة وأتفهم المصاعب التي تواجهنا اليوم ولكن يجب أن لا أسمح لهذه المصاعب ان تغيبنا لأنني صاحب مشروع وكما يوجد مشروع في الجانب الآخر تماما يوجد من يتبنى خيار الفيدرالية باقليمين والآن تشكل قبل اسبوعين وربما اكثر مكون جديد تحت مسمى ( التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي ) يضم نخبة من المثقفين وانا اعتقد أن هذا المكون الجديد يمثل الاتجاه العقلاني ولكنه يصادف كثيرا من الصعوبات في العلاقة مع الحراك في الجنوب فأي مكون لا ينسجم مع خط البيض يقمع على سبيل المثال أنا لست مع شعار عدن للعدنيين مع انني ابن عدن واقول لهم ان هذا وهم وأنا احذرهم ومن الخطأ ان اقمعهم وأكرر الكلام الذي قلته في 89 هو ان الفيدرالية هي الحل والوحدة الاندماجية ليس لها أي اساس موضوعي في حياتنا السياسية والاجتماعية وبصرف النظر عن تصرف علي عبدالله صالح ونظامه الذي تصرف بشكل لا يعبر عن ايمان عميق بالوحدة وفي اعتقادي ان القضية الجنوبية بدأت بعد الوحدة مباشرة لإحساس . الجنوبيين بالتهميش، الجنوبيين بأطيافهم المختلفة حتى داخل الحزب الاشتراكي، وحيدر كان يمثل الصوت العاقل داخلنا . داخل المكتب السياسي وكنت احترمه وما زات أحترمه ولكنه كان يبحث عن حل غير واقعي عبر دمج الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام، وهذه الدعوة ليس لها أساس موضوعي فأنت تعطل الحياة السياسية بدمج أكبر حزبين رغم أن المؤتمر الشعبي العام ليس حزبا لكن من حيث تركيبته له امتداد واسع، وحيدر وغيره فكروا كذلك ليس لانهم انتهازيون بل لان الصدامات تكاد تنفجر في أي لحظة بين الاشتراكي والمؤتمر وهي بالفعل قد انفجرت في 94 ، وكانوا يعتقدون بان الدمج سيجنب البلد الحرب وهذا كان وهما .
‏ القوى التقليدية هي اكبر تحدي لمشروعنا الحداثي والتحدي القائم لمؤتمر الحوار الوطني .. برايك من يستدعي التاريخ في القضية الجنوبية؟
كل من يحمل مشروعا لا يتفق مع المشروع الوطني الكبير وحتى إذا لم أذكر اسماء الداعين الى الجنوب العربي هؤلاء خارج التاريخ وأقول إن من حقك ان تدعو الى الانفصال ولكن ليس هذا هو الحل وهذا مشروع خاص ليس له علاقة بالقضية الجنوبية التي يتحدث باسمها، هو يضعف القضية الجنوبية بتبنيه مشاريع تنتمي الى الماضي وأنا لا اتجاهل الماضي ولكن لا استدعيه لتوظيفه سياسيا وهذا سلوك معيب.
‏ كيف تنظر الى القوى التقليدية ودورها في الحياة السياسية؟
‏- في رأيي وبدون تعسف ما زالت القبيلة تمسك بالقرار السياسي وأنا أقدر الجهود الكبيرة التي يبذلها الأخ عبد ربه منصور هادي كرئيس لكنه جاء ليستلم وضعية صعبة جدا، فعلي عبدالله صالح لم يضع أي مرتكز يمكن أن يرتكز عليه من سيأتي بعده وتحالف القبيلة والعسكر هو الاتجاه السائد ولذلك أعيب على الاخوة في التجمع اليمني للإصلاح أنهم متماهون مع القبيلة من خلال رموز قبلية مهمة جدا وأعضاء نافذين في التجمع اليمني للإصلاح وكذلك مع العسكر وبشكل خاص مع علي محسن ومجموعة محسوبة عليه فالخيار السياسي رغم الجهود التي تبذل ما يزال في قبضة القبيلة والعسكر، وهذا التحالف القبلي والعسكري من شأنه أن يفشل الحوار القادم والقوى التقليدية تتحدث عن أهمية أن تكون مشاركة في الحوار الوطني الشامل .
وأنا اريد أن اسأل . وسأجيب على تساؤلي لكي نفهم خطورة هذا التحالف عند قام ثورة 26سبتمبر وهذا كان إنجازا عظيما في تاريخنا السياسي الحديث كيف تصرفت القبيلة في التحالف مع هذا الحدث العظيم؟ حيث وقف قسم منها في معسكر الإمامة وبأهداف معلنة، وقسم أخر من القبيلة وقف مع الجمهورية لكي يستحوذ عليها، والجمهورية منذ قيامها وهي في قبضة القبيلة والعسكر وقوى الحداثة في اليمن مثلها مثل غيرها في تونس ومصر وفي المغرب مع الأسف ليست موحدة بل مشتتة، وبالتالي القوى التقليدية المتدثرة بالدين والقوى الدينية المستقويه بالعسكر وبالقبيلة تشكل عقبة كبيرة أمام مؤتمر الحوار القادم . وبسبب غياب الحوار داخلنا ما زال الخطر قائما، والمتمثل في إفشال الحوار الوطني القادم والذي اعتبره ويعتبره كتيرون محطة مهمة في الحياة السياسية وأن التسوية السياسية مقدر لها أن تفشل في ظل التحالفات القبلية العسكرية وهناك صحف تطالعنا بأن انضمام علي محسن للثورة حمى الثورة ولكني أشبهه بانضمام القبيلة بعد ثورة سبتمبر بقصد الاحتواء وقد نجح وظلت قوى الحداثة مهمشة وأشبه بديكور تتزين بها الحكومات رغم أنها ليست صاحبة قرار . وأنا لا اتجاهل اليوم بروز النزعة العشائرية والمناطقية في الجنوب وتجسد هذا في أحداث سالمين وتجسد بشكل بشع في يناير 86 ، لكن توجد في الجنوب انتماءات لا يمكن إلغاؤها بالكامل إلا عبر عمل سياسي ناضج في اوساط هؤلاء جميعاً وهذا على عكس نفوذ القبيلة والعسكر في المناطق الشمالية والذي يمتد الآن الى الجنوب وهي ظاهرة مقلقة وغير مألوفة .
وأنا لست ضد القبيلة ولكن لا أراهن عليها وهي مكون مهم من مكونا ت المجتمع اليمني ولكن المراهنة عليها حتما قاتل لأنها لن تكون مع دولة مدنية حديثة والقبيلة انتجت هامات وطنية كبيرة جدا هذه القامات الوطنية الهامة تنجح في الحياة السياسية بقدر ابتعادها عن الروابط القبلية، وتفشل إذآ ظلت مشدودة لهذه الروابط وأنا اليوم أشاهد التحالف القبلي العسكري يستشرس للدفاع عن مصالحه وهو لا يملك إلا مشروعا متخلفا . ولا استطيع أن انكر ان القبيلة انجبت قامات وطنية وحداثية هامة، في الكثير من القيادات الوطنية لها انتماءات لأهم القبائل لكنها حررت نفسها من الروابط القبلية لذلك هي فاعلة في الحياة السياسية .
‏ هناك دائما مشكلة في القوى الاجتماعية القادرة على انجاز مشروع التحرير الوطني على مستوى المجتمع العربي وضمن الثورات العربية وفي اليمن يقف الحزب الاشتراكي على راس هذه القوى الاجتماعية بعيدا عن التاريخ .. استاذ انيس، اين تكمن مشكلة الحزب الاشتراكي اليوم وما تصوراتكم للحل والخرج من الوضع الراهن؟
‏ الاشتراكي الذي عانى من عدة كوارث خلال مسيرته النضالية ما زال واقفا على قدميه بإصرار لماذا هذا الوقوف باصرار؟ لان داخل الاشتراكي قوى حية تنتمي الى المستقبل ولا تنتمي الى الماضي قوى تنشد الحداثة والعدالة الاجتماعية، قوى لا ترى انها منتمية الى الاشتراكي لأنها مبهورة بزعامة ما، رغم وجود قامات ثقافية وأنا اقول انه يجب على هذه القامات ان تنتصر للعمل المؤسسي وهذا العمل المؤسسي غائب وهو عندما يغيب يفسح المجال لاجتهادات لأفراد مهما علت قواتهم وامكانياتهم فهم يخطئون في غياب العمل المؤسسي .
وفي خطابي للجيل الشاب وأنا على لقاء مستمر بهذا الجيل أنه إذا ربطتم وجودكم في الاشتراكي بشخصية معينة ستبرز غدا عيوب عند هذا الشخص تشكل صدمة ولكن انتم عندما تنتمون للاشتراكي لأنكم حاملون مشروعه السياسي ومشروع العدالة الاجتماعية في هذه الحالة مهما حصل في الاشتراكي من انتكاسات ونكبات يجب أن تظلوا متمسكين به لأنه في قلب الحداثة السياسية، ولكن هناك عيب قديم لدينا يتمثل في غياب الحوار وأنا اليوم عندما اسأل من نحن وماذا نريد؟ ألا يحتاج منا هذا السؤال الى حوار داخلي مكثف . البعض قد صار يشكك اليوم في جدوى تبنينا للاشتراكية والاشتراكية ليست اختراع فلان أو علان الاشتراكية حاجة موضوعية للبشرية ولو لم يكن هناك ماركس لجاء ماركس أخر وحتى الاسلام في جوهره مع العدالة الاجتماعية والتي تظل الشعوب تواقة إليها لأنها تمنع استحواذ طبقة على الثروة على حساب طبقات أخرى تعيش فقرا مدقعا بسبب اختلال الموازين في المجتمع لذلك توجد الحاجة لتجديد الفكر الاشتراكي لكي يستطيع ان ينهض بمهامه الوطنية على أساس فكر متجدد . هل هناك قراءة أخرى مختلفة للفكر الاشتراكي؟ في جوهره الفكر الاشتراكي يقوم على عدة مرتكزات العدالة الاجتماعية التي تستند على وجود فاعل للدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وأنا لا استطيع أن انتصر للعدالة الاجتماعية والدولة مغيبة وفي ظروف اليمن الدولة مغيبة بالكامل فنحن نعيش حالة من الفوضى والاضطراب لا تسمح لي بالانتصار للعدالة الاجتماعية والتي تتطلب وجود دولة متماسكة قبل حتى ان تكون دولة حديثة فيها حكومة ودستور وقانون وفي قلب هذا القانون ينص على وجود الدولة المدنية الحديثة، والعدالة الاجتماعية ركن هام من أركان هذه الدولة . كوني اشتراكيا لا أدعو الى إلغاء الملكية الخاصة ونحن في الجنوب سعينا الى إلغاء الملكية الخاصة وهذا شطط لا يقبله الواقع وفى رأيي ومن الناحية النظرية أن الملكية الخاصة كبيرها ومتوسطها وصغيرها أساس لكل الشرور، وإذا دللنا على ذلك على سبيل المثال ( تركة ) بين عدد من أفراد الأسرة كميراث تركه رب الأسرة إن لم توجد إدارة حكيمة لهذه التركة سيتقاتل أفرادها والتأريخ يحكي ذلك ويؤكد أن الملكية الخاصة أساس كل الشرور ولكن لا يمكن إلغاء هذه الملكية بمزاجي الشخصي وليس بنزعة إرادوية ألغي الملكية الخاصة . فالملكية الخاصة تعبر عن واقع قائم وبالتالي أنا أعمل قدر الامكان على عدم تحويل الملكية الخاصة الى شر من خلال وجود دولة ترعى العدالة الاجتماعية وتوزع الثروة بشكل عادل وتؤمن المواطنة المتساوية .
‏ استاذ انيس .. افهم من كلامك ان المشكلة تكمن في غياب الحوار داخل الحزب الاشتراكي؟
ان غياب الحوار أهم ثغرة في حياتنا كاشتراكيين والحوار غائب ليس لأن القيادة الحالية ترفض الحوار بل لاأن ذلك أصبح جزءا من تاريخنا .
ميراث؟
‏- نعم، ميراث حتى نشهد بأهمية هذا الحوار ولأنني ادعو لمشروع حداثي في قلبه العدالة الاجتماعية، أنا بحاجة لأن انتصر لحوار داخلي وفي العلاقة مع الآخرين .
‏ كل سياسات اليسار معتمدة على الجماهير وعلى وعيها بها فإذا ما اختل هذا الوعي فسيفقد اليسار جذوره وسينهار، هذ، المقولة لفرسيسكو ويفرت .. ان يقف الحزب من هذا اليوم؟
‏ اليسار في الأساس يعبر عن مصالح الجماهير الواسعة لا يجوز ان يبتعد عنها وإلا فقد هويته . ولهذا لا يعني ان اليسار يجب إن يحمل مشروعا من خلاله الجماهير تهمش مثلا في الجنوب ارتفعت شعارات أيام سالمين "سالمين إحنا اشبالك وافكارك لنا مصباح" كانت الجماهير هي التي تهتف من خلال شعورها بأن سالمين يمثل الاتجاه القوي لليسار داخل التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية لكن بدون رؤية للحاضر والمستقبل حتي هذه الشعارات الجميلة تتحول الى ما يشبه صراخا وعويلا . أنا أريد من الشعار أن يأخذ ترجمته من خلال الممارسة على الأرض، طبعا اليوم لا اعتبر نفسي صاحب قرار في الحياة السياسية . أنا صاحب قرار فيما يتعلق بأدائي السياسي، فالسلطة ليست بيدي عندما كنا في الجنوب صنعنا تجربة عظيمة وهذه التجربة كانت تخدم السواد الأعظم من الناس ولذلك كنا نعبر عن توجه يساري حقيقي أيضا بغياب الحوار أجهضت هذه التجربة التي بهرت العالم كله، كل ما اتمناه في صحيفة الثوري كتابا يعبرون عن توجه يساري وهم لهم صلة بالاشتراكية وبتوجهه، وهناك كتاب كثيرون في "الثوري" و"الشارع" و"الأولى" لهم نفس التوجه وأنا اسأل أين هو الاشتراكي كي يتلقف هؤلاء ويجندهم لمصلحة التوجه الحداثي وليس التجنيد بمعنى تحويلهم الى موظفين، عيب المناضل عندها يتحول الى موظف يجب على المناضل ان لا يتحول الى موظف في يوم من الأيام وأنا اقول بصرف النظر عن المصاعب التي تعرض لها الا شتراكي ما يزال هو الذي يمثل طموح الجماهير من خلال توجهه اليساري الحقيقي وانا ما زلت اقول ان الاشتراكي قلب قوى الحداثة وهو الاساس في بناء الدولة الاجتماعية كركن اساس لبنائها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.